بقلم : سري القدوة
ما من شك بان جمهورية مصر العربية عملت على تحمل المسؤولية وبذلت كل الجهود الممكنة من اجل وقف كل هذا الدمار ووضع حد للعدوان الاسرائيلي ووقف الحرب الفتاكة والهالكة وساعدت في التوصل الي تهدئة هي الاولي من نوعها فهذه المرة كانت التهدئة معلنة ليس مع فصائل المقاومة الفلسطينية المعروفة وإنما كانت مع فصيل محدد وهو الجهاد الاسلامي وجناحه المسلح المعروف بسرايا القدس حيث حرص زعيم التنظيم وقائده النخالة على الخروج بمؤتمر صحافي من العاصمة الايرانية طهران بالإعلان بنفسه عن التوصل الى تهدئة في معركة اسماها وأطلق عليها وحدة الساحات والتي كرس فيها مفهومه الشامل لعملية المقاومة وتحديدا ما قامت به السرايا خلال العدوان الشامل على قطاع غزة .
وبكل المقاييس كان الموقف واضح لجهود مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة بعد تعرضها للقصف لثلاثة أيام، مما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات من المدنيين والأطفال وما عكسه هذا الاتفاق من نتائج ومخرجات ادت الي التوصل إليها حيث يعد خطوة في طريق حقن دماء الشعب الفلسطيني، كون ما يحدث في القطاع هو انعكاس لغياب الأفق السياسي للقضية الفلسطينية وبكل المقاييس فان المرحلة تتطلب بذل المزيد من الجهود الواقعية والعمل بشكل جماعي بعيدا عن التفرد بالقرارات من اجل استمرار حقن الدماء وتحقيق سلام واستقرار دائمين في المنطقة حيث يتطلب ذلك مزيدا من تضافر الجهود الدولية لاستئناف عملية السلام في الشرق الأوسط، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس وفقا لقرارات الشرعية الدولية .
نؤكد على اهمية العمل العربي المشترك وتلك المساعي الحثيثة والجهود الكبيرة التي بذلتها جمهورية مصر العربية حيث تعكس ثقل الدبلوماسية المصرية ودورها الرائد والمحوري لضمان أمن واستقرار المنطقة، وتجسد المكانة التي تحظى بها القضية الفلسطينية في سلم أولويات مصر، وحرصها على ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية.
الجهود المصرية الكبيرة هي بمثابة الرئة التي يتنفس بها الشعب الفلسطيني، وأننا نعرب عن تقديرنا الكبير لدور القيادة المصرية والشعب المصري الشقيق، على الدعم المتواصل الذي تقدمه مصر للشعب الفلسطيني من أجل تحقيق أهدافه في الحرية وإنهاء الاحتلال وتجسيد الاستقلال الوطني الفلسطيني، واستمرار الجهود المصرية ايضا من اجل إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني حيث لا معني لجهود التهدئة في ظل استمرار العدوان علي الاراضي الفلسطينية واستمرار الانقسام الفلسطيني .
التعاون مع مصر في هذه الظروف الراهنة يحقق اهداف الشعب الفلسطيني بالانفكاك التدريجي عن حكومة الاحتلال خاصة في المجالات الاقتصادية والحياتية والتنموية الحيوية بالنسبة للشعب الفلسطيني، وأن تبادل بروتوكولات ومذكرات تفاهم وتعاون بين الجانبين وعلى كافة المستويات التجارية والاقتصادية والعلمية والأكاديمية التعليمية والطبية والأمنية والثقافية والإعلامية وفي العديد من المجالات يعد إضافة نوعية سيخدم القضية الفلسطينية ويؤدي الى الاستقلال الوطني الفلسطيني حيث يتطلب العمل على بدء التحرك باتجاه الخطوات العملية والفعلية من اجل الانفكاك التدريجي عن الاحتلال على طريق بناء الاقتصاد الفلسطيني وتحقيق الاستقلال الوطني وتعميق العلاقات مع الدول العربية وخاصة مع مصر التي تشكل بوابة الجنوب التاريخية لفلسطين كانت وستبقى على مدار التاريخ .
[email protected]
أضف تعليق