بقلم : سري القدوة
يشكل الاهتمام الاوروبي في عملية السلام وإنهاء الصراع العربي الفلسطيني ودعمه للشعب الفلسطيني من اجل نيل حقوقه التاريخية الشرعية الغير قابلة للتصرف وتعزيز حل عادل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني في سلام وأمن محورا مهما على الصعيد السياسي الدولي وخاصة في ظل تواصل الانتهاكات الإسرائيلية اليومية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، وقطاع غزة وتفاقم الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة كنتيجة للانتهاكات اليومية من اغتيالات واعتقالات بحق الفلسطينيين واستيلاء على الأراضي والممتلكات الخاصة، إضافة لسياسات التهجير القسري للسكان والتوسع الاستيطاني المستمر والممنهج الذي يقوض حل الدولتين ويهدف بشكل أساسي لتغيير الحقائق على الأرض وتطبيق خطة الضم الإسرائيلية .
تشهد الاراضي الفلسطينية المحتلة وتعيش ظروفا معقدة ومتشابكة في وقت غير مسبوق للغاية حيث تواصل القوة القائمة بالاحتلال، أعمالها بضم فعلي لمزيد من المناطق في الأرض الفلسطينية المحتلة مما سارع من تفاقم الوضع العام وطبيعة اظروف السياسية والاقتصادية والأمنية المعقدة التي يعيشها الشعب الفلسطيني وخاصة في ظل المتغيرات السياسة الدولية حيث نستغرب ازدواجية المعايير التي تتبعها الدول الغربية في التعامل مع القضايا والأزمات الدولية والإقليمية، خاصة مع القضية الفلسطينية، حيث باتت هذه السياسة تشجع حكومة الاحتلال الاسرائيلي على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني الصامد المرابط على ارضه .
وفي ظل تلك المتغيرات الدولية التي يشهدها العالم ومع تطور الصراع الروسي الاوكراني وطبيعة المواقف الدولية المتشابكة بات المطلوب من الاتحاد الأوروبي بضرورة الضغط على حكومة الاحتلال تلك القوة العسكرية التي تمارس اغتصاب فلسطين وتحتلها وتتمادى في ارتكابها الجرائم بحق المدنيين الفلسطينيين من اعمال قتل واغتصاب للأراضي الفلسطينية وسرقتها وتغير معالمها وتهويدها خاصة في القدس المحتلة ومدن الضفة الغربية وفي عمق التواجد الفلسطيني حيث بات من المهم ان تعمل دول الاتحاد الاوروبي وتتدخل من اجل انقاذ حل الدولتين ووقف تلك السياسات العنجهية والعدوان المستمر على أبناء الشعب الفلسطيني الصامد على ارضه والذي يخضع لأبشع احتلال عرفه العالم .
ولعل كان للدور الكبير الذي يمارسه الاتحاد الاوروبي بدعم الشعب الفلسطيني تعزيز صموده ومواصلة بناء دولته لما يشكله من اهمية على صعيد بناء المؤسسات الفلسطينية وانعكاس ذلك على طبيعة اللحياة اليومية والمساهمة بالتخفيف من المعاناة المستمرة نتيجة ممارسات الاحتلال القمعية وهذا الامر يدفع دول الاتحاد الاوروبي لاستمرار تقديم الدعم المالي للشعب الفلسطيني وتكريس هذا الدعم من اجل المساهمة في بناء الدولة الفلسطينية وإعادة التأكيد على الاهمية التاريخية للعلاقات التي تجمع الاتحاد الأوروبي ودولة فلسطين وتقدير الدعم المستمر بالإضافة للتعاون الذي يجمع الطرفين في مختلف القطاعات سواء التعليمية والسياسة والاقتصادية والأمنية .
وفي ظل تلك العلاقات وتطورها ومن منطلق التزام دولة فلسطين بجميع الاتفاقيات الموقّعة وبحل الدولتين والسلام الدولي في سبيل الوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، لا بد من اعادة تقيم ما وصلت اليه القضية الفلسطينية من انسداد في الافق وضبابية المواقف التي تتبناها حكومة الاحتلال وضرورة التدخل من قبل الاتحاد الاوروبي وإعلان رسميا اعترافه بدولة فلسطين ولا بد من اعادة التأكيد على اهمية التزامه ودعمه لحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والمترابطة جغرافيا إضافة لرفض حكومات الاتحاد الأوروبي الاعتراف بالمستوطنات الإسرائيلية على الأراضي المحتلة عام 1967 .
[email protected]
أضف تعليق