(هي هي) أغنية مغربية اجتاحت مواقع التواصل بدءاً من (تيك توك) مروراً بـ (إنستغرام) وانتهاء بـ (يوتيوب)، وتراقص كثيرون على أنغامها، إلا أنهم لا يعلمون أن ما تحمله من معانٍ كان أعمق مما نتخيّل، فهي تحكي قصة فتاة تعاني من لوعة فراق حبيبها.
ولعل كثيراً منا لا يعرف أيضاً أنها أغنية قديمة تعود لثمانينيات القرن الماضي، صدحت بها الحاجة الحمداوية، وقد نالت شهرة واسعة، على الرغم من وفاتها، العام الماضي، وذلك عقب إعادة غنائها بشكل مختلف، مطلع العام الجاري.
من هي الحاجة الحمداوية؟
الحاجة الحمداوية، مغنية شعبية من المغرب، اشتُهرت في فترة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات، وقدّمت فن العيطة، وهو نوع من الغناء الشعبي، الذي برز لمقاومة الاستعمار الفرنسي، باستخدام ألفاظ معينة، أما العيطة فتعني النداء. حرصت الحمدواية على استخدام فنها، لمقارعة الاحتلال الفرنسي، وقد عاصرت ثلاثة ملوك في المغرب، وهم: محمد الخامس، والحسن الثاني ومحمد السادس. توفيت في نيسان/ أبريل، من العام الماضي، عن عمر ناهز 91 عاماً.
هي هي..بنسختها الجديدة عام 2022
وإحياءً للتراث المغربي، قامت فتاة مغربية تدعى شاما، بإعادة طرح الأغنية، وتقديمها بشكل مختلف، في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، بالتعاون مع المنتج الجزائري إلجوي وعازف الكمان المغربي عبد السلام سليماني. وقد تخطّت مشاهداتها على (يوتيوب) حاجز 39 مليون مشاهدة.
وكتبت شاما معلقةً على الأغنية، عبر قناتها على يوتيوب "قد تكون لهذه الأغنية قصص ومعانٍ كثيرة، لكن بالنسبة لي هي قصة فتاة تُعبّر عن شحوب وجهها مُتَغير اللون من الأصفر إلى الأخضر، بسبب خوفها من فقدان حبيبها، وتُشَبّه فقدان حبيبها بفراغ الكون من البحر، وكأن حبها له يُشبه كُبر البحر وعمق المحيط".
وأضافت "وهي في قمّة خوفها، تُصَبّر نفسها بنفسها وتُذِّكر نفسها أنها مُؤمنة، فقد شعرت بالحزن والضياع من قبل، لكنها وجدت الله وأرجعها إليها، عميقة هذه الأغنية، رحمة الله على الحاجة الحمداوية وعلى كل أمواتنا و أحيائنا".
أما عن شاما، الفنانة التي أعادت غناءها، فقالت في تصريح لإذاعة (موزاييك) التونسية، أنها لا تريد اليوم الكشف عن وجهها، وأنها ستظهر حين تكون مجبرة فقط، فهي تريد التركيز على صوتها فقط. وأضافت أن الشهرة ليست هدفها، إذ تريد أن تبقى لها مساحتها الخاصة. شاما فنانة مغربية، تقيم في ألمانيا، تعمل في مجال الموسيقى والفيديو والتصميم، قامت بإعادة غناء الكثير من الأغاني المغربية القديمة.
[email protected]
أضف تعليق