بقلم : سري القدوة

التهديد باقتحام المسجد الأقصى المبارك لذبح القرابين من قبل المتطرفين اليهود إلى جانب التهديد بنشر المزيد من قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية سيؤدي إلى تصعيد خطير لا يمكن السيطرة عليه حيث تواصل جماعات الهيكل المزعوم التصعيد وإعمال القرصنة والسرقة وتعتدي على حرمة المسجد الاقصى وتقوم بالاقتحامات وبإرسال المستوطنين المتطرفين تحت حماية جيش الاحتلال وشرطته مما يشكل استفزازا لمشاعر العرب والمسلمين ومساسا بالشريعة الاسلامية وتعدي على الاديان السماوية .

وتستعد جماعات الهيكل المزعوم لإقامة احتفالات لنثر رماد قرابين، فيما يسمى (جبل الهيكل) وفق مخطط وضع بالتنسيق مع الشرطة وجهات سياسية عليا في حكومة الاحتلال وفي محاولة لفرض أمر واقع جديد في المسجد الأقصى ومحيطه حيث نصبت جماعات الهيكل المزعوم خيمتين في ساحة القصور الأموية جنوب المسجد الأقصى جنوب ساحة البراق لتنفيذ مخططاتهم .

ويحضر المستوطنين لاقتحام واسع للمسجد الأقصى منتصف شهر رمضان ويخططون لذبح القرابين المزعومة في داخله فيما يسمى بعيد الفصح العبري، وسط تحذيرات واسعة من المخطط وكانت قد أصدرت مستوطنة "مجموعات المعابد المزعومة" في وقت سابق دعوات جديدة أكدت فيها عزمها تنظيم مداهمات جماعية للمسجد الأقصى، خلال ما يسمى بأيام "عيد الفصح" وأوضحت الدعوات أن المجموعات ستقدم "قرابين" داخل باحات المسجد الأقصى وستستمر المداهمات لمدة أسبوع وتضمنت الدعوات التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي باسم "طاقم مصلي الهيكل" صورة لحمل صغير يرمز إلى التضحية التي يهدد الحاخامات بالقيام بها في الأقصى هذا العام .

ورصدت "جماعات الهيكل" الاستيطانية مكافآت مالية للمستوطنين حال قيامهم بتقديم "قربان الفصح" إلى المسجد الأقصى المبارك ووعدت الجماعات المتطرفة من يتمكن من ذلك بمكافأة مقدارها عشرة آلاف شيكل، ومنح من يدخل القربان دون ذبحه بمكافأة تعويضية قدرها 800 شيكل ومن يحاول ويفشل 400 شيكل .

في ظل تصاعد العدوان على المسجد الأقصى المبارك وإقامة صلاة الكتاب المقدس والطقوس التلمودية في ساحاته عقب الاجتماع الذي عقدته مجموعة من الحاخامات في ساحة البراق، لا بد من وضع مخطط فلسطيني مدروس من قبل الفصائل الفلسطينية للتصدي لهذا التطاول السافر على حرمة المسجد الاقصى كون ان ما يقوم به المستوطنين من مخطط لذبح القرابين المزعومة في الأقصى لعب بالنار، وتجاوز للخطوط الحمراء وان استمرار عمليات القتل اليومية لأبناء شعبنا بدم بارد ومواصلة الاعتقالات والاقتحامات للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية والأوامر الصادرة عن الحكومة الإسرائيلية لجيش الاحتلال لإطلاق النار بلا قيود ضد الفلسطينيين بالإضافة إلى استمرار انتهاك حرمة المقدسات هي السبب الرئيس للتصعيد والتوتر الذي تشهده المنطقة الأمر الذي سيوصلنا إلى مفترق خطير سيخلق دوامة من العنف.

ما تقوم به حكومة الاحتلال على الأرض يثبت بأنها غير معنية بإنجاح كل الجهود الإقليمية والدولية الساعية لمنع التصعيد وإزالة أسباب التوتر وتأتي استكمالاً لسياساتها العنصرية المتمثلة بزيادة معاناة الشعب الفلسطيني إلى جانب انسداد الأفق السياسي الأمر الذي يتطلب تدخلا دوليا وخاصة من قبل الإدارة الأميركية لمنع تفاقم الأوضاع ووصولها إلى مرحلة صعبة تؤدي إلى مزيد من التصعيد والعنف الذي سيدفع ثمنه الجميع، وأن الحل الوحيد لهذه الأزمات المتلاحقة هو تحقيق السلام العادل القائم على قرارات الشرعية الدولية وليس عبر سياسة العقاب الجماعي والاستيطان والقتل وتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية التي لن تجلب الأمن والاستقرار لأحد .

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]