أفادت صحيفة "الشروق" بأن "مصليات النساء لا تزال تثير فتنة بالمساجد، بعد إقدام عدد من الأئمة على إعادة غلقها عقب فتحها في شهر رمضان الماضي بحجة إجراءات مكافحة فيروس كورونا".
وفي تصريحات لـ"الشروق"، انتقدت مرشدات دينيات إبقاء أغلب مصليات النساء مهجورة دون عذر، وقالت: "نتفهم غلق مصليات النساء في المساجد الصغيرة والتي تحول في صلاة الجمعة للرجال، غير أن الكثير من المساجد عبر الوطن تتسع لآلاف المصلين بقيت فيها مصليات النساء مغلقة بسبب تعسف الأئمة وبعض مديري الشؤون الدينية".
وفي هذا الإطار، نشبت خلافات على مستوى لجان المساجد وجمعيات المشردات الدينيات اللواتي طالبن بتدخل الوزارة لإعادة فتح عدد كبير من مصليات النساء التي بقيت مهجورة.
من جانبه، أشار رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة، جمال غول، إلى أنه "لا وجود لتعليمة وطنية لوزارة الشؤون الدينية تمنع النساء من دخول المساجد، وإنما تركت المجال مفتوحا للسلطة التقديرية لمديري الشؤون الدينية، الذين بإمكانهم تحويل مصليات النساء للرجال في المساجد الصغيرة بسبب احترام إجراءات التباعد".
وأوضح جمال غول قائلا: "غير أن هناك العديد من مصليات النساء في مساجد كبيرة لا تزال مغلقة دون وجه حق فهي لم تسمح للنساء ولم تفتح للرجال، فكيف نسمح للمرأة أن تصلي التراويح في المسجد في الليل ثم نمنعها من صلاة الجمعة؟ خاصة أن عددا كبيرا من النساء تربطهن علاقة متينة مع المساجد وتمثل لهن صلاة الجمعة فرصة للإرشاد والوعظ، وإذا لم يكن هناك مانع صحي وشرعي لغلق مصليات النساء، فلماذا قام العديد من مديري الشؤون الدينية بغلقها في وجه المصلين نساء ورجالا"، لافتا إلى أنه "في نفس الحي والبلدية، هناك مساجد مفتوحة للنساء وأخرى ممنوعة، وهذا ما يتسبب أحيانا في استغراب النساء اللواتي لم يهضم عدد كبير منهن هذا الاختلاف بين الأئمة في منع المرأة من دخول بيت الله، خاصة مع وجود بروتوكول صحي يحمي من الإصابة بالوباء داخل المساجد على غرار التعقيم والتباعد وارتداء الكمامة".
وشدد على أن "غلق مصليات النساء في العديد من المساجد يعني حرمان الأمهات من دروس محو الأمية، وتوقيف الدروس التحضيرية للأطفال والعديد من الأنشطة التربوية والدينية التي تقوم بها المرشدات الدينيات والمعلمات في مصليات النساء"، مطالبا وزارة الشؤون الدينية بـ"إعادة تقييم البروتوكول الصحي في المساجد الذي يشهد فوضى كبيرة رغم التعليمة الأخيرة لتشديده".
وأكد جمال غول أن "المساجد تعتمد على المتطوعين لفرض البروتوكول الصحي، وهذا ما يتسبب في حرج كبير للأئمة والقائمين على المسجد، في ظل غياب موظفين مكلفين بهذه المهمة بشكل رسمي، خاصة مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا مؤخرا، ما يتطلب صرامة أكبر في مراقبة المساجد وتشديد إجراءات الوقاية قبل المرور للأسوأ، والعودة إلى غلق المساجد من جديد".
[email protected]
أضف تعليق