انتشرت في الآونة الأخيرة، وفي ظل التطور التكنولوجي الذي نعيشه وتطور المعاملات المالية، وقوع الكثير من المواطنين ضحايا لعمليات نصب واحتيال إلكتروني، عن طريق استغلال أحلام الناس وظروفهم الاقتصادية الصعبة ومنحهم وعوداً بالثراء السريع، ومن أبرز تلك التطبيقات التي ظهرت حديثًا، تطبيق المشي المعروف باسم (سويت كوين).

وكانت وزارة الاقتصاد بغزة قد حذّرت المواطنين من التعامل مع تلك التطبيقات لما فيها من خطورة على المواطنين، وذلك لعدم وجود أي مسوغات قانونية للعمل في الاقتصاد، بالإضافة إلى حالة عدم المعرفة التامة بالمنتجات التي يتم التبادل فيها".

بدوره، قال الخبير الاقتصادي، أحمد أبو قمر، إن "برنامج سويت كوين هو أحد البرامج التي تقوم على فكرة النصب، هو ليس بالوحيد، هناك عشرات البرامج ولكن بعض هذه البرامج أخذت الرواج، وكل برنامج لديه طريقته في الاحتيال".

وتابع في حديثٍ خاص لـ"دنيا الوطن"، أننا "شاهدنا قبل فترة برنامج كفي 24 وحالياً سويت كوين، وكل هذه البرامج تتخذ طرق متعددة لجلب الضحية وأخذ المال والمدخرات الخاصة بها".

التعرف على النصب 

ولفت إلى أن هناك "هناك ركائز أساسية للتعرف على أي عملية نصب واحتيال عبر البرامج، والتي يجب على المستثمر أو المواطن أن يسألها لنفسه قبل خوض العمل في هذه البرامج، وأولها من هي الجهة التي تقف وراء هذه البرامج وتروج له، هل هي شركة معروفة عالمياً أو إقليماً أو محلياً في قطاع غزة؟، وهل هذه الشركة لها اسم في السوق أو أسهمها أو مرخصة من قبل دولة معينة أو غير مرخصة، وبرنامج سويت كوين غير معروف الجهة التي تقف خلفه مثل برنامج كفي 24 فأن تجهل أين تضع أموالك فتلك مشكلة كبيرة جداً".

وأكمل الخبير الاقتصادي "التساؤل الثاني، حول آلية الدفع، عند الحديث عن كفي 24 على سبيل المثال كانت آلية الدفع عن طريق العملة الرقمية البيتكوين، وعملة البيتكوين أنت لا تعلم أموالك عند مين تضعها، لأن العملات الرقمية والبيتكوين تعتمد تقنية (البلوكتشين)، التي تقوم على أنك تضع أموالك في محفظة ولا تعلم صاحب هذه المحفظة، لذلك يجب طرق الدفع معروفة".

واستطرد القول، "التساؤل الثالث والأهم، ما هو الاستثمار الذي قمت فيه حتى حصلت على الأرباح، لأن الربح يأتي من خلال تجارة معينة سواء عن بعد أو تجارة نقوم بها بالبلاد، وهذه البرامج لا يوجد بها أي استثمار حقيقي والشركات التي تقف خلفها لم يُبذل معها أي مجهود لاستثمار حقيقي أو ترويجيي أو خدماتي للربح".

وأكد على أن "هذه البرامج تُوهم المواطنين أن هناك ربح سريع ومضمون، في المقابل لا يوجد بالتجارة والاستثمار شيء يسمى ربح دائم، فالتجارة والاستثمار تتضمّن الربح والخسارة وهذا المصطلح الاقتصادي الصحيح، فأي مشروع استثماري يقوم به الإنسان سواء حقيقي أو عن بعد يجب أن يكون أوقات فيها ربح بنسب معينة وأوقات أخرى يتضمن الخسارة بنسب معينة سواء قليلة أو كبيرة، وموضوع إيهام المواطنين بالربح بمعدلات عالية جدًا، مثلا كل 100 دولار تحقق بالأسبوع 60 أو 70 دولار وهذا أمر غير منطقي، لأن الربح يكون معقول من 10 أو 15 ولار على كل 100 دولار بفترة زمنية معينة، فإذا كان الربح كبير جدا فهناك علامات استفهام".

وحول فكرة بتطبيق المشي قال أبو قمر، إن "سويت كوين، برنامج يقوم على فكرة، احتساب خطوات المشي من أجل الربح ومن ثم وضع الأرباح في المحفظة، وهو حاليا لا يطلب من المواطنين إيداع أموال من باب أن يعطيهم الطمأنينة بأنه ليس ببرنامج احتيال كما يُشاع عنه، وهذه إحدى الطرق الجديدة في الاحتيال والنصب، بأن يعطي الثقة والأمان عند المواطنين".

وأشار إلى أن "البرنامج يطلب من المواطنين تحميله عن المتجر ويتم احتساب الأرباح حسب خطوات المشي، وهذه أولى خطوات النصب والاحتيال، المتمثلة بوضع الثقة وإعطائه رواج بشكل كبيرة بين المواطنين".

وحذّر المواطنين من أنه "خلال الفترات المقبلة، سيصبح البرنامج أنك كونت في محفظتك مبلغ مالي على سبيل المثال 100 دولار، ولكن يجب على المستفيد إحضار عدد من المواطنين بعمولة معينة حتى تستطيع الاستفادة من المبلغ الموجود، هناك خطوات مقبلة لسويت كوين، الآن يعمل على فكرة الرواج وكسب ثقة المواطنين".

تحذير 

ووجّه أبو قمر تحذيرًا إلى المواطنين من أجل "التأكد بشكل كبير أين يضع أمواله وبالمجال الذي وضعها فبه، لافتًا إلى أن العمل عن بعد فيه مخاطرة عالية جدا حتى موضوع العملات الرقمية التي هي موجودة فعلا وفيها استثمارات فيها نسبة مخاطرة عالية والتي من الممكن أن يخسر الكثير من مدخراته فيها"

كما ووجه الخبير الاقتصادي حديثه إلى سكان قطاع غزة ، "يجب على المواطنين خاصة في قطاع غزة بسبب حالة البطالة العالية وبعد جائحة (كورونا) كان هناك رواج للعمل عن بعد، المواطنين يندفعوا لهذه الخطوات لخروج من ازمة البطالة وإيجاد فرصة عمل ولا يجب ان يكون دافع أن يضع أمواله دون أن يتأكد جيدا من هذه البرامج والاستفسار جيدا عن هذه التطبيقات"

وختم القول بأن "النصب والاحتيال لا يتوقف على كفي 24 أو سويت كوين وغيرها من الأسماء، سنجد العشرات من البرامج التي ستظهر لاحقا وهناك الكثير من البرامج التي لم تأخذ رواج في قطاع غزة وهذه الطرق متجددة ومن يبحث عن النصب والاحتيال يفكر بطرق جديدة لجلب المواطنين لذلك يجب أن يكون حذرين جدا لهذه النقاط".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]