بقلم:هادي زاهر
المحبّة هي المطر الأوّلْ
هديّة السّماء للأرضْ
هنا بحرٌ.. هنا نهرٌ.. هنا جدولٌ
هي الهواء
وهي للحياة الرّوح والنّبضْ
والمحبّة مهنة الأنبياء القديمة
ومن دونها لا فرق
بين الإنسان والبهيمة
لغة فطريّة يفهمها الغرب والشّرق
وتجعل للإنسان قيمة
والمحبّة مادّة سحريّة
خلطة إلهيّة
تدخل في نسيج الأجنّة
وبه تصبح حياتنا جنّة
وتكبرُ فينا من الطّفولة
وتهذب فينا الرّجولة
وتنتج قداستها تاجًا للكهولة
***************************
والمحبّة كائن ملائكيّ
في كلّ طرقات الحياة تسير
وتجعل من كلّ درب شائكِ
سهلًا محبًّا رائع المصير
بهجة كاملة مكتمّلة
بين الحبيبة والحبيب
والحياة بهيّة محتملة
بين الأهل والأسرة
والفرح قمرٌ لا يغيب
لا يبقي أيّ حسرة
المحبّة ثروة روحيّة
تصقل روحك وتسمو بها
فوق المدار
وبين الجار والجار
وبعيدهم يغدو قريب
والمحبّة آخرها يشبه أوّلها
تجدّد لمسيرة الحبّ
وتنقية لنبضات كلّ قلب
روائحها تفوح بالمسك والطّيب
****************************
والمحبّة تجدّد للرّغبة العارمة
في حبّ الحياة
ومن دون الحبّ لا تستطيع
الثّبات دون بهجةً دائمة
والمحبّة إيمان عبادة صلاة
تمدّك بالقوّة
وتحفّزك على العطاء
وتحوّل العداوة لأخوّة
ولا اكتفاء من المحبّة لا اكتفاء
***************************
والمحبّة مصنع الخير
ورافدها في كلّ اتّجاه
والمحبّة شارات مرور
وعلامات سير
نحو المحبّة والنور
المحبّة صفاء النّفس
نفض غبار الأمس
ولا اكتفاء من المحبّة لا اكتفاء
وعن المحبّة
كتب المفكرون أحلى كلام
فهي أكسجين القلب
يمدّه بالأمن والسّلام
والمحبّة تنقّي حواسنا الخمس
من قتامة العتم والظّلام
وتحاصر فينا لعنة اليأس
وترفعنا عاليًا وتدفعنا وإلى الأمام
وهل من عبث كتب ابن حزم؟
كتابه عن المحبّة " طوق الحمامة""
فهي قاعدة انطلاق
وعلى طريق المحبّة علامة
يهتدوا بها المحبّون والعشّاق
نحو هدوء الرّوح والصّفاء
فهي النّبع العذب السّلسبيل
لكلّ الأعمار ولكلّ جيل
ولا ارتواء من المحبّة لا ارتواء.
[email protected]
أضف تعليق