اشار بحث جديد للبروفسوره نمار هيرمان بأن 21% من المصوتين العرب في الانتخابات الأخيرة لا ينوون التصويت في الانتخابات المقبلة علينا. هذا سيهبط نسبة التصويت الى 34% فقط. هذا البحث استند الى استطلاع للرأي تم اجراؤه قبل الحرب الأخيرة على غزَّة، ولذلك فمن المتوقع ان نسبةً اضافية قد تنسحب من العملية الانتخابية، وبذلك نصل الى نسب تشكل خطراً فعلياً على عبور نسبة الحسم للاحزاب العربية، وربما محو التمثيل العربي في الكنيست في الدورة المقبلة.
لنتذكر، القائمة المشتركة حصلت في المرة السابقة على 22% من اصوات العرب، في حين حصلت الموحدة على 16%, أي ان كلاهما حصلتا معاً على 38%, كل مقعد احتاج الى 3.8% من اصوات العرب.
8% من المصوتين العربي صوتوا لأحزاب غير عربية مثل ميرتس، وحزب العمل، ويش عتيد، والليكود وما شابه. وغالبيتهم من أصحاب المصالح الشخصية، وليسوا من المقتنعين بمبادئ وأفكار هذه الاحزاب، وعليه لا اتوقع تغيير في هذه النسبة التي تعود على نفسها في غالبية الجولات الانتخابية مؤخراً. كان هناك من راهن ان الاحزاب اليهودية قد تعود لاستقطاب محدد للمواطنين العرب بسبب تواجد احزاب مركز يسار في الحكومة في السنة الاخيرة. الا ان تعامل ميرتس في قضية غداء ريناوي اضعف فرصة الحزب في التوجه للعرب، وكذلك كان الأمر مع القضايا الهزيلة التي تبنتها ابتسام مراعنه من حزب العمل التي قضت على قدرته ليكون خياراً. دخول لابيد في مواجهة عسكرية وحرب على غزة تسببت في استشهاد عدد كبير من الفلسطينيين أزال خيار التصويت لهذا الحزب، وبذلك اصبح خيار التصويت لأحزاب المركز-يسار ضئيلاً وربما معدوماً.
من هنا، فالخطر الأكبر هو هبوط في نسبة المصوتين العرب للأحزاب العربية، مما سيضع الموحدة في خانة محرجة جداً قد يصل الى حد عدم عبورها نسبة الحسم. قائمة المرشحين لم تقدم أي تجديد يُذكر لإستقطاب مصوتين جدد، وفي ذات الوقت هنالك تساؤلات كثيرة حول نجاح سياسة الموحدة بالتأثير من خلال مشاركتها في حكومة بينيت، حيث لم تحصل فعلياً الا على وعودات لم يتم صرفها على المواطن.
المشتركة لا تطرح نفسها كإطار ينجح بالتجدُّد والتغيُّر ليتناسب مع الأجواء السياسية المتغيرة في المجتمع العربي والمجتمع الاسرائيلي بشكل عام، وكل ما تقوم به هو إجترار الماضي والتهويل من البدائل الخطيرة من عدم التصويت، وكأنها الخيار الافتراضي الوحيد السائد والباقي الى الأبد. أضف الى ذلك اندلاع مجدَّد لمعركة الكراسي التي أثرت في الماضي سلباً على شعبيتها، وتعود مركبات المشتركة لممارسة نفس اللعبة المسيئة لها ولمركباتها وشخصياتها القيادية.
في ظل كل ذلك، انا اتفهم احجام المواطن عن التصويت، ورغبته في اخذ استراحة في الجولة المقبلة. وربما نشخص الأمر على انه جلدٌ للذات، وليس هذا هو المطلوب في المرحلة الحالية، لأن التمثيل يضمن التواجد في أماكن وتقاطعات سياسية ربما يحدث فيها التأثير، ولو حتى نظرياً أو كفرص يجب اقتناصها. هذا السؤال يجب أن يُناقَش جيداً في الأيام المقبلة لكي تعرف الأحزاب كيف تلائم أجنداتها وخطابها وشاكلتها أمام المواطن.
التساؤل هل سأصوت ام لا هو سؤالٌ شرعي اليوم، وإن كنت سأصوت، فلمن سأصوت هو أكثر شرعية. لا يوجب جواب حاسم، ولكن النقاش يجب أن يكون على الطاولة في كل بيت وكل ندوة وكل البرنامج الاعلامية والمنصات الاجتماعية، لكي نصل ليوم الانتخابات بقرارات شخصية تستند الى حكمة الجماهير، بدل الانجرار وراء دعايات انتخابية ديماغوغية تهدف لقيادتنا للتصرف كقطيع غبي.
[email protected]
أضف تعليق