يحتفل المسلمون، اليوم الإثنين، الموافق 28 رجب بذكرى الإسراء والمعراج، وهي تلك المعجزة التي أرسل الله عز وجل فيها الملاك جبريل إلى رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، للقيام برحلة ربانية للإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، والمعراج من المسجد الأقصى السماوات العلا.
اختلف العلماء في تحديد التوقيت الصحيح الذي حدثت فيه معجزة الأسراء والمعراج، أسرى الرسول محمد بجسده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج إلى السماوات الأولى فطرق جبريل الباب، فأجاب من وراء الباب، من؟ قال جبريل، قال ومن معك؟ قال محمد، قال وقد أرسل إليه؟ قال جبريل نعم، فرد المجيب مرحبا به فنعم المجيء قد جاء وفتح باب السماء الأولى وتكرر هذا الأمر في أبواب السماوات السبع.
وتنقسم الرحلة إلى شقين، فالشق الأول هو رحلة الإسراء وكانت تلك الرحلة على الأرض ولكن بسرعة خيالية وعجيبة القياس، فقد انتقل النبي محمد من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ويتضح ذلك في بداية سورة الإسراء فيقول الله –عز وجل-"سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ".
والشق الثاني هو رحلة المعراج وكانت هذه الرحلة سماوية، حيث ارتفع النبي محمد للسماء حتى وصل سدرة المنتهي ثم عاد مرة أخرى للمسجد الحرام، ويتضح ذلك في سورة النجم فيقول الله -عزوجل- "وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ * لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ".
وتعد الإسراء والمعراج من أهم الأحداث التي مر بها الإسلام منذ نشأته، وهو حدث يصعب على العقل البشري تصديقه، وإذا لم يكن الإنسان على إيمان عميق بالدين الإسلامي فإنه لن يستوعب هذا الحدث.
فذكرى الإسراء والمعراج هي ذكرى خالدة، وفي كل مناسبة نتذكرها لنقف على أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم، وتصرفاته لتكون النور الذي يضيء الحياة والطريق.
غير أنّ معجزة الإسراء والمعراج هي بمثابة الدعم النفسي الذي حصل عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بعد موت زوجته، وأم أبنائه، وأول من آمنت به، السيدة خديجة رضي الله عنها، وعمه المناصر له أبو طالب.
معجزة
وقال الشيخ الشيخ ايهاب الشيخ خليل لمراسل موقع "بكرا" :" نحيي في هذه الايام المباركة من شهر رجب لعام 1443 هجري ذكرى الاسراء والمعراج، حيث اسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة المكرمة الى المسجد الاقصى المبارك وصلى بالأنبياء هناك".
وتابع بالحديث :" ومن ثم عرج به الى السماوات العلى ووصل سدرة المنتهى ورأى من آيات ربه الكبرى، فكانت معجزة عظيمة ورحلة مباركة اذهبت الهم والحزن عن قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومكرمة لهذه الامة المباركة".
واختتم :" هناك فوائد كثيرة مستفادة منها ان مع العسر يسرا. العلاقة الوثيقة بين المسجد الحرام والمسجد الاقصى المبارك. امامة الرسول صلى الله عليه وسلم بالأنبياء والمرسلين. الايمان بجميع الانبياء والمرسلين وجميع الكتب السماوية، الحفاظ على مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم والرباط والصلاة فيه، ان الله على كل شيء قدير، وان الزمان والمكان وكل شيء بيد الله سبحانه وتعالى".
[email protected]
أضف تعليق