ظهرت في الآونة الأخيرة بعض حالات الإصابة بفيروس البوليو في بعض المناطق، خاصة في مدينة القدس، مما يشير الى عودة الفيروس مجدّدًا بعد ثلاثة عقود من اختفائه، الأمر الذي يستدعي اتخاذ التدابير اللازمة للوقاية منه.

وفي حديث مع د. روني فاربير، مدير قسم صحة الجمهور في مئوحيدت، حول تفشي فيروس البوليو وطرق الوقاية والعلاج، قال إنّ فيروس البوليو ينتمي إلى مجموعة الفيروسات المعوية ويؤدي الى مرض ما يسمى (Poliomyelitis)، أي شلل الأطفال وهو مرض معد ينتقل من شخص لآخر نتيجة ملامسة الإفرازات (غالبًا البراز، ولكن ربما إفرازات الجهاز التنفسي أيضًا) ويتكاثر في الجهاز الهضمي للشخص المصاب الذي ينقل العدوى الى الآخرين من خلال الإفرازات.

وأكد فاربير أنّ معظم الحالات (90-95٪) لا تظهر عليها أي علامات للمرض أو قد تظهر أعراض بسيطة غير محدّدة مثل ارتفاع درجة الحرارة، الضعف، نقص الشهية والتهاب الحلق، بينما حوالي 4-8 ٪ من المصابين بالفيروس يصابون بالتهاب السحايا، و1٪ من المرضى يصابون بمرض الشلل، حيث يظهر الشلل على الأغلب في الأطراف السفلية ويمكن أن يكون مصحوبًا بألم قوي في العضلات. كما قد يصيب الشلل عضلات الجهاز التنفسي، وفي هذه الحالة يحتاج المريض إلى التنفس الاصطناعي.

وفي ردّه على سؤال حول طرق العلاج من المرض، يقول د. فاربير إنّ مرض شلل الأطفال لا علاج له، ولكن يمكن الوقاية منه بطريقة سهلة وبسيطة من خلال تلقي التطعيم، إذ يعتبر التطعيم الوسيلة الأكثر فعالية لمنع العدوى بالفيروس والحماية من المرض.

وأشار الى أنه يوجد في البلاد نوعان من اللقاح ضد البولي، وهما مشمولان في برنامج التطعيمات التي يتلقاها الأطفال:
1. IPV - Inactivated Polio Vaccine
وهو لقاح معطل، يتم إعطاؤه عن طريق الحقن في العضلة (عادة كجزء من "اللقاح الخماسي")، بـ 4 جرعات في السنة الأولى من عمر الطفل: في عمر شهرين، 4 أشهر، 6 أشهر وسنة؛ ومن ثم جرعة في الصف الثاني.
ويؤدي المركب المعطل إلى تطوير أجسام مضادة في الدم تمنع انتقال الفيروس من الأمعاء إلى مجرى الدم والجهاز العصبي. وفي حالة الإصابة، فإنّ التطعيم يمنع الإصابة بالمرض والشلل، لكن الشخص المصاب الذي تم تطعيمه يستمر في إفراز الفيروس في البراز وقد ينقل العدوى للآخرين.

2. bOPV – bivalent Oral Polio Vaccine
وهو لقاح حي موهن يعطى بقطرات في الفم، بجرعتين في عمر 6 أشهر و18 شهرًا، حيث يصل اللقاح إلى الأمعاء ويؤدي إلى تشكيل حماية موضعية، وبذلك يمنع الإصابة بالمرض ونقل الفيروس إلى الآخرين.

ويؤكد أنّ هذه اللقاحات تعتبر آمنة وناجعة ومن المهم تلقيها حسب الجدول الزمني الذي تحدّده وزارة الصحة. وقد تظهر آثار جانبية خفيفة على بعض من تلقوا التطعيم مثل ارتفاع الحرارة وحساسية موضعية، وغالبًا ما تزول هذه الآثار خلال أيام معدودة.

من هم الذين يجب أن يتطعموا الآن ضد فيروس البوليو؟
الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين شهرين وست سنوات، الذين لم يتلقوا التطعيم وفقًا للتعليمات، حيث يجب أن يستكملوا التطعيمات حسب برنامج التطعيمات المحدّد. وإذا كان الطفل تابع لمركز رعاية الأم والطفل في مئوحيدت، فيجب التوجّه الى المركز الهاتفي التابع لمئوحيدت رقم 3833* لحجز دور للتطعيم.

ويمكن استكمال التطعيمات للفئة العمرية 7-17 سنة للذين لم يتلقوا التطعيم بعد كما يلي:
بالنسبة للأولاد من الصف الأول حتى التاسع، تُعطى التطعيمات في إطار خدمات صحة التلميذ من قبل ممرضات المدرسة. أما طلاب الصف العاشر حتى الثاني عشر فيمكنهم تلقي التطعيمات بعد التنسيق مع المركز الهاتفي "صوت الصحة" رقم 5400* في دوائر الصحة التابعة لوزارة الصحة.

يشار الى أنّه بعد اكتشاف حالات الإصابة في القدس تقرّر تبكير تلقي الأطفال للتطعيم، حيث يتم تلقي جرعة التطعيم الأولى من (نوع IPV) بعمر 6 أسابيع وجرعة التطعيم الثانية من (نوع IPV) بعمر 12 أسبوعًا، فيما تعطى بقية الجرعات في الموعد المحدّد.


كيف يمكن الوقاية من الفيروس إضافة الى التطعيم؟
تتم الوقاية من الإصابة بالفيروس عبر مراعاة قواعد النظافة، والمحافظة على غسل اليدين بالماء والصابون لمدة 60 ثانية بعد الخروج من المرحاض، وقبل ملامسة الطعام وبعد تغيير الحفاضات للأطفال.

هل يجب غلي الماء؟
لا، لا يوجد انتقال للفيروس عبر مياه الشرب في البلاد، وعليه ليس هناك حاجة لغلي الماء.



 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]