بقلم : سري القدوة
لا يمكن لدولة الاحتلال استمرار تعايشها على انقاض الشعب الفلسطيني وإذا ما أرادت أن تكون دولة قائمة ومستقرة في المنطقة فلا يمكن أن تستمر بالتصرف كدولة خارجة عن القانون الدولي وتمارس كل اشكال الارهاب المنظم بحق الشعب الفلسطيني وهذا يتطلب العمل على انهاء الاحتلال للأرض التابعة لدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس والعمل مع المجتمع الدولي من اجل اطلاق عملية السلام المستندة لقرارات الشرعية الدولية والمجتمع الدولي وما تنص عليه المواثيق الدولية وعلى أساس حل الدولتين على حدود العام 1967 .
ولا يمكن ان يدفع الشعب الفلسطيني ثمن احتلاله للأراضي الفلسطينية واستمرار الاستيطان وسرقة الارض والتوسع الاستعماري في فلسطين فحان الوقت وبعد اكثر من اربعة وسبعين عاما من النكبة والتشرد والاحتلال أن ينتهي هذا الاحتلال الي غير رجعة وأن ينال شعب فلسطين حريته واستقلاله ويقرر مصيره وأن يتم تحقق آماله في غد مشرق ومستقبل واعد للأجيال القادمة بعيدا عن دمار ومخلفات هذا الاحتلال العنصري البغيض .
وإذا ما صدقت النوايا والتوجهات يتطلع الشعب الفلسطيني ان تعمل ادارة الرئيس بايدن مع المجتمع الدولي لاستمرار تقديم الدعم المالي لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني على ارضه وبناء المؤسسات الفلسطينية وأعادت تقديم المساعدات التي تم ايقافها من قبل الرئيس السابق ترامب وخاصة للمستشفيات والمؤسسات في القدس الشرقية وسائر الاراضي المحتلة حيث يتطلب استمرار تلك الخطوات من جانب الإدارة الأميركية لتعزيز العلاقات الثنائية مع فلسطين وتطويرها وإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية ورفع منظمة التحرير الفلسطينية عن قائمة الإرهاب وإعادة فتح مكتبها في واشنطن والاعتراف بالدولة الفلسطينية .
وتبقي القدس هي محور الصراع ولا سلام بدون القدس وأن القدس الشرقية المحتلة منذ العام 1967 هي عاصمة دولة فلسطين، ويجب التدخل العاجل من قبل الادارة الامريكية وضرورة وقف اقتحامات المجموعات المتطرفة للمسجد الأقصى والحفاظ على الوضع التاريخي في الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية في القدس الشرقية، وفقا للوصاية الهاشمية وأهمية احترام الوضع التاريخي القائم في القدس بعيدا عن تدخلات الاحتلال وأساليبه التهويدية القائمة على التطرف وفرض السيادة الاسرائيلية على المسجد الاقصى وساحاته من خلال دعم عمليات الاستيطان والدعوات المتكررة لهدم المسجد الاقصى .
وفي ظل تداعيات زيارة الرئيس بايدن للمنطقة يجب توحيد الجهود العربية وإيجاد اليات عمل موحدة وخاصة بين الاردن وفلسطين وأن تسهم تلك الاجواء القائمة على اعادة إطلاق أفاق سياسية قائمة على قرارات الشرعية الدولية، وخاصة بعد ان اكد الرئيس بايدن على التزام إدارته بحل الدولتين على حدود العام 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وقابلة للحياة ومتواصلة كون ذلك يشكل الحل الأفضل ليعيش الشعب الفلسطيني بأمن وسلام .
المرحلة المقبلة حاسمة ودقيقة يتطلب عدم ترك الساحة السياسية للعبث والتخريب والهروب الى الامام ويجب ان يكون الموقف الفلسطيني حاضرا وبقوة امام ما يجري من مخططات قائمة على دعم الاحتلال وتسويق سياسته على المستوى العربي ويجب التطبيق العملي لما حملته الرؤية الأميركية بأن الفلسطينيين والإسرائيليين يستحقون تدابير متساوية من الحرية والأمن والازدهار والديمقراطية، وهذا الامر يتطلب من الادارة الامريكية العمل على اتخاذ تدابير سياسية ملموسة لضمان تنفيذ هذه الرؤية والمفاهيم على أرض الواقع ويتم تطبيقها عمليا وليس للاستهلاك الاعلامي وتجميل الموقف الامريكي وتسويق الاحتلال امام الرأي العام الدولي .
[email protected]
أضف تعليق