استبعد د. عمار قناة أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة سيفاستوبل بروسيا اندلاع الحرب بين روسيا والغرب رغم التعزيزات العسكرية الامريكية والأوروبية في بولندا.

وقال في حديث ل موقع بكرا حول آخر التطورات بين روسيا وأوكرانيا "هناك توظيف سياسي للازمة الأوكرانية وجعلها أداة ضغط سياسية وجغرافيا لمسرح هذه العمليات , هذه المسالة كانت متوقعة منذ قدوم الإدارة الديمقراطية في البيت الأبيض وهي تفعيل العامل الأوكراني".

وأشار الى الاهداف الاستراتيجية لمثل هذه العملية التصعيدية الإعلامية من قبل الولايات المتحدة وهي تعطيل مسألة خط السيل الشمالي من روسيا الى أوروبا لإضعاف روسيا اقتصاديا وسياسيا وكذلك عزل روسيا عن أوروبا.

ومسالة أخرى لها علاقة بإحياء حلف الناتو وذلك بعد الضربات التي تلقاها الحلف من الولايات المتحدة حيال الاتفاق الأمني بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا واضعاف الحلف في أعقاب الخروج المهين من أفغانستان وعدم التشاور مع دول الناتو.

وأشار د. قناة الى ان المسالة الهامة وهي المحاولة الامريكية لوضع قوانين المعادلة الأمنية الأوروبية في أعقاب التصريحات الأوروبية وخاصة الجانب الفرنسي حول منظومة الأمن الأوروبية التي من الممكن ان تكون منفصلة عن العباءة الامريكية لافتا ان تفعيل هذه المسالة تجاه روسيا بمثابة ارهاصات وتحديات قادمة ما بين الولايات المتحدة والصين على خلفية تايوان , موضحا ان هذه المسالة لها علاقة بالضعف الخارجي لإدارة الرئيس بايدن والأزمات المتفاقمة والاستقطاب السياسي الداخلي الامريكي علاوة على الازمة الاقتصادية التي تشهد حالة نمو.

واكد ان الحرب والمواجهات العسكرية لا تصب في مصالح لا روسيا ولا الولايات المتحدة ولا حلف الناتو وان الاتحاد الأوروبي سيكون هو المتأثر من ذلك.

وبين ان المحاولات الامريكية من خلال تمدد حلف الناتو يخدم أهدافها الاستراتيجية لكنها تشكل خطر استراتيجي على روسيا بسبب تواجدها على تماس الحدود معها وهذه مسالة لا يمكن لروسيا ان تقف مكتوفة الايدي حيالها, موضحا ان هذا الصراع الدولي يأتي ضمن المعادلات والمتغيرات الجيوسياسية القادمة.

وفيما يتعلق بأوكرانيا قال المحلل قناة علينا ان لا ننسى بان هناك اطارا دوليا في الازمة الداخلية الأوكرانية والتي هي ضمن مفهوم الحرب الاهلية ومن خلال التحركات الانفصالية ما بين السلطة السياسية في كييف (عاصمة أوكرانيا) والجمهوريتان المعلنتان من طرف واحد دونيتسك ولوغانسك. وهناك الإطار "النورمندي" وما تمخض عنه من اتفاقية مينسك والتي مررت عبر مجلس الأمن والقرارات التي صدرت بخصوصها ووجوب تطبيقها , وهنا روسيا وفرنسا وألمانيا لاعبون في هذه المعادلة و الضامنون لتطبيق هذه الاتفاقية.

وقال ان المأساة اليوم تأتي من الجانب الاوكراني لعدم رغبته بتطبيق هذه الاتفاقية وما أدى من تداعيات لذلك , راينا التجاهل الأمريكي لهذا الاطار وتفعيله للتوصل للحل السياسي.

وذكر د. قناة انه بعد شهرين من العمليات السياسية بات هناك تقييم اخر للجانب الأوروبي , ومن الممكن ان تكون هناك مناوشات عسكرية والمنطقة الأوروبية هي من ستتأثر, رأينا الزيارات المكثفة واخرها زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون الى موسكو ثم الى كييف ونحن بانتظار المستشار الألماني بعد لقائه بايدن.

ولفت الى ان الوضع الان متوتر ولكن استبعد المناوشات العسكرية المفتوحة بين روسيا والولايات المتحدة او الناتو ولكن لا يستثنى ان تكون هناك بعض المناوشات العسكرية في منطقة الدونباس (شرق أوكرانيا) وذلك ردا على محاولات كييف تغيير الواقع عسكريا , من خلال الزج العسكري من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وعسكرة الازمة ومحاولة تغيير المنطقة مع ما يتوافق مع مصالح أمريكا اليوم.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]