تتعرّض الطالبة في جامعة "بار ايلان"، بيان أحمد مصاروة، إلى حملة تحريضيّة شرسة في أعقاب تماهيها مع قضيتها وممارستها ابسط حق وهو حق التعبير.
وكانت الطالبة، التي تدرس موضوع الحسابات وإدارة الاعمال، قد قامت مؤخرًا بنشر منشورين مختلفين دعت من خلالهما الرحمة للشهداء في جنين خاصةً وفي الضفة الغربية عامةً، الأمر الذي لم تقم به بيان مصاورة لوحدها إنما قام به جزء كبير من مجتمعنا الفلسطينيّ.
واثار المنشوران حفيظة اليمين حيث قام ناشطو "ام ترتسو" بالتوجه إلى الجامعة مطالبين بإبعاد الطالبة بيان مصاورة عن مقاعد الدراسة، علمًا أنّ الحديث يدور عن طالبة متميزة بتعليمها.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد ادت هذه المُطالبة إلى حملة شرسة على صفحات الفيسبوك والتواصل الإجتماعيّ ضد الطالبة، منها رسائل تحذّرها من الدخول إلى الجامعة، وآخرى تحذرها أنها ستكون لها بالمرصاد على باب الجامعة!.
وفي حديثٍ مع الطالبة بيان مصاورة، أكدت أنّ الحديث يدور عن منشورين يتعلقان بتطوّر الأحداث الأمنية في جنين والضفة الغربيّة.
وقالت: لمن يفهم ويقرأ العربيّة، يعي أنّ الحديث عن منشورين عاديين ولا يحملان أي تحريض، فالتحريض الفعليّ هو ما قام به اليمين ضدي والذي بات يتوعدني ويهددني من خلال صفحات الفيسبوك.
واوضحت: على ما يبدو فأن اليمين ومن خلال توجهه إلى إدارة الجامعة قام ايضًا بتحريف المنشورين، وهذا الموضوع سيتم فحصه وسأعمل على مقاضاتهم على التحريض ضدي، الأمر الذي قد يتحوّل إلى مسٍ جسديّ فعلي وهذا ما أخشاه، وليس رد إدارة الجامعة، فمن المفترض أنّ تكون الجامعات حيّزًا آمنًا للطلاب كما وللحريات منها حرية التعبير.
وعن مخاوفها تجاه القضية قالت مصاروة: الخوف الأكبر هو رد فعل اليمين بعد أنّ قامت "ام ترتسو" بتحشيدهم ضديّ.
هل يوجد حرية تعبير في الأكاديمية الإسرائيلية؟
يُشار إلى أنّ محاولات "ام ترتسو" في قمع حرية التعبير للطلاب العرب ام تقتصر على بيان مصاورة، ففي تاريخ 17.9.22 توجهت "ام ترتسو" إلى إدارة جامعة تل ابيب بطلب ابعاد البروفسور أمل جمّال والذي يدّرس في العلوم السياسيّة بإدعاء أنّ تصريحات جمال في حينه عن "اسرى النفق" تعد تحريضًا.
وفي حديثه لـبُكرا قال المحاضر في قسم العلوم السياسية في جامعة حيفا برفيسور أسعد غانم: المشكلة في خطورة هذا التحريض على الطلبة، أن الطلاب غير منظمون، وغالبية المحاضرون العرب غير ملتزمون ولا يشكلون عنصر داعم للطلاب، في حالة وقوف مؤسسات وهيئات وطنية والمحاضرين العرب خلف الطلاب العرب، هنا سيُحل جزءً كبيرًا من المشكلة، وسيكون للطالب العربي قوة في أي جامعة إسرائيلية.
وفي موضوع مدى الحرية للطلبة العرب الجامعات الإسرائيلية قال: بالطبع حرية التعبير للطلاب في الجامعات الإسرائيلية بخطر كبير، وخصوصًا مع صعود اليمين الإسرائيلي، وانصياع ادارات الجامعات لهم، يوجد خشية من هذا المد اليميني، في ظل عدم وجود تنظيم كافِ من قِبل الحركات الطلابية، وعدم وجود دور واضح من المحاضرين العرب.
واختتم غانم: الصوت الفلسطيني العربي بالجامعات الإسرائيلية في خطر، واجب على الطلاب أن ينخرطوا بالقضايا الوطنية، مفتاح الصمود أمام هذه الجماعات هو تنظيم العمل الطلابي.
هل ملاحقة الطلاب قانونية؟
وحول قانونيّة الموضوع، قالت المحاميّة والحقوقية ريهام نصرة: حرية التعبير والرأي تعد حقًا اساسيًا يستمد قوته بالذات في الأزمات. ادعاء "ام ترتسو" بالتحريض والعنصرية في الحالة التالية هو محض إفتراء يُضاف إليه تعريض حياة الطالبة للخطر من خلال نشر صورتها وتشويه وتحريف منشوراتها.
وأوضحت نصرة: من غير الواضح الأساس الذي تعتمد عليه منظمات اليمين، مثال "ام ترتسو"، بالمطالبة من إدارة الجامعة بطرد طالبة عبرت عن رأيها الشخصيّ على منصتها في التواصل الإجتماعيّ. للجامعات لا يوجد حق لمعاقبة أو محاكمة طلابًا عبروا عن رأيهم في شبكات وأحياز شخصيّة بعيدة عن حرم الجامعة ذاتها.
واختتمت: تعامل الجامعة مع الموضوع مؤشر لمدى تحولها إلى اداة تساعد هذه المنظمات في ملاحقة الطلاب الفلسطينيين الذين تجرؤوا على رفع صوتهم، كما ومؤشر لمدى تواطؤ الجامعات مع محاولات "تكميم الافواه" بالذات في الأماكن المتوخى منها أنّ تكون مُعززة للتعددية الفكرية والديموقراطيّة وقابلة لإحتواء كل الآراء.
[email protected]
أضف تعليق