تسود حالة من الغضب والاستياء العارم لدى السكان البدو في التقب في أعقاب خطة الحكومة الرامية لإقامة مدينتين يهوديتين في النقب ، من المتوقع اليوم الاثنين ان تصادق حكومة نفتالي بينيت على ذلك بعد سنوات طويلة من التخبط في اتخاذ قرار للمصادقة على اقامة مدينتي كاسيف ونيتسانا، الاولى بالقرب من قرية كسيفة العربية، وستخصص لليهود الحاريديم (اليهود الارثوذكس المتطرفين) فقط، والاخرى في تجمع نيتسانا المقامة على اراضي قرية عوجا حفير العربية المهجرة بالقرب من الحدود مع مصر والتي ستخصص لليهود العلمانيين ، وبالمقابل كلتا المدينتين لا امكانية متاحة فيهما للسكن لاي مواطن عربي ، وايضا لا يوجد اي بوادر للاعتراف باي قرية عربية قائمة على اراضيها التاريخية ، فيما يشكل مفارقة واضحة تؤكد مبدأ ازدواجية المعايير وتطلع الحكومة للسيطرة على الاراضي في النقب وافراغها من اصحابها العرب وزيادة الوجود الديمغرافي اليهودي في الجنوب ، بعد العزوف لسنوات طويلة بالذات من قبل المتدينين عن السكن والعيش في النقب بسبب حالة الفقر وشح الامكانيات فيه، والتي استطاع البدوي العربي فقط ان يتأقلم معها ويصمد على ارضه لسنوات طويلة.

ضائقة سكنية 

رئيس المجلس المحلي كسيفة السيد عبد العزيز النصاصرة عقب على القرار بالقول :" قرية كسيفة في ضائقة سكنية كبيرة جدا حيث تحتاج اليوم من 3-4 الاف وحدة سكنية وقسيمة بناء جديدة للازواج الشابة الذين يعيشون في البلدة ، داخل الخط الازرق للبلدة لا يوجد اراضي تتيح امكانية التوسع للسكن فيها".

مدينة كاسيف التي تقع بمحاذاة قرية كسيفة والتي ستخصص لليهود الحريديم من المتوقع ان تستوعب اكثر من 100 الف نسمة ، ما سيمنع مستقبلا اي توسع لقرية كسيفة، وحول هذا قال النصاصرة :" في حال انه اقرت اقامة مدينة كاسيف شمال خط 31 هذه ستكون الضربة القاسية الكبيرة التي ستتعرض لها بلدتنا كسيفة حيث انها لن تتوسع لان هذه المنطقة هي المنفذ الوحيد للتوسع للقرية ".

تهويد النقب

نائب رئيس المجلس المحلي كسيفة السيد خالد ابو عجاج قال :" نحن لسنا ضد اي شريحة مجتمعية في دولة اسرائيل ، ولكن نحن نطالب بحق اولادنا ، انا قلت للوزراء ان يعطونا حارة في عراد ميتار او في عومر لنسكن ، نحن نريد حارات وقسائم بناء لاولادنا ".

المواطنون العرب يرون ان اقرار المدينتين الجديدتين لليهود في النقب هو جزء من المخطط الحكومي لتهويد النقب ، وحسب ما قالوا فإن الحكومة بصدد اقامة 14 مستوطنة يهودية جديدة في النقب خلال السنوات القادمة والاستيلاء على اراضيهم .

نية المصادقة على المدينتين اليهوديتين جاء بعد الاعلان قبل فترة وجيزة عن نية الحكومة الاعتراف بثلاث قرى بدوية في النقب هي رخمة وعبدة وخشم زنة ، ولكن المواطنين العرب يؤكدون انها لا تكفي لسد احتياجاتهم السكنية ، ويجب الاعتراف بسائر القرى من اجل سد الضائقة السكنية الخانقة التي يعانون منها.

السيد خالد ابو عجاج قال :" يجب ان نطالب ب25 قرية في النقب ،البدو لديهم ظروف خاصة ويعيشون على الزراعة ونمط الحياة القروي ولا نستطيع ان نجبرهم على العيش في نظام الطوابق السكنية".

جلسة خاصة 

ومن المقرر ان يعقد المجلس المحلي كسيفة جلسة يوم الاربعاء القادم بهذا الخصوص مع المدير العام لوزارة الاسكان الذي سيزور القرية ،وفي حال المصادقة على المخطط ينوي السكان تقديم استئناف الى محكمة العدل العليا في محاولة لايجاد بديل لهذا المخطط الذي يمس بحقوقهم الاساسية.

اما فيما يتعلق بتجمع نيتسانا فهو في الاصل تجمع سكني صغير تسعى السلطات الان لتحويله الى مدينة لليهود العلمانيين ، بحيث يصبح مقدمة لانشاء مدن يهودية اخرى لتشجيع اليهود للانتقال للعيش في النقب ، بحيث يصبح بالامكان السيطرة على اكبر مساحة ممكنة من الارض حتى ولو كان ذلك لصالح اقل عدد متاح من اليهود ، ولا تزال المعالم العربية للقرية العربية الاصلية عوجا حفير التي تم تهجير اهلها لاقامة نيتسانا ، لا تزال شاهدة على اكبر جريمة تهجير ارتكبت في حق المواطنين العرب في العام 1948 ولا تزال اثارها وانعكاساتها قائمة حتى اليوم متجلية في سياسة عدم الاعتراف بالقرى العربية وبملكية العرب البدو لاراضيهم التي يسكنون عليها قبل قيام اسرائيل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]