يمكن للوهلة الأولى، تبدو لكم عملية شد الجفون، جديدة على مسامعكم، أو ربما غير شائعة للكثيرين منكم، فمن لا يحلم بوجه مشدود لا تظهر عليه علامات التقدم بالسن وخاصة في منطقة العين وتحديدًا ترهل الجفن، كيف يمكن التخلص من تجاعيد الجفون المزعجة التي تبدأ بالظهور بعمر مبكر، من لا يحلم على الحفاظ على نضارة وشباب وجهه لمدة أطول؟ وهل تعتبر هذه المشكلة جمالية فقط، أم لها تداعيات صحيّة تؤثر مستقبلاً على الشخص الذي يعاني منها؟

عن أسباب ترهل الجفون، وتأثيرها على شكل وصحة المريض وكيفية التخلص منها وعلاجها، التقى موقع بُـكرا مع الطبيبة المختصة في هذا المجال د. شيرين حامد عزام في عيادتها " ايستيمد " في كفر كنا، وهي طبيبة مختصة في امراض والجراحة التجميلية للعيون.

الأسباب التي تؤدي إلى ترهل الجفون...

د. شيرين: " قبل التطرق إلى الأسباب المؤدية إلى ترهل الجفون، علينا في البداية فهم كيف يتكون الجفن وتشريحه من الناحيّة الطبيّة، فهو يتكون من 5 طبقات:

• الطبقة الخارجية وهي طبقة الجلد.
• طبقة العضلات التي تغلق العين.
• طبقة الغشاء الذي يفصل الخارج عن حجرة العين.
• العضلات التي تفتح العين.
• الطبقة الأخيرة هي هيكل الجفن بالإضافة الى الطبقة اللحمية.

وتابعت د. شيرين: " كل طبقة من هذه الخمس طبقات ممكن أن يصبح بها ترهل، وترهل الطبقة الخارجية وهي طبقة الجلد، وهي تنتج لعدة أسباب، واحدة منها طبعًا قوة الجاذبية التي تجذب كل شيء نحو الأسفل، والسبب الثاني هو الجيل نفسه، من جيل 30 فما فوق يصبح لدينا خسارة بالجلد من ناحية الالياف، الكوليجين والإيلاستين (نوع من الألياف البروتينية)، هذا يؤدي الى ترهل الجلد، لذلك نلاحظ انه يصبح ترهل في الجفن العلوي والسفلي".

هل هذه المشكلة تصيب فقط الجفن العلوي ام ايضًا السفلي؟

د. شيرين: " يمكن أن تصيب هذه المشكلة الصحية الجفن العلوي والسفلي، وعندما تصيب الجفن العلوي نلاحظ جلد مترهل بدرجات مختلفة لكن من الممكن أن يصل الى تغطية رموش العين التي تؤدي الى ثقل لدى المريض وفي حالات جدًا متقدمة يمكن أن تؤثر على مجال النظر لديه ويصعب عليه حقل النظر نحو الأعلى.

بينما عندما يكون ترهل في الجفن السفلي يظهر للمريض أكياس دهنية التي تسبب انتفاخ لدى المصابين في الجفن السفلي، والتي تؤدي ايضًا الى مظهر خارجي يبدو فيه الشخص على انه متعب كل الوقت ".

في أي جيل تبدأ تظهر الترهلات في الوجه؟

د. شيرين: " عادة تبدأ تظهر كل التغيرات في الجسم من جيل 30، نحن أكثر نلاحظها في جيل الأربعين وما فوق، لكن هناك عامل عائلي أيضًا، ممكن أن نلاحظ أن عائلة أفرادها الكبار في السن لديهم مشكلة ترهل في العينين وحينها ممكن نبدأ بملاحظتها من جيل الثلاثين ".
وتابعت: " هذه المشكلة ممكن أن تكون صحيّة أكثر متعلقة بالعائلة من وراثية وممكن أن تكون أسباب صحية أخرى، مثلاً الأشخاص الذين لديهم مشكلة بالغدة الدرقية في منطقة الرقبة اذا كانت الغدة نشطة وتعمل أكثر مما يجب، أو أقل مما يجب، فنحن نلاحظ هذه الترهلات أكثر لديهم، بالإضافة الى الأشخاص الذين كانوا يعانوا من التهابات في الجفون، وحول الأعين أيضًا، هذا يؤدي الى التهابات متتالية التي تؤدي ايضًا الى ترهل يظهر في جيل مبكر.

أما من جانب السمنة نحن نلاحظ أن هذه المشكلة عند الأشخاص الذين يكون لديهم وزن زائد ويقوموا بعملية تصغير للمعدة، أو خلال علاجات عن طريق الأدوية التي تنقص من أوزانهم، وعندما يقل الوزن مباشرة نلاحظ أن الترهل ظهر أكثر.

هل كل الحالات بحاجة الى عملية جراحية، أم يوجد طرق بديلة عن العمليات الجراحية؟

د. شيرين: " الحل الجذري والصحيح لترهل الجفن هو فقط جراحي، هناك الكثير من الطرق ممكن أن نسمع عنها في هذا المجال، لكنها ليست هي الحل، الحل عندما يكون ترهل فقط اجراء عملية جراحية ".

الاقبال على هذه العملية هو فقط من قبل النساء ام الرجال أيضا؟

د. شيرين: " بالفترة الأخيرة، مع الدخول إلى عالم التواصل الاجتماعي صور " السيلفي " والاهتمام به، أصبح لهم التأثير على الشكل الخارجي للإنسان، في الماضي كنا نرى الأمر أكثر عند النساء بينما اليوم تقريبًا بإمكاننا القول ان الاقبال متساو سواء من النساء والرجال على العمليات.

هل لهذه المشكلة تأثير نفسي على المريض؟

د. شيرين: " بالطبع، يوجد تأثير نفسي على المريض، وخاصة لأنه متعلق بمظهره، لأنه يبدو وكأن لديه وجه وملامح تدل على أنه متعب رغم أنه في بداية نهاره، أو ليس لديه أي شعور بالتعب، فقط سوى أنه يعاني من ترهل بالجفن ".
وتابعت: " وفي العامين الأخيرين وبسبب أزمة كورونا برزت العينان نتيجة لارتداء الكمامة وظهر التعب أكثر وأصبح هناك اقبال أكثر على هذه العمليات ".

بالنسبة للعملية هل يوجد تعليمات يجب على الشخص الذي يعاني من الترهل اتباعها؟

د. شيرين: " عادة قبل العملية مثل أي عملية أخرى، يوجد فحوصات التي يجب أن يتم اجراؤها سواء كانت فحوصات دم او تخطيط قلب، هناك أشخاص الذين يتناولون دواء لتمييع الدم، مثل هذه العمليات نحن نفضل توقيف تناول دواء تمييع الدم حتى لا يصبح نزيف خلال العملية وبعد العملية، طبعًا اذا كان طبيب القلب وطبيب الأعصاب يسمحون بهذا الأمر، هناك أنواع أكل التي من الممكن أن تؤدي الى نزيف مفضل تجنبها مثل الزنجبيل والثوم المفضل الا يتناولونها خلال الأسبوعين الأخيرين قبل العملية التي من الممكن أن تؤدي الى نزيف، وعادة بعد العملية فترة الشفاء مفضل أن تكون لمدة أسبوعين في البيت التي خلالها مفضل أيضًا ألا يكون ممارسة لهواية السباحة والرياضة، لأنه جرح العملية لم يلتئم بعد، ولا نريد أن يلتهب بعد العملية أو يفتح الجرح ".

هل يوجد أثر لهذا الجرح؟

د. شيرين: " عادة لا يظهر لأنه يكون داخل الثنية في قلب العين، تظهر بشكل بسيط على طرف العين، لكن بالطبع من ناحية الجرح الأمر يتعلق بجلد الانسان كيف يلتحم من ناحية جسمه كمريض ".

في نهاية لقائنا، إذا لديك نصيحة توجهينها لأي شخص يعاني من هذه المشكلة الصحية.

د. شيرين: " بإمكاني القول للمشاهدين ان ترهل الجفن من أكثر العمليات الجراحية التجميلية الشائعة في جراحة العيون، من المهم جدًا عمل الفحص الصحيح، العملية هي ليست عملية صعبة، لكن التخطيط الخاص بها هو أهم شي من ناحية العملية، هي عملية ناجحة، نتحدث عن نسبة فوق ال 90%، لكنها مثل أي عملية ممكن أن تؤدي إلى مضاعفات ومشاكل، فكثير مهم الجراح/ة عندما يقوم بإجراء العملية يعرف الكمية التي يجب أن يزيلها لأنه بالطبع اذا تم ازالة كمية اكبر من اللازم من الممكن أن يؤدي الأمر الى مشاكل لدى المريض ومن ثم لا يمكنه اغلاق العين، وهذا يؤدي الى مشاكل وجفاف العين وأوجاع ما بعد العملية، وأهم شيء سأنهي بهذه الجملة في هذا المجال يوجد الكثير من الإعلانات لعلاجات التي هي غير جراحية وهي ليست صحيحة وغير ملائمة لكل مريض وللأسف نرى عوارضها عندما نأتي بفتح العملية ونرى الحروق التي أصبحت من تحت الجلد والتي لم يكن يجب فعلها، الشخص الذي لديه ترهل يجب أن يتم فحصه لدى مختص جراحي تجميل عيون حتى يقرر اذا كان ملائم للعملية أم لا، لأنه العملية في نهاية الأمر للناس الصح، هي عملية ناجحة جدًا ".


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]