ماذا تريد ...
انت يا ابن الأكرمين!!
هل من شروق الشمس صرت من المنذرين؟
ام باتساع الكون لم تعد تقوى على التحليق!!
ماذا تريد
يا أبا لكل هؤلاء المتعجرفين
أصحاب السنابل، وبغير حب منتصبين
الريح تعصف فيهم شمالا ويمينا..
وجفاف حل بهم بحق كل المرسلين
ماذا تريد
انت يا ابن الأكرمين!!
ان لا تدير الرياح العاتية الطواحين
وان يسّكت الموج الغاضب امام السدّ
فسدودك المحصنة لو حمتها البراكين
لن تقف امام من يحملون العهد
واسأل اسوار اريحا
ماذا تريد
ان نترك الافاعي تمرح
بحجه ان السوداء غير ضاره
وان لا نقتلع سمومها لصنع العقاقير
ام نترك الاشواك الضارة
بأرض خير لتحولها بور
وموطن للعقارب الصفراء
تكون
ماذا تريد
ان نبّقي الداء بلا دواء
ونتسلح بتطعيمات الرياء
وان نبقي دون كيشوت
يحارب طواحين الهواء
ام
نتني على هذا الأسمة فساد
الذي ساد
وأصبح سدا" لا يداس
وسيطر على قلوب الناس
بفضل رعايتك يا سيدي
ماذا تريد
ان نبقى جائعين على مائدة الحياة
ونتمنى لكم الهناء ونسكب لكم الماء
ونصغي لكلامكم
الذي طلقته افعالكم بالثلاث؟!!
ما ذنب أولئك المساكين
ليبقوا عاريين لفتات الخبز جائعين
وتجعلهم يتحاربون ليأكلون

ماذا تريد
ان تضلل الضالين
فيدخلون المضيق
وبتعاريجه يتكفنون
وبيدك المفتاح والمصباح
وتأم بهم
لكل ليل صباح!!!

ماذا تريد
ان يعلن لك الجميع الولاء
حتى لو رأوا حقيقة الوباء
ماذا تريد
ان تبقى سيد على الضعيف
وكأنك من يطعمه الرغيف
وتوبك من غبار الطحين نظيف
ماذا تريد
ان نسمع وانت المتكلم
وكأنك وحدك المعلم
وانت غير مالك لشهادات الامتياز
وكأنك تريد
انعكاس الشمس على المياه الراكدة الكدرة
وان تسقيط عقول تحاكي الفكر وتفكر
وانت الذي أصدر حكم اعدامها
ومنعتها من تعلم المشي الأول
حتى دفتها، بعقليه دواره
تمجد فكرك السامي
هذا لي وذاك انا
وسلبتهم كل شيء
ماذا تريد
ان ترفع رداء الأنانية
وان لا يحجب النور عن وجهك
استحلفك ان تفهم الكتب
يا مدعي قراءتها!!
وأخبرني
كيف ستجمع عظمه ذاتك
وروح الله
وهل لنفسيه الغرور مكان لتحيا
بأجواء الروحانيات، والحكمة والنور؟!!
ان لم تمزق هذا الستار
عبتا تحاول، وكأنك لا تملك دين


غريب امرك
إذا كنت تريد
الطاعة العمياء ممن لم يعكر صفوهم
فكرك، ودربك
وتريد
ان لا تشرق العشرة الخالدة
في كل مكان وان لا يكون
الجوهر الفرد، رأس المثلث الرباعي
وتريد
ان ينافق الحر ويعيش مأسورا
اسألك
من انت ان دارت الأيام يا سيدي


والان اتى دوري لأتكلم
وانت تصغي، وخير لك ان تصغي
لأخبرك انا ماذا اريد
أريد
أن نطهر اذاننا من الرياء
وألا نعطي مساحة
للمتكلم بمئة لسان
ويعظ بشيء وهو شيء اخر
اريد ان اتعنت بالعناد
لأزرع الحكمة بعقول الجهلاء
وان لا ازرع الجهل بعقول الحكماء
وأكتر ما اريد
ان يسكن الله روحك لأنك بحاجه لروحه
وأعلم صعوبة الأمر، يا جندي لوسفير ..
وان لم تتأقلم مع تلك الروح
مني لا تقرب، لأنني من روحه أحيا

سأخبرك عني شيئا ليبقي عندك ذكر
ان حاولت كسري، لن تنجح
وبأمرك لا أهتم،
وكيف يهتم أسد العرين
برأي خراف حكيمين
إذا جاع.

إذا كنت تدعي أنك الشاطر
فأنا بالعلم باقر
يا صاحب الفكر المحصور
والقلب المكسور
اتحارب دوامات بحري الهائج!!
وانت لا تجيد السباحة
وحارس بحري الحوت الأزرق

انتهى عهدك تحت عدسات مجهري
ومهما حاولت
لن تنال تقتي
لأني انا هذا اريد
ومن انت لتريد
إذا قررت انا
لا اريد
يا خريف الفصول
ويا زوان المحصول
وقائم بلا أصول
بريحك الهبوه
يا قليل النخوة
وقاتل الافعى
بريء منك
صاحب الهفوه

أتريد ان تكون السكة
أم تلك الغّرة النادرة
أبحت عن الخراريب
وخدها مسلكا
ولأصارحك
لم تكن مشكلتي ابدا
مشكلتي مع من هجنوك
وظنوا أنك ستصبح اليفا
ونسوا ما يجري لعروقك
ولم يلحظوا الزيد
تحت انياب المتربصين
اما انا
الكماشة بيدي
ولن اطهرها
بعد قلع انيابك
واسناك جميعا
حتى لا تنقل وبائك
وهذا ما سيحصل
لأني اريد




د. محمد زيناتي

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]