تبدأ تصاعدات وتداعيات الإعلام الدولي بالظهور وفق أحداث تطرأ على شعب ما في أقليم ما، أو تغيير في ايديولجية السياسة وطبيعتها، ووسائل الاتصال الدولية لها تشعبات مختلفه في طرق العرض والتعريف وحتى أسلوب ونوع الوسيلة التي تحاول فيها دمج نفسها مع تسليط الضوء على قضاياها الهامة.
في فلسطين مثلًا لا يزال الإعلام الدولي في تصاعد مستمر منذ أكثر من سبعة عقود دون رادع يذكر، حول صراع إسرائيلي فلسطيني.
التاريخ يكتبه الأقوياء
فسر الإعلام الغربي هذا الصراع بين الشعبين لقسمين؛ الأول هو النزاع لأجل الأرض والمكان والجغرافيا، والثاني كما يراه البعض بسبب الأديان، وكلاهما يتفقان على أن هذه معضلة الممتدة بين الجهتين، كل منهم يحاول جاهدًا أن يوصل للعالم وجهته الصحيح، لكن مقولة "التاريخ يكتبه الأقوياء" لصالح من؟
يحاول كلا الطرفين رصد صورة تحصر المناسب لصلاحه، فنجد أن الإعلام الفلسطيني مثلًا يصور الانتهاكات الإسرائيلية على المسجد الأقصى وغيره. بالمقابل تصور القنوات الإسرائيلية إثبات حقها الشرعي بالبلاد، وأخرى ترصد المقاومة على شكل إرهاب.
الاجتراح الفلسطيني
يأتي دور الصحافة الفلسطينية في تجسيد الحقيقة للعالم، ورصد كامل الأعمال التي يقوم بها الإحتلال الصهيوني بشكل يومي من الشمال للجنوب وفي الضفة وقطاع غزة، هي أزمة يعيشها الشعب الفلسطيني صاحب الأرض والرسالة الصادقة بلا منازع.
إضافة إلى الشروخ الضخم الذي يعاني منه الفسلطينين، بما في ذلك اجتراح قضية الأسرى في سجون الاحتلال وإضراب حرب الأمعاء في الفترة الأخيرة في سبيل الحرية، وغيرها الكثير.
وهذا كله منافي في الإعلام الصهويني المبرقع والملون، الذي يصنعه صورته من وجهة نظره.
بواكير الوعي الدولي
يحاول بدوره الفلسطيني أن يجعل تسليط الضوء الدولي لصالحه، فيناصر قضيته بمنظور يتماهى عرقيًا وعقائديًا واستراتيجيًا، من خلال المنصات الرقمية التي تقوم بواجب تشكيل بواكير الوعي الدولي والقومي في ترسيخ أعين العالم على نقطة الصراع الممتدة في الشرق الأوسط.
فأحلام الشباب الطوباوية المسالمة ترى كل شيء بعيون شهود العيان البشرية، ومقاطع الصوت، والفيديوهات في بؤبؤة واضحة لتلك القضايا الشائكة التي تثبت عمليات القمع والانتقام وعنصرية الاحتلال ومستقبلهم.
ويعلم القائمون على الصحف الاكترونية وغيرها من وسائل الاعلام أن الدلائل على الاعمال المشينة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، يجب عليها الوصول لدرجة الوعي الكافي بالمجتمع العربي والغربي للوقوف والمساندة.
عين على فلسطين
هذا بالضرورة ما ينطبق على المنصة الرقمية "عين على فلسطين" التي يشاهدها في الانستجرام أكثر من 2.3 مليون، وعلى تطبيق تويتر 28.7 ألف متابع، أما بالفيس بوك فهناك مقربة 411 ألف مشترك.
كما وأنها صفحة نابعة من روح وطاقات شبابيبة مأسورة، تحاول بأكثر جهد ممكن أن تساعد العالم على رؤية واضحة لفلسطين بشتى الطرق والأساليب.
فتستطيع قراءة أي منشور/خبر ما يخص فلسطين بأكثر من لغة مختلفة حول العالم: الإنجليزية، الروسية، الفرنسية، التركية والاندونيسية.
ويتشارك في البث والنشر عدد غير ثابت من المتطوعين داخل فلسطين وخارجها، فهناك من يترجم للروسي وآخر للاندونيسي والتركي.
ويرى المسؤولين عن هذه المنصة أن هناك تزايد ملحوظ بإهتمام الغربيين من حول العالم بمختلف مستوياتهم الثقافية والدينية بالقضية الفلسطينية ومناصرتها، كما أن تلك الصفحة يدعمها بعض المشهورين الأجانب كالمغنيين والممثلين والفنانين.
نحو عيون العالم
"عين على فلسطين" موجهة بالدرجة الأولى على العالم الغربي من أوروبا وأمريكا إلى كل البلاد الناطقة وغير الناطقة باللغة العربية؛ من خلال بعض الترجمات التي ترافق كل منشور يحاول الإعلاميين ضمان إيصال الرسالة العالمية بعيون فلسطينية.
ويكون غالبًا التركيز من خلال النشر على زيادة الوعي حول أخبار فلسطين بالداخل المحتل، الحصار على قطاع غزة، المواجهات في الضفة الغربية وقضايا شتى راج الذكر عنها في الفترة الأخيرة كقضية الشيخ جراح، وبيتا ، وتهويد النقب وحرب الأمعاء..إلخ
والجدير بذكره أيضًا ما يقوم متطوعي هذه المنصة من تصوير في الميدان خلال الاعتصامات والإضرابات والمظاهرات والاشتباكات ببث حي ومباشر وآخر على شكل صور فوتغرافية من أرض الواقع ووسط الأجواء والمواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال.
آخر الأخبار
تركز المنصة في محتواها الأخير بالفترة الحالية، على قضية قرية الأطرش وسعوة وقرى آخرى بالنقب المحتل، والإعتقالات الوحشية بحق سكانها، وتصوير المشاهد الحية لجرافات الاحتلال التي تهدم المنازل الفلسطينية جنوب يطا في المنطقة الجنوبية من الضفة الغربية.
ومن جانب موازي، ترصد تصدي أهالي القرى بالنقب للقوات الإسرائيلية، والمواجهات الحاصلة ما بين الشبان وتلك القوات.
إضافة إلى توثيق لإحتشاد المئات في لندن أمام سفارة الكيان، لانطلاق حملة دولية لانهاء سياسة الاعتقال الإداري، وإطلاق سراح اكثر من 500 فلسطيني محتجزون في سجون الاحتلال دون تهمة أو محكامة.
أما عن استهداف الصحفيين والمسعفين خلال الموجهات، فجانب أخر يتم التسليط عليه من أجل الاعتراف بحقوق الإعلامين ومنصارتهم من قبل الإعلام الدولي وغيره.
خلاصة الأمر أن مثل تلك المنصات على مواقع التواصل الاجتماعي ترسم صورة واقعية مريرة لشعب يعول عليه في توجيه أعين الغرب على قضية هامة ذات جدوى مستمر، فهل نجحت بالفعل؟.
[email protected]
أضف تعليق