بقلم : سري القدوة
هل يدركون الحقيقة قبل الانهيار الكامل لكل القيم والأخلاق والأعراف العربية والدولية والوطنية وان تأخذ الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية دورها في انهاء الانقسام ووضع استراتجية وطنية لبناء الدولة الفلسطينية ووضع حد للمخاطر التي باتت تهدد مستقبل الشعب العربي الفلسطيني الذي يعاني من العدوان واستمرار سرقة الارض الفلسطينية .
ندرك تمام الادراك وطالما اكدنا علي الدور التاريخي والمحوري لدولة الجزائر الشقيقة في انهاء الانقسام الفلسطيني ولرسالة الجزائر رئيسا وحكومة وشعبا تجاه الشعب العربي الفلسطيني التي تؤكد مجددا على العمق التاريخي بين فلسطين والجزائر حيث اكد الرئيس عبد المجيد تبون على اهمية تجسيد الحل العادل للصراع في المنطقة والذي يتطلب تمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وبأن ذلك يعتبر العنصر اﻻساسي للسلام في المنطقة، وان تلك المواقف جاءت لتعكس عمق اهتمام الجزائر قيادة وشعبا بحقوق الشعب الفلسطيني العادلة في الحرية والاستقلال .
تأكيد الجزائر مجددا على استعدادها للعب دورا محوريا في الوصول الي سلام عادل وشامل قائم على تجسيد العدالة والقانون الدولي ويمنح الشعب الفلسطيني حقوقه التاريخية يحمل في نفس الوقت مؤشرا واضحا بأن الجزائر قد استعادت دورها ومكانتها المركزية على الصعيدين العربي والدولي رغم ما تعرضت له من موجة ارهاب ومؤامرات استهدفت دور الجزائر والمس بأمنها وترابها الوطني، ودعوة الجزائر الى سرعة انهاء الوضع الفلسطيني القائم الذي يعصف بالوضع الداخلي وبالمستقبل الفلسطيني وتأكيدها على أنها جاهزة لفتح قلبها للشعب الفلسطيني من اجل استعادة وحدته يأتي ايضا ليؤكد على الاهتمام الجزائري بوقف مسلسل الانقسام والحالة التي تمثل خطرا على مستقبل الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية .
نتطلع ان تستجيب الفصائل الفلسطينية وقيادتها لهذه الفرصة المهمة لتحقيق المصالحة الفلسطينية واليوم بات على الجميع التجاوب مع دعوة الرئيس الجزائري الصادقة والحقيقية والبدء بخطوات جادة لتنفيذ المصالحة بعيدا عن الاهداف الحزبية الضيقة وأول هذه الخطوات ضرورة مساهمة الجميع في انهاء الحزبية وتجسيد الوحدة الوطنية في اطار المشروع الوطني الفلسطيني وضمان التخلص من البرامج الحزبية الضيقة لصالح برنامج الوطن الواحد لشعب ما زال يقبع تحت الاحتلال وينتظر تلقى الدعم من اشقاءه العرب والمجتمع الدولي في نطاق العمل على انهاء اطول احتلال يعرفه العالم ووضع حد لسلسة الممارسات الخطيرة التي باتت تشكل خطورة على مستقبل الشعب الفلسطيني ووجوده في فلسطين .
هذه الفرصة تعتبر مثالية وتاريخية كونها نابعة من ارض الثوار الجزائر وبدون اي ثمن وهدفها الحقيقي هو توحيد الجهود الفلسطينية من ارض الشهداء الاحرار للتخلص من مرحلة الانقسام وإجهاض كل مشاريع التصفية والمؤامرات التي كان يخطط لها مسبقا للنيل من ارادة الشعب ووحدته الوطنية وما احوج الشعب الفلسطيني وبهذه المرحلة الي تجسيد الوحدة وعودة الحياة بطبيعتها ما بين غزة والضفة الغربية فلا يمكن ان يستمر فصل غزة عن الضفة جغرافيا وسياسيا وإداريا وبأيدي وممارسات فلسطينية اصبحت تشكل خطورة على مستقبل الشعب الفلسطيني .
المرحلة المقبلة يجب ان تشهد تغير الوضع القائم وتجسيد وحدة ادارية وسياسية فلسطينية وان يتم اعادة تقيم الماضي ووقف كل القرارات الجائرة والغير معقولة والتي مورست بفعل الانقسام ويجب تجسيد وحدة حقيقية للمؤسسات الفلسطينية والسيطرة الكاملة على مفاصل العمل السياسي الفلسطيني ضمن وحدة الوطن الادارية بعيدا عن مسميات الماضي ومخلفاته .
[email protected]
أضف تعليق