بقلم: سري القدوة
الصمود على الارض والتمسك بها والبقاء عليها مهما بلغت الصعاب والتعقيدات والجرائم الاسرائيلية الوحشية هو الرد الامثل على الجرائم الاسرائيلية وسياستها العدوانية ضد الشعب العربي الفلسطيني وعلى عقلية تمارس سياسة التطهير العرقي والاستيطان والتهويد وتبقى الحقيقة الأهم والأكثر وضوحا على امتداد الصراع هي أن الشعب الفلسطيني العظيم لا يمكن هزيمته أو كسر اراداته لأنه ببساطة صاحب الحق وصاحب القضية العادلة والتي لا يمكن طمسها بروايات زائفة.

الحكومة الاسرائيلية المتطرفة وقادتها لا يمكن لهم الاستمرار في ممارساتهم وعدوانهم وخصوصا في ظل ادراك المجتمع الدولي للسياسة الاسرائيلية وانحسار خياراتهم بتصعيد العدوان والهروب الى الامام فلا يمكن استمرار التنكر للحقوق الفلسطينية واستبدال الاعتراف بالشعب الفلسطيني ووجوده بجرائم القمع والقتل والإبادة المنظمة وسرقة الاراضي الفلسطينية والتنكر للحقوق الوطنية المشروعة المعترف بها في القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة ولا يمكن لتلك السياسات العنصرية وجرائم الاعدام الميداني التي يمارسها جيش الاحتلال ان تجلب الامن والاستقرار لهم فالحقيقة باتت مؤكدة بان دولة الاحتلال لا تمتلك المقومات لبقائها وهي تقف عاجزة امام قوة الارادة الفلسطينية وعزيمة شعب فلسطين وصموده على ارضه وأمام جرائم الحرب التي يمارسها جيش الاحتلال بحكم سيطرته العسكرية والأمنية وفرض هيمنته على الاراضي الفلسطينية.


الشعب الفلسطيني الذي رفض وعد بلفور قبل أكثر من مائة عام لأنه يلغي وجوده كشعب ويلغي حقوقه السياسية في وطنه التاريخي وقاوم هذا الوعد بشتى السبل والوسائل لن يقبل التنازل عن أي حق من حقوقه خاصة حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمته القدس الشرقية مع تأكيد حق العودة وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين على أساس القرار 194 ومبادرة السلام العربية.
 

الانتهاكات والاعتداءات الاسرائيلية تعكس إصرارا رسميا من قبل الحكومة الإسرائيلية للاستمرار في تصعيد الأوضاع وإمعانا في تنفيذ مخططاته لتكريس الهيمنة وتعميق منظومة الفصل العنصري وتصعيد الاستهداف للمسجد الأقصى المبارك لتكريس تقسيمه الزماني على طريق تقسيمه مكانيا ايضا وتتحمل الحكومة الإسرائيلية برئاسة نفتالي بينت المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج وتداعيات هذا التصعيد المتواصل ومخاطره الحقيقية التي تهدد بتخريب الجهود الدولية والإقليمية والأمريكية الهادفة لتهدئة الأوضاع.


الشعب الفلسطيني يدافع عن الحضارة والرواية التاريخية الفلسطينية وحقوق شعب فلسطين وخاصة في القدس الشريف وتعزيز الصمود والثبات كونهم من اهل الرباط فهم يقفون في الخندق الاول والاهم في المواجهة مع الاحتلال البغيض دفاعا عن مقدسات الامة وحقوقها الاصيلة والثابتة، وبوعي الشعب الفلسطيني العميق الذي تجلى بأروع صوره وموقفه الموحد من جريمة اغتيال الصحفية شيرين ابو عاقلة التي ارتكبها جيش الاحتلال والصمود الوطني والشعبي الفلسطيني في القدس عاصمة الدولة الفلسطينية وفي كل امكان تواجده سيبقى الموقف الفلسطيني دائما موحدا دفاعا عن المقدسات وعن المسجد الاقصى وعن كنيسة القيامة والحقوق الفلسطينية.

سيبقي الشعب الفلسطيني صامدا في كافة مواقع المواجهة مجسدا الوحدة الوطنية والتي هي الرد الاقوى على الجرائم الاسرائيلية وظلمها وما يتعرض له بسبب استمرار الصمت الدولي وسياسة ازدواجية المعايير وبات من المهم تغير هذه السياسة من قبل المجتمع الدولي والتخلي عن صمته وعن سياسة الكيل بمكيالين التي اصبحت تشكل السبب المباشر في استمرار حكومة الاحتلال تجاهلها المتعمد لكل الجهود الدولية والعربية وضربها بعرض الحائط كل جهود السلام وتنكرها لحقوق الشعب الفلسطيني.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]