الصُداع النصفيّ هو متلازمة تتميز بتكرار حالات معتدلة الى شديدة من الصُداع المزمن الذي قد يظهر بوتيرة مختلفة خلال الحياة. قد يؤدي المرض الى تشويش حياة الأشخاص المصابين به وأن يخفض جودة حياتهم. المرض شائع جدًا، لكن نسبة شيوع المرض سنويًا تقدّر بنحو 11% (6% لدى الرجال و 18% لدى النساء). عدا عن ذلك، لا يتم تشخيص العديد من المصابين بالمرض والذين لا يتلقون العلاج. العديد من المُصابين بالصُداع النصفيّ لا يتوجهون لتلقي الاستشارة الطبية أو العلاج وقرابة النصف لا يكملون العلاج بسبب قلة معرفتهم إزاء العلاجات القائمة. يعتبر العديد من الناس الصُداع النصفيّ كأمر "عاديّ". هناك تأثير كبير للصُداع النصفيّ على المرضى وعائلاتهم. ويُصنّف الصُداع النصفيّ بحسب منظمة الصحّة العالمية في المرتبة الثانية بقائمة الأمراض المسببة للتقييدات والحجز.

الوصف السريريّ لنوبة صُداع نصفيّ كلاسيكي، تشمل مرحلتين: الأعراض المُنذرة – المرحلة البادرة، مرحلة الأورة (قرابة ثُلث المرضى)، مرحلة وجع الرأس (الألم)، والأعراض النهائية.

1- المرحلة البادرة - الأعراض المُنذرة: قد تظهر قبل النوبة بقرابة ثلاثة أيام حتى بضع ساعات قبلها. وتشمل الأعراض تبدل الحالة المزاجية أو السلوكية. كما قد تشمل استصعاب التفكير، صعوبة بالتركيز، صعوبة بالقراءة، الكتابة أو الحديث. الى جانب حساسية للضجيج أو الضوء. كما تشمل شعور بالتعب، الجوع، أو حتى الشهية المفرطة وانعدام الشهية.

2- مرحلة الأورة: مرحلة اضطراب بالأداء العصبيّ بشكل بؤريّ عابر. قد تحدث في الصُداع النصفيّ الكلاسيكي. عادة ما تظهر الأورة قبل مرحلة الألم بقليل، وقد تمتد تدريجيًا نحو 5 – 20 دقيقة ولا تزيد عن ساعة. قد تنعكس الأورة بالهلوسات بصريّة والاضطرابات الحسيّة.

3- الصُداع – مرحلة الألم: عادة ما تتطور نوبة الصُداع النصفيّ الكلاسيكيّ بشكل تدريجي وتصل لمرحلة معتدلة حتى شديدة جدًا، وعادة ما يكون أحاديّ الجانب، وينتقل من جانب الى آخر في الرأس. قد تمتد مرحلة الألم من 4 ساعات حتى 3 أيام. وقد تظهر الآلام في كل جزء من الرأس وحتى الرقبة، ولكن غالبًا ما تتصّف بالجزء الأمامي من الرأس تشمل منطقة العين. يفضّل المرضى الاستلقاء خلال الإصابة بهذه المرحلة، لأن شدة الصُداع قد تزداد بفعل النشاط الجسدي. من بين الأعراض: شعور بالغثيان، تقيؤ، حساسية للضوء والضجيج، إضافة الى عدم تحمل الروائح، انعدام الشهية، اسهال، انتفاخ البطن، الشحوب والتعرض، واحتقان الأنف.

4- الأعراض النهائية: شبيهة بالمرحلة البادرة، تظهر عادة بعد انتهاء النوبة – ألم بالرأس، وقد تمتد من ساعات حتى أيام. تشمل الشعور بالارهاق والتعب وعدم الاكتراث، وتبدل المزاج.

شيوع الصُداع النصفيّ في العائلة (احتمال إصابة بالصُداع النصفيّ لدى الأقارب أعلى بـ50%)، إصابة التوائم بالصُداع النصفيّ المتلائم واكتشاف طفرات مُحددة تسبب الصُداع النصفيّ الفالجيّ العائليّ (FHM)، تُشير الى احتمال أن يكون هناك أساس جيني وراثي للإصابة بالصُداع النصفيّ. أشارت أبحاث عديدة الى أنه على الأرجح يدور الحديث عن انتقال وراثي متعدد العوامل. يُعتبر الصُداع النصفيّ الفالجيّ العائليّ حالة نادرة للصُداع النصفيّ المرفق بالأورة.

طريقة التعامل مع الصُداع النصفيّ: هناك اتجاهان علاجيان. الأول هو علاج وقائي يهدف لتقليص وتيرة النوبات وشدتها. العلاج الثاني يهدف لإضعاف وتقصير مدة النوبة. حينما تنخفض وتيرة النوبات دون الأربعة شهريًا يفضل معظم المرضى تلقي علاج نقطي لكل نوبة فقط. الأدوية المستخدمة في الوقاية من الصُداع، تستخدم أساسًا بعلاج أمراض أخرى، بينها مضادات الاكتئاب، مضادات الصرع، أدوية لعلاج ضغط الدم المُفرض، وغيرها.



أدوية جديدة من مجموعة anti-CGRP

في السنوات الأخيرة تمت المصادقة على أدوية بيولوجية للصُداع النصفيّ من مجموعة الأدوية anti-CGRP. يدور الحديث عن أجسام مضادة أحادية النسيلة التي تعمل في حجب نشاط البروتين الصغير الناتج عن خلايا الجهاز العصبيّ. الببتيد العصبي CGRP (مختصر Calcitonin Gene Related Peptide) هو بروتين اكتشف في الثمانينيات له دور في الصُداع النصفيّ. يشكل هذا البروتين مؤثرًا عصبيًا حسيًا يتم افرازه من أطراف العصب ثلاثي التوائم في الجمجمة ويشجع نشاط التهابيّ من مصدر عصبي حول الأوعية الدموية في السحايا والأغشية الدماغية خلال الإصابة بالصُداع النصفيّ. ارتباط بين البروتين CGRP وبين مستقبله قد يسبب باطلاق وسطاء الالتهابات من قبل خلايا من نوع "ماست"، توسع الأوعية الدموية وسريان الدم المفرط قد تؤدي عمليًا الى رد فعل التهابيّ عصبيّ. واتضح من الأبحاث أن هذا البروتين يشغل أيضًا موصلات عصبية أخرى وبذلك يساهم في نشاط وسطاء الألم الآخرين. تم اكتشاف نسب عالية من بروتين CGRP في أبحاث لدى مرضى تم تشخيصهم بالاصابة بالصُداع النصفيّ، بل في حالات طبية أخرى، يشمل متلازمة التهاب مفصل الفكّ، فرط ضغط الدم، الفشل القلبي والتهابات أخرى بالدم. تُتيح عدة أدوية تم تطويرها في السنوات الأخيرة حجب مسار بروتين CGRP بتقنيات مختلفة، كي تساعد بمنع تطوّر الصُداع النصفيّ.



حُقن مواد لعلاج الصُداع النصفيّ:

ثبت في أبحاث عدة أن حقن مواد للعضلات بهدف حجب مؤشرات الألم العصبية هي عملية ناجعة في الوقاية من نوبات الصُداع النصفيّ. العلاج الأبرز في هذه المجموعة هو حقن "بوتولينيوم توكسين" عند الإصابة بالصُداع النصفيّ المُزمن وعلاج آخر بحقن "ليدوكاين" المُعد لحالات أكثر حدّة من الصُداع النصفيّ.

من المتبع في إسرائيل عرض علاجات للوقاية من الصُداع النصفيّ بأدوية بيولوجية جديدة أو بالحُقن.

מוגש מטעם נוברטיס כחסות בלתי תלויה

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]