د. محمد سلامة حسن
الطريق التي تبدأ بالسواد تنتهي بالسواد …السوق السوداء مصطلح عُرفي اجتماعي يُطلق على معاملة مالية تقوم على الربا والحرام ابتداء وانتهاء ، فالمعطي يطلب نسبة ربوية معينة ، والآخذ يوافق على ذلك ، وعندما يعجز الآخذ عن سداد الدَّيْن …
تقوم عناصر السوق السوداء بتحميله المزيد من الديون على الدَّيْن السابق وبذلك يصبح الآخذ عاجزًا عجزا مطلقا عن السداد . أما عن طرق تحصيل الدَّيْن فهي متعددة ، فربما يكون ذلك عن طريق التهديد والوعيد أو الابتزاز أو رهن البيت أو الأرض أو حرق السيارة أو إطلاق الرصاص على البيت أو المصلحة أو إطلاق الرصاص على الجزء السفلي من الجسم كأداة تحذير ..
يعقبه لاحقا سفك الدماء والتصفية الجسدية للأسف الشديد . إنّ التعامل بالسوق السوداء حرام حرام حرام ، سواء كان ذلك متعلقا بالدائن أم بالمدين أم بهما معا . ونؤكد مرة أخرى ومرات أن اللجوء لمثل هذه المعاملات هو دخول في درب سوداء مظلمة نتيجتها كارثية ، تتخللها دموع ودماء ، وآلام وأحزان ،وهموم وكوابيس ، ونزاعات وثأرات ، وإن الواقع الذي يحياه مجتمعنا العربي وبالذات المسلم منه يؤكد أن الذي لجأ لمثل هذه المعاملات قد دفع الثمن باهظا من ماله أو أرضه أو عرضه أو عائلته أو نفسه .
يا من تقرأ هذا الكلام ؛ وعندك الغيرة على حرمات الله ، وعلى هذا المجتمع ، ساهم معنا بالدعوة الى الله ، فالحلال ما أحلّه الله والحرام ما حرّمه الله ، ساهم معنا بالتوعية لعلنا ننقذ شريحة من شبابنا وبناتنا وأبناء مجتمعنا يخططون للدخول في نادي السواد والدم بسبب طيشهم وغرورهم وعدم درايتهم ، ساهم معنا لعلنا ننقذ أرواحا من الموت " ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ".
إن رسالتنا الشرعية تلزمنا أن نقوم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على ذلك ، ولن نتخلى عن رسالتنا الدعوية ودعوتنا الإصلاحية ومنطلقاتنا الشرعية وتوجيهاتنا الاجتماعية ومسؤوليتنا الإنسانية ، وستبقى محاولة الإصلاح من طرفنا قائمة ما حيينا ، وبوصلتنا في ذلك ما جاء في القرآن على لسان سيدنا شعيب عليه السلام : " قَالَ يَٰقَوۡمِ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٖ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنۡهُ رِزۡقًا حَسَنٗاۚ وَمَآ أُرِيدُ أَنۡ أُخَالِفَكُمۡ إِلَىٰ مَآ أَنۡهَىٰكُمۡ عَنۡهُۚ إِنۡ أُرِيدُ إِلَّا ٱلۡإِصۡلَٰحَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُۚ وَمَا تَوۡفِيقِيٓ إِلَّا بِٱللَّهِۚ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ أُنِيبُ " ( سورة هود :88).
[email protected]
أضف تعليق