المقال من اعداد زاڤيت- وكالة الأنباء التابعة للجمعية الإسرائيلية لعلوم المناخ والبيئة.


إذا كنت تعاني من الصداع النصفي أو صعوبة التنفس في مكان العمل، يجب أن تطلب من صاحب العمل التحقق من جودة الهواء الذي تتنفسه داخل المكتب. الكيماويات الخطرة من حولك. ان التطور التكنولوجي لمراقبة الهواء والتحكم فيه داخل المباني يجلب معه خطاً جديدًا ويكشف لنا لماذا ليس من الفعال دائمًا فتح النافذة.
حوفيت يتسحاق بن شالوم، زاڤيت
أصبحت الكراسي المريحة في أماكن العمل. وفئران الكمبيوتر معيارًا شبه واضح في سوق العمل. حيث أصبحت الظروف التي تهتم بصحة العمال جزءًا من شروط العمل الأساسية. ولكن ماذا عن الحق في استنشاق هواء نقي؟
ينتهي المطاف أمام العديد من العمال خلال أيام عملهم أنهم يعانون من صداع نصفي لا يطاق وصعوبة في التنفس، ولا يعرفون أن السبب هو الهواء الذي يتنفسونه فهو ملوث!
بالإضافة الى جائحة كورونا التي أضافت مخاطر صحية كبيرة أخرى للعاملين في الأماكن التي لا توجد فيها مراقبة لجودة الهواء.

العفن البكتيريا والغازات السامة
لا تعتمد جودة الهواء في مكتبك فقط على ما إذا كنت قد فتحت النافذة في الصباح، أو على عدد أيام الأسبوع التي يأتي فيها عامل النظافة لتنظيف المكتب. يمكن لأنظمة تكييف الهواء التي تسرع في تشغيلها في الصيف والشتاء أن تنشرالعفن والجراثيم. أيضاً الأثاث والسجاد الذي يتم تنظيفه بمنظفات غير ودية ا يؤدي لنشر مواد كيميائية خطيرة وحتى لون الجدران يمكن أن ينثر الغازات السامة من حولك. لذلك قبل أن تسرع في فتح نافذة - فكر مرة أخرى، لأن الهواء الخارجي يمكن أن يكون ملوثًا بشكل خاص.
إن استنشاق الهواء الملوث بانتظام، بغض النظر عن مصدر التلوث، يمكن أن يؤثر سلبًا على صحة العمال. نرى ان وباء كورونا أدى إلى زيادة الوعي بهذه المشكلة، حيث أدت المخاوف من حدوث عدوى جماعية في مكان العمل إلى إرسال نسبة من العمال للعمل من المنزل مباشرة أون لاين. أيضاً مكنتهم عبر تطبيق الزوم من الاشتراك بجلسات عمل خلال تواجدهم في غرفة الأطفال.
لكن، في الحقيقة كورونا ليست الخطر الوحيد في المباني المغلقة ذات التهوئة السيئة، حيث يوجد العديد من الفيروسات والعفن والبكتيريا التي تشكل خطراً على السكان المحليين. بعد التعرض لها بأستمرار، قد يعاني الكثير من التهابات الجهاز التنفسي وردود الفعل التحسسية وضعف الوظيفة الإدراكية وحتى الأمراض طويلة الأمد، مثل أمراض الجهاز التنفسي المزمنة وأمراض القلب والسرطان والسكري.

وفقًا لوكالة حماية البيئة الفيدرالية في الولايات المتحدة (EPA)، الهواء الداخلي مقارنةً بالهواء الخارجي كمية التلوث به أعلى بمرتين إلى خمسة أضعاف - ويمكن أن يكون أعلى بمقدار 100 مرة في بعض الحالات9.

بيئة عمل آمنة؟
تحرص الدولة على تكريس حقوق العمال من خلال القانون. حيث يتم اضافة أيام الإجازة والإجازة المرضية، ومكافأة النقاهة، ومكافأة نهاية الخدمة. وتضع استحقاقات الموظف في المركز. لكن من يهتم بجودة الهواء الذي يتنفسه الموظفون؟ من الذي يتحقق ويحذر من حالة غير صحية؟ وكيف يتم الكشف عن مصادر العدوى؟

يراقب التطور التكنولوجي الفريد من نوعه الذي طورته شركة تكنولوجيا المراقبة البيئية RadGreen خصائص الهواء في الأماكن المغلقة، ويقيس ويحذر من المستويات غير الطبيعية للغازات المختلفة (ثاني أكسيد الكربون وأحادي أكسيد الكربون وثاني أكسيد النيتروجين والمركبات العضوية المتطايرة وغيرها) وجزيئات الجهاز التنفسي والضوضاء والإشعاع والمناخ الداخلي والخارجي.
أقوم حاليًا بإجراء بحث بالتعاون مع الشركة RadGreen وجامعة تل أبيب، حيث يتم فحص مصادر التلوث داخل الهيكل وقياسه، بهدف رفع جودة الهواء وتوفير التكاليف وتحسين صحة الموظفين. وتفحص الدراسة جودة الهواء باستخدام أجهزة استشعار موجودة في نقاط استراتيجية، اعتمادًا على نوع المبنى وطبيعة استخدامه (لا يشبه مبنى المكاتب لمستشفى أو صالة ألعاب رياضية). تتيح هذه المستشعرات إمكانية رسم خريطة للعدوى وفهم مصدرها. أيضاً تفحص الدراسة ما إذا كان مصدر المشاكل الجسدية والصحية للعمال، مثل التعب والصداع النصفي،وحروق او انتفاخ العين، قد يكون بسبب سوء الحالة البدنية. صحيح انه تلوث الهواء لا يوجد له طعم أو لون أو رائحة - لكن التدهور الصحي في حياة الموظفين هو أمر محسوس جيدًا.

المشكلة: افتح النافذة
هل المباني الحديثة المصممة بعناية وصفة أكيدة لهواء نظيف وعمال محميين؟ حسنًا، لا على الإطلاق. تشير نتائج الدراسة إلى أنه في كل من المباني الجديدة والقديمة، ليس من السهل تنفس الصعداء.
في أحد أكبر المكاتب في البلاد، والذي قمنا بتفتيشه، تم العثور على قيم عالية وخطيرة لجودة الهواء للموظفين. السبب: تمزق قناة نظام التهوية التي فشلت في استبدال الهواء في مكانه في مبنى آخر، أظهر نظام التحذير قيمًا خطيرة لجودة الهواء تأتي بالفعل من خارج المبنى. بشكل سخيف، دخلت الجسيمات الصغيرة الملوثة (PM2.5 - جزيئات أصغر من 2.5 ميكرون) من خلال نافذة تفتح بناءً على طلب العمال، الذين كانوا يخشون الإصابة في فيروس كورونا.
بفضل مستشعرات مراقبة الهواء الموجودة، تمكنا من تحديد المشكلة واستهداف موظفي الصيانة والإدارة في كل حالة، مما أدى إلى إدارة الحدث بطريقة فعاله على جميع الأصعدة بالأخص من حيث التكلفة. حيث تبلغ تكلفة كل جهاز استشعار مئات الشواقل للوحدة، لكن القدرة على اكتشاف الأخطاء ومعالجتها بسهولة توفر أحيانًا مبالغ أعلى بكثير.

هل قمتم بعزل الكربون؟
إن القدرة على "عزل" المواد السامة في الهواء وكشف وجودها، خاصة في المباني المغلقة، تجعل البيئة الانتاجية في أماكن العمل أكثر صحةً وأمانًا. تقيس المستشعرات المستخدمة في هذه الدراسة معايير مختلفة لجودة الهواء، منها: تركيزات ثاني أكسيد الكربون الأحادي وثاني أكسيد الكربون الثنائي، جسيمات التنفس ودرجة الحرارة والرطوبة، والإضاءة وغيرها. هل هذه المعايير هي المؤشر لسبب الصداع النصفي الذي يحدث لك كثيرًا في العمل؟ الجواب: إحتمال كبير جداً.
البنود الجديدة، المنصوص عليها في القانون التي تتعلق ببناء المباني الخضراء ودخلت حيز التنفيذ منذ حوالي شهر، تضفي المزيد من أمل احتمال أن يصبح تركيب أنظمة مراقبة الهواء أيضًا معيارًا في كل مبنى عام أو مكان عمل. طالما أن القانون ومعايير البناء المحلية لا تملي تركيب مثل هذه الأنظمة، يمكننا "أخذ القانون بأيدينا" والعمل من أجل التغيير بأنفسنا.
عندما تتم مقابلتك من أجل وظيفتكم التالية، بعد الأسئلة المتعلقة بصندوق الدراسة والمكافآت واسترداد تكاليف السفر، تذكروا أيضًا أن تسألوا عن جودة الهواء التي ستنفسونها معظم اليوم.
الكاتبة محاضرة وباحثة في موضوع البناء الأخضر وأزمة المناخ في قسم الدراسات البيئية في جامعة تل أبيب.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]