تحت عنوان «ثقافة السلام وأثرها في استقرار المجتمعات»، أطلق الأزهر نداءً عالميًا لتبنى ثقافة السلام بديلًا عن الصراعات والحروب التي تُخلّف وراءها القتلى والدمار والهلاك.
ووجّه المشاركون في الندوة التي عقدها الجامع الأزهر، أمس، ضمن برنامج «شبهات وردود»، رسالة سلام إلى العالم أجمع، ودعوة لحكامه وقياداته لتبنى ثقافة السلام، وقال الدكتور أحمد معبد، عضو هيئة كبار العلماء، إن الإسلام اتخذ من السلام شعارًا ومسيرة، وأعلاه سلوكًا للمسلمين، بعد أن عمَّق جذوره في نفوسهم وجعله جزءًا من كيانهم، ووعد من عاش فيه آمنًا مطمئنًا بالجنة التي هي دار السلام.
وأضاف «معبد» أن القتال ليس من طبيعة الإسلام، بل هو أمر مكره يُفرض على المسلمين لعوامل ليس للقتال عنها بديل، ولرد عدوان المعتدين، لافتًا إلى أن القرآن الكريم عندما شرع القتال ربطه بمبدأ نفسى وهو «الكُره» في قوله تعالى: «وهو كره لكم»، كما عاش المسلمون الأوائل بمكة والمدينة ما يقرب من 16 عامًا لم يكن يُفرض عليهم القتال أو المحاربة بالسلاح، بل قال تعالى لرسوله الكريم: «وجادلهم بالتى هي أحسن».
وأوضح الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق، أن الإسلام جاء ليحفظ على الناس أنفسهم، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، كما كره العنف والقتال والحروب، فلم يُفرض على أحد بالقوة، بل كانت الدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، وكان القتال فيه للمعتدين الظالمين، مؤكدًا أن الحروب والصراعات التي يعيشها العالم لا تنتج عنها حلول لأى أزمات، ولا ينتصر فيها طرف على آخر، بل تُخلف وراءها القتلى والدمار والهلاك، بعد أن يتم استنزاف الأموال والمقدرات في شراء الأسلحة والعتاد.
وأكد الدكتور عبدالمنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة العلمية بالجامع الأزهر، أن الأديان لم تكن يومًا بريدًا للقتال أو طريقًا للحروب، موضحًا أن الإسلام يقرر أن الناسَ، بغض النظر عن اختلاف معتقداتهم وألوانهم وألسنتهم، ينتمون إلى أصلٍ واحدٍ، فهم إخوة في الإنسانية، كما أن أثر الإسلام في تحقيق السلام العالمى يتجلى في تعزيز التعايش السلمى وإشاعة التراحم بين الناس ونبذ العنف والتطرف بكل صوره ومظاهره، ونشر ثقافة الحوار الهادف بين أتباع الأديان والثقافات لمواجهة المشكلات وتحقيق السلام بين مكونات المجتمعات الإنسانية.
[email protected]
أضف تعليق