تصل القيادة الفلسطينية في نهجها، المضرّ والمجاني والعبثي، الى الإطاحة نهائيا بمنظمة التحرير الفلسطينية، من خلال نهجها المتمثل في تقزيمها وتصفيتها، باعتبارها دائرة من دوائر ما يسمى "الدولة الفلسطينية" المتوهمة، والمعشعشة فقط في أوساط الطبقة السياسية المهيمنة، علما أنها سلطة تحت الاحتلال، وهي سلطة فقط على فلسطينيي الأراضي المحتلة، وصممت للاشتغال وفق آليات التبعية لإسرائيل، أمنيا واقتصاديا وإداريا.
إن ملتقى فلسطين يدين ويرفض هذا التطور الخطير والمتساوق مع الرواية الصهيونية ويرى الملتقى أن القيادة الفلسطينية بهذا النهج تستهتر بتضحيات شعب فلسطين ونضالاته منذ قرن، وتقوض شرعية الكفاح الفلسطيني المعاصر، الذي أطلقته "فتح "، في الفاتح من يناير 1965، أي قبل احتلال 1967، وتختزل القضية إلى مجرد نزاع على أراض، وعلى مستوطنة هنا أو هناك في حين تتعامل وتطبّع مع المستوطنة الأم والأكبر إسرائيل، بل تخدم مصالحها!
وفقا لكل ما تقدم، يعتبر أن قيادة منظمة التحرير هي أكثر طرف أضعف منظمة التحرير، وأطاح بشرعيتها، دوليا وعربيا وفلسطينيا، وقوض صدقية روايتها، وترك شعبنا في الداخل والخارج بدون إطار وطني يعبر عن وحدة قضيته ويمثله في كافة أماكن وجوده، لذا فالمطلوب نزع شرعيتها، وتوجيه الطاقات وتركيز الجهود لإعادة بناء البيت الفلسطيني، الذي أشبعته تلك القيادة هدما وتفكيكا، ويتأتى ذلك، أولا، من خلال رؤية سياسية واضحة تقوم على مبدأ وحدة الشعب والأرض والقضية والرواية التاريخية. ثانيا، عبر التركيز على بناء جبهة وطنية، تصارع لانتزاع مكانتها وشرعيتها من تمسكها بحقوق شعبها، وإدارتها لكفاحه، بالوسائل الممكنة والمشروعة.
عاشت وحدة شعبنا في كل أماكن وجوده..وعاش كفاحه المشروع من اجل قضيته العادلة.
"ملتقى فلسطين" 19/2/2022
حيفا، القدس، غزة، رام الله، بلدان اللجوء والشتات
[email protected]
أضف تعليق