زياد شليوط
إحدى ويلات مجتمعنا، بل ويلاتنا كشعب أننا نعتني ونهتم ونعتبر الكم والعدد أهم وأفضل من الكيف والنوعية، ونعطي للمظهر أفضلية على الجوهر، ولهذا بات وضعنا فيه الكثير من السلبيات أمام القليل من الإيجابيات.
ما أكثر مدربي/ات التنمية البشرية في مجتمعنا .. وما أقل التنمية!!
ما أكثر الإعلاميين ووسائل الاعلام على أنواعها وألوانها في مجتمعنا وما أقلّ الإعلام!!
ما أكثر "الأدباء" من كتاب وشعراء في مجتمعنا، وما أكثر النوادي والمنابر و"الشلل" الأدبية.. وما أقل الأدب!!
ما أكثر الناشطين السياسيين الحزبيين في مجتمعنا.. وما أقلّ النشاطات السياسية الحزبية!!
ما أكثر المعلمين والمربين والمرشدين والمفتشين في مدارسنا.. وما اقلّ التربية!!
ما أكثر الآباء والأمهات والأوصياء في بيوتنا وحاراتنا.. وما أقل الوالدية!!
ما أكثر الموظفين والمستخدمين في مؤسساتنا العامّة.. وما أقل الخدمة الوظيفية!!
ما أكثر رجال الدين والواعظين والمرشدين بين ظهرانينا.. وما أقلّ الايمان والدين بين الناس!!
ما أكثر المكرّمين وحفلات التكريم الظاهرية والمفتعلة في مجتمعنا.. وما أقل التكريم الحقيقي في جوهره ومضمونه!
ما أكثر المتمولين وأصحاب رؤوس الأموال والموسرين.. وما أقلّ المشاريع التطويرية والمبادرات الاقتصادية!!
ما أكثر النوادي والمراكز والجمعيات والمؤسسات.. وما أقلّ الفعاليات والنشاطات والإنجازات!
ما أكثر الأفراح عندنا والفرحين والمحتفلين.. وما أقلّ الفرح والغبطة!
ما أكثر المواسين والمعزين والمتضامنين في بيوت العزاء.. وما أقل التعزية والمواساة!
ما أكثر السيارات الحديثة والفاخرة وما أكثر السائقات والسائقين في شوارعنا.. وما أقلّ آداب السياقة والالتزام بالقوانين والأخلاق العامة!
ما أكثر المفكرين والمنظّرين والمحلّلين في صفوفنا.. وما أقلّ التفكير من أجل التدبير!!
ما أكثر المسعفين في مجتمعنا وما أقل الإسعاف!!
ما أكثر المبدعين الوهميين في صفوفنا.. وما أقلّ الإبداع!
ما أكثر المسؤولين في مجتمعنا.. وما أقلّ المسؤولية!
ما أكثر عددنا.. وما أقلّ بركتنا!
[email protected]
أضف تعليق