في سنة 1901 وفي المؤتمر الخامس للحركة الصهيونية ، اقامت الحركة الصهيونية جمعية مالية حملت اسم الصندوق القومي اليهودي او ما يعرف بالكيرن كيميت لارتس يسرائيل . ومهمة هذه الجمعية هو جمع الاموال من اليهود للاستحواذ على الاراضي العربية في فلسطين . فكما تشير الوثائق المعتمدة فانه في يومنا هذا يبسط الصندوق القومي اليهودي سيطرته على 15 مليون دونم من الغابات والاحراش ، وقامت بزرع اكثر من 920 الف شجرة ضمن سياسة التشجير الطامحة لطمس معالم البلاد الاصلية . وتغيير الواقع السكاني الديموغرافي بين مصادرة اراضي وتهجير سكان عربا من ارضهم التي يملكونها ويتوارثونها منذ مئات السنين والطابو العثماني هو خير شاهد على ذلك .
ففي هذه المقالة سوف نتطرق الى قضية اراضي قرية العراقيب والاراضي المحيطة بها في منطقة النقب . والتي كانت قد شهدت قيام الصندوق القومي اليهودي المدعوم من حكومة اسرائيل بالاعتداء السافر والمس بحق التملك عند مصادرة اراضي السكان العرب في العراقيب وتحريجها بهدف طمس معالمها واخفاء تاريخها. فما يشهد على ذلك هو اقامة ثلاث غابات سافانية اي اصناف الاشجار الوبرية
الاولى – غابة السفراء / او ياعر هشجريريم ، والتي اقيمت سنة 2005 على مساحة 700 دونم وسميت بغابة السفراء كون انه قد شارك 49 دبلوماسيا يمثلون 49 دولة ، في غرس اشتال تحمل كل واحدة منها اسم دولة الدبلوماسي المشارك في التحريج . فلم يخفى على احد ان عملية غرس الاشجار المخادعة والوهمية هذه والتي اوقعت سفراء الدول المشاركة في شباكها عدا سفير دولة جنوب افريقيا الذي انسحب بعدما ادرك حجم الجريمة ، ما هي الا تغطية على جريمة مصادرة وسلب الارض العربية من اصحابها وملاكها الشرعيين
أما الغابة الحرجية الثانية ، فقد حرجت سنة 2008 فقد اطلق عليها" بغابة تلفزيون الله " فاذا تتبعنا وتعمقنا في مصدر الاسم ، فسنجد انه ديني مسيحيي ، فالجهة التي مولت عملية التحريج هذه هي منظمة اعلامية مسيحية امريكية ، وهي التي تؤمن بان مصير اليهود الحتمي هو الدخول في الديانة المسيحية .
اما الغابة الثالثة وهو غابة الدول الالمانية ، وقد حملت شعار كي لا ننسى ويرمز ذلك الى فعل النازية والمحرقة ، حرجت سنة 2016 وتقع عند منطقة لهابيم اليوم وهي جزا لا يتجزأ من اراضي العراقيب .
اجمالا فيمكن القول بان دولة اسرائيل التي تمضي في سياستها وبوتيرة سريعة وهي السيطرة المجحفة على الاراضي العربية في فلسطين ومن ثم تقزيم التواجد العربي في ارض الرباط . وان كان التحريج احد ادواتها الخبيثة والتي تمارسها جمعية استيطانية اطلق لها العنان بتفعيل سياسة التهجير والطرد والتحريج والاستيطان والتمييز العنصري . وان ظن صناع القرار في الصندوق القومي والمهندسين الزراعيين الصهاينة بان زرع شجر السافاني او الوبري البعلي هو سيتغلب على ملوحة الارض والتربة والجفاف الصحراوي في النقب قد يحصل ولكنهم نسوا بان على هذه الارض اناس اصحاب ارض حقيقيون هم العرب .
[email protected]
أضف تعليق