تعتبر السُمنة من الأمراض الأكثر انتشارًا على مستوى البلاد وعلى مستوى العالم، ولها تأثيرًا هائلة على صحة الانسان وعلى صحة المجتمع العربي عام، وتحدث لعدة أسباب منها الوراثيّة ومنها التغيير في نمط الحياة اليومية للإنسان، والافراط في تناول الطعام. عن السُمنة وأسبابها، التقى موقع بُـكرا مع البروفيسور مُغير خمايسي مدير قسم الأمراض الباطنية " د " في مستشفى رمبام، ومحاضر في التخنيون.

هناك عوامل وراثيّة، لكن لم يتم اكتشاف الجين الرئيسي المسبب لها!

وقال بروفيسور خمايسي: " ان مرض السُمنة منتشر جدًا، وله تأثيراته على صحة الانسان بشكل خاص وعلى المجتمع أيضًا، لا يوجد شك أن هناك عامل وراثي متعلق بمرض السمنة، لكن لا يمكن الإشارة بالضبط من هو الجين المسؤول عن العامل الوراثي لذلك يمكن القول انه يوجد عوامل وراثية، لم ينجح العلم والعلماء بعد لوضع ايديهم على الجين الأساسي المتعلق بالسمنة لمنعها، لأنه الحقيقة اليوم تطور العلم جدًا، ولو كان بإمكاننا الوصول الى الجين المسؤول عن السمنة، لكان بإمكاننا أن نقوم بتعديله أو تصحيحه، اليوم العلم والتكنولوجية او الهندسة الجينية وصلت لدرجة متطورة جدًا، التي تمكننا من عمل تصحيح لجين يتم اكتشافه، ويمكن العمل على هذا التصحيح منذ أن يكون الانسان جنينًا ".
وتابع: " يوجد اليوم بحث هائل في هذا المجال للبحث عن الجين المسؤول عن السمنة، لكن للأسف يوجد الكثير من الجينات التي لها علاقة بالسمنة ولكنها ليست المسبب الرئيسي لها.

العوامل الاجتماعيّة!

بروفيسور خمايسي: " بالإضافة الى العوامل الوراثيّة المتعلقة بالسمنة، من المهم الإشارة الى العوامل الاجتماعيّة لدى الانسان، المتعلقة بنمط الحياة، مثل الافراط بتناول الغذاء، قلة الحركة والرياضة، وهي عوامل التي يمكن السيطرة عليها، في تناول الغذاء الصحي وتحسين من نمط الحياة اليومي.

المجتمع العربي مقارنة مع المجتمع الإسرائيلي!

وحول إذا كان يوجد اختلاف بنسبة معدل السمنة بالمجتمع العربي مقارنة مع المجتمع الإسرائيلي قال بروفيسور خمايسي: " إذا تحدثنا عن الاحصائيات المتعلقة بانتشار المرض، نجدها متعلقة بالوضع الاجتماعي- الاقتصادي، بحيث البلدات التي تتمتع بوضع اجتماعي اقتصادي جيد تكون نسبة السمنة أقل مقارنة مع البلدات التي تعيش بمستوى أقل، سواء قارنا بين المدن اليهودية فيما بينها أو مع العربيّة.
نسبة السمنة في المجتمع العربي تصل نسبتها بين 30-35%، وإذا تحدثنا عن النساء، نسبة كبيرة منهن بعد جيل 45 نبدأ نلاحظ السمنة لديهن وعدم الاهتمام بصحتهن ورشاقتهن ونشاطهن، وهذا ايضًا ينطبق على النساء في المجتمع تبدأ السمنة تظهر لديهن في منطقة البطن والخصر، أيضًا لدى النساء اليهوديات تظهر في هذا الجيل عوارض السمنة لكن بنسبة اقل من النساء العربيات.

سلة أمراض سببها السُمنة!

الأمراض المتعلقة بالمسنة نطلق عليها اسم " متلازمة الأيض أو التمثيل الغذائي "، وهي عبارة عن سلة واحدة من الأمراض مركزها هو الافراط بالوزن، تشمل أمراض وهي:
* ضغط الدم، الذي يعتبر مرضًا فتاكًا، ونلاحظه لدى الأشخاص الذين يعانوا من افراط بالوزن، وفي حال بدأوا بحميّة غذائية ونجحوا من إنزال وزنهم يختفي هذا المرض.
* الكوليسترول، وهو ارتفاع بنسبة الدهنيات في الجسم، وهو مرض فتاك يؤدي الى الإصابة بأمراض القلب، ولكن في حال أيضًا اتبعنا حمية ونجحنا من إنقاص الوزن سيختفي المرض.
* السُكري، العلاج المركز لمرض السُكري هو التقليل من الوزن، وفي حال تم ذلك سوف يتفاعل الجسم بشكل أفضل مع هرمون الانسولين، وتصبح نسبة السُكر أقل في الأوعية الدموية.
* التأثير على النفس، الوزن الزائد يؤثر على مجرى التنفس خلال الليل ويتسبب بالشخير وتوقف النفس لفترات طويلة أثناء النوم، وهذا بسبب الوزن الزائد في منطقة البطن التي ينتج عنها ضغط عضلات التنفس، والحل بسيط هو الإنقاص من الوزن.

ويمكن الإضافة الى ذلك مشاكل في الركبة التي تؤثر على المشي وخاصة لدى النساء، ومشاكل في تشمع الكبد بسبب الدهنيات الناتجة عن الطعام المشبع بالدهون ومن الافراط بالأكل، والحل هو الإنقاص من الوزن.

الافراط بالوزن هو سبب مركزي للكثير من الامراض، وهو يؤثر على سعادة الانسان في حياته، لما يسببها من أمراض.

نصيحة.

وفي النهاية، أسدى بروفيسور مُغير خمايسي نصيحة، حيث قال: " كل ما زاد وزن الشخص تزداد لديه الامراض، التي يجب ان نكون منتبهين لها وبالذات بالسنوات الأخيرة هناك قفزة نوعية هائلة في نسبة السمنة، التي تعتبر مرضًا فتاكًا، وفي الجانب العلاجي، نشهد أيضًا انتاج أدوية جديدة لمعالجة السُمنة سواء عن طريق الفم أو الحقن، أو بواسطة عمليات التنحيف.
من المهم اتباع نظام حياة صحي، يعتمد على الغذاء الصحي وعلى النشاط والحركة وممارسة الرياضة، لكنها ليست كافية في إنجاح التقليل من الوزن يجب ان يرافق هذا النجاح تناول الأدوية الخاصة وهي متوفرة في الصيدليات وضمن السلة الصحية الخاصة بصناديق المرضى وسهل الحصول عليها.







 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]