قد يكون صيام شهر رمضان لدى بعض مرضى السُكري ممكنًا، لكن يجب عليهم اتخاذ إجراءات صحيّة ضمن استشارة طبية للمواكبة عليها طيلة الشهر كي تقيهم من انتكاسات صحيّة تشكل خطرًا عليهم.

في لقاء خاص مع بروفيسور نعيم شحادة تحدثنا عن أهم النصائح الصحيّة التي على مريض السُكري اتباعها خلال شهر رمضان، وكيفيّة تطبيقها، وبروفيسور شحادة مدير معهد السُكري والسُمنة في مستشفى رمبام ورئيس الجمعية الإسرائيلية للسُكري ورئيس المجلس العلمي لمشروع " سفيرا " للسُكري في الجليل وهو مشروع له ميزانيّة خاصة ومخصص لسكان الجليل، ويهدف لمحاربة مرض السُكري، ومنع التعقيدات الصحيّة لديهم، ويتم العمل خلاله مع جهات مختلفة، منها السُلطات المحليّة، صناديق المرضى والمؤسسات الاجتماعية، مدارس وغيرهم... وهو برنامج متكامل وشامل لكل سكان منطقة الجليل من العرب واليهود.

بُـكرا: هل باستطاعة كل مريض سُكري الصيام خلال شهر رمضان المُبارك؟

بروفيسور نعيم شحادة: " يوجد فئات قليلة من مرضى السُكري، التي عليها خطر الصيام، وممكن أن تصاب بأعراض خطيرة خلال الشهر، ومن المفضل ألا تصوم. وإذا نظرنا الى مرضى السُكري من النمط الثاني في العالم الإسلامي، نسبة الصائمين من بينهم تصل نحو 80%، بينما تصل نسبة الصائمين من النمط الأول بين 40-50%، وهكذا يكون اجمالي مرضى السُكري الصائمين في العالم العربي تقريبًا بين 60-65 مليون انسان، وفي بلادنا نحو 100 ألف.

مرضى السُكري من النوع الأول والثاني

هناك أنواع للإصابة بمرض السُكري، لكن النوعين الرئيسيين، السُكري من النمط أو النوع الأول ومن النمط أو النوع الثاني، ولخص بروفيسور شحادة الفرق بينهما، مشيرًا:

السُكري من النوع الأول: هو سُكري الذي يعتمد على الأنسولين، ويكون المريض بحاجة الى تناول جرعة أو أكثر من الانسولين يوميًا، سواء من خلال الحقن أو مضخة أنسولين.

السُكري من النوع الثاني:

يعتمد على تناول المريض أقراصًا من الدواء، ولكن في مراحل متقدمة من المرض ممكن أن يستخدموا حقن الانسولين.
وأضاف حوالي 60% من مرضى السُكري من النوع الأول لا يمكنهم الصوم خلال شهر رمضان، ويوجد كبيرة على حياتهم إذا حاولوا الصيام.

وتابع بروفيسور شحادة: " اليوم يوجد تشديدات كثيرة في نوعيّة العلاج والأجهزة الطبية المتعلقة بالسُكري، هناك مجسات لقياس نسبة السُكر بشكل مستمر ولمدة 24 ساعة، حيث يمكن للمريض أن يرى كمية السُكر بدمه وتحتوي هذه المجسات على جهاز انذار في حال ارتفاع السُكر أو هبوطه، والجهاز يبعث انذارًا للمريض يحذره من تغير السُكر، ويمنع حدوث أي تعقيدات صحيّة بسبب الهبوط أو الارتفاع بنسبة السُكر في دمه.

إجراءات صحية على مريض السُكري اتباعها قبل الصيام.

بروفيسور شحادة: " أولاً: على المريض أن يجري فحوصات جديدة قبل شهر أو شهرين من رمضان، والتي من خلالها يعكس وضعه الصحي، تشمل عمل الكلى والكبد، الأملاح في الدم، عمل القلب والمزيد من الفحوصات التي تعكس مدى حالته الصحيّة.

ثانيًا: على المريض استشارة طبيب العائلة قبل الصيام، كي يقرر اذ كان بإمكانه الصوم أم لا، وإذا كان مسموحًا له الصيام، ما هي الإجراءات الصحيّة والغذائيّة التي يجب أن يتبعها.

وهنا أريد أن أشير ما هي الحالات التي يمنع الصيّام فيها، والتي من الممكن أن تؤثر على صحة المريض وتتسبب له بالخطر على حياة الصائم.

أولاً: المرضى الذين يتناولون الانسولين خلال النهار وكان لديهم في الأشهر الأخيرة هبوط حاد في السُكر، المصطلح المعروف بالعامية (نحرق السُكري) أو انخفض، والذي يؤدي الى فقدان الوعي.

ثانيًا: الأشخاص الذين لا يشعرون عندما ينخفض لديهم السكر أيضًا يمنع عليهم الصوم.

ثالثًا: الأشخاص الذين يعانوا من تعقيدات صحيّة في أعضاء أخرى في الجسم بالإضافة الى وبسبب السُكري، والذين أصيبوا به منذ 20-30 عامًا، ففي حال كان الشخص يعاني من فشل كلوي أو يعمل غسل كلى " دياليزا "، أو لديه فشل أو ضعف في عضلة القلب، أو يعاني من السمنة المفرطة.

وأكد مجددًا بروفيسور نعيم شحادة أن هذه الحالات التي ذكرها يمنع عليها الصوم، الحالات الأخرى يمكنها الصوم، لكن عليها بداية مراجعة الطبيب حتى يقوم بتنظيم برنامج خاص بالصوم متعلق بساعات تناول الدواء والكميات والعلاج المناسب خلال فترة الصوم، لأنه في شهر رمضان تتبدل الأيام لدى الصائم، بين الصباح والمساء فيما يتعلق بالدواء بسبب تغيير مواعيدها، فعلى سبيل المثال:
أولاً: تقليل كمية جرعة الانسولين من 50%- 60% من الجرعة الأصلية، بعض الأدوية التي تسبب بهبوط في السكر يتم التقليل أيضًا من كميتها لا يصاب المريض بهبوط حاد بنسبة السكر خلال فترة الصيام.

دور الطبيب مهم جدًا كما ذكرت هو من يمنح المريض الضوء الأخضر إذا كان مسموحًا له الصيام ام لا، بعض الأحيان، يطرأ ظروف التي تجبر وتلزم المريض أن يتوقف عن الصوم وهنا يوجد عدة أمثلة المريض يجب ان يفحص السكر كل يوم الظهر في اصبعه فاذا كان السكر اقل من 70 يجب عليه التوقف عن الصوم لأنه يوجد خطورة كبيرة عليه، بعد ساعة او ساعتين سيصاب بالهبوط الحاد.

ثانيًا: إذا كانت نسبة السُكر عالية جدًا، أكثر من 300 أيضًا يجب توقيف الصيام، وهذا يؤدي الى تعرق وجفاف لدى المريض بسبب التبول بكثرة وخاصة إذا كان الطقس حار وذلك ممكن أن يؤدي الى فشل كلوي وتخثر في الدم والرجل، أو في اليد او في منطقة الرأس كل هذه الأمور خطرة لذلك على المريض ان يتوقف عن الصوم.

بالإضافة الى الحالة العامة، مثل الشعور بالإرهاق الكبير والتعب والجفاف في الفم وفي اللسان كل هذه مؤشرات تظهر أن وضع المريض لا يسمح له بإكمال ساعات الصيام ومن واجبه ان يوقفه، وهذا مثل ما ذكرت شيء محلل ومسموح لأنه صحته مهمة.
ما بعد الإفطار وحتى السحور

يقول بروفيسور نعيم شحادة: " من المهم جدًا ألا يبالغ مريض السكري في تناول النشويات والحلويات خلال الفطور، ويبدأ بتناول مأكولات تعتبر خفيفة على المعدة مثل التمر والحساء، وفي حال تناول النشويات تكون من النشويات المعقدة او المركبة مثل الشوفان والقمح الكامل، هذه الأمور لا ترفع السكر بشكل حاد.

ومن المهم جدا في السحور، والأهم من كل شيء تناول كميات كبيرة من السوائل ما بين فترة الفطور والسحور وقبل بداية الصوم حتى يدخل ساعات الصوم وجسمه فيه كمية كبيرة من السوائل هذا يمنع حدوث تعقيدات خلال فترة الصيام ".

نصائح...

بروفيسور نعيم شحادة: " على المريض اجراء فحوصات في الفترة الأخيرة قبل الصيام، متعلقة بفحوصات بالدم ومخزون السكر، بالإضافة الى مراجعة طبيب العائلة وتلقى الارشادات اللازمة منه، هل مسموح له بالصوم او يمنع عليه الصيام.

وأشدد من جديد يجب على المريض التوقف عن الصيام في حال حصلت معه، ارتفاع حاد للسُكر أكثر من 300 او انخفاض حاد السكر لنسبة أقل من 70، وهذا ينطبق ايضًا عند شعوره الكبير بالإرهاق والجفاف ايضًا.

على المريض اجراء فحص السكر أثناء صومه في ساعات الظهيرة والاكثار في تناول السوائل بين الإفطار والسحور، هذه الإرشادات عامة، وهي تؤمن ان يمر شهر رمضان المُبارك بإيمان وأمان ونتمنى للكل شهر رمضان مبارك.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]