بقلم : سري القدوة
واصلت سلطات الحكم العسكري الاسرائيلي عدوانها الشامل حيث تركت الاحداث التي شهدها عام 2021 اثارها الواضحة والكبيرة والمدمرة على الكثير من الأحداث السياسية والميدانية في الصراع المستمر مع الاحتلال كونها أثرت بشكل أو بآخر على العديد من المحاولات التي كانت تهدف لتمرير مشاريع ومخططات هدفها تغييب قضايا جوهرية تمس بالثوابت الفلسطينية والمبادئ الوطنية الراسخة من خلال مشاريع الوهم والعنصرية التي تهدف الى تدمير القضية الفلسطينية ومصادرة الحقوق الفلسطينية وتغيب العملية السياسية وفرض سياسة امر الواقع الاسرائيلية من خلال مواصلة سياسة الاستيطان وسرقة الاراضي الفلسطينية .
ويعد عام 2021 بأنه عام القدس والأسرى والاستيطان باعتبارهم قضايا اساسية كان لهم الاثار البالغة على العديد من الأحداث والوقائع التي مرت بها القضية الفلسطينية خلال هذه الفترة بدءًا من معركة سيف القدس ومرورًا بنفق الحرية وليس انتهاءًا بالعدوان الذي لم يتوقف من عمليات اغتيال واعتقال وتهويد واستيطان وإنتاج حكومة التطرف الاسرائيلية العنصرية ولعل حالة الاستفزاز التي مورست من قبل مجموعات المستوطنين في المسجد الأقصى ومحاولة السيطرة على منازل فلسطينية في حي الشيخ جراح من أبرز الأحداث التي قادت إلى مواجهة عسكرية على جبهة غزة سميت باسم معركة سيف القدس ومواجهة الاحتلال وسياسة الاستيطان في الضفة الغربية والتي أظهرت خلالها المقاومة قدرات كبيرة عززت من الصمود الوطني الفلسطيني ومنعت الاحتلال من تنفيذ خططه في القدس وخاصة الشيخ جراح، وما رافق ذلك من مسيرة الأعلام الاسرائيلية التي فشلت عند نقطة بدايتها حين نظمت في العاشر من ذاك الشهر ما دفع بالشعب الفلسطيني الي التصدي لسياسة الاحتلال وإعلان حالة الاستنفار العام لمواجه سياسة الاحتلال العنصرية لتندلع مواجهة عسكرية استمرت 11 يوما أدت لاستشهاد نحو 260 فلسطينيًا وإصابة الآلاف .
وعلى جبهة قطاع غزة ومواصلة الاحتلال عدوانه الشامل تمكنت معركة سيف القدس من تحديد اولويات التوجه الفلسطيني وتجسيد الوحدة الوطنية وأروع صور الصمود وتصعيد المقاومة الشعبية في مواجهة العدوان والاحتلال والتوسع الاستيطاني الاستعماري في فلسطين لتنطلق المواجهات الواسعة في غزة مرورا بالضفة والقدس وصولا إلى مناطق الداخل المحتل التي شهدت ما أطلق عليها هبة الكرامة في مشهد عبر عن قدرة الشعب الفلسطيني على الصمود ومواجهة المحتل ضمن معركة الاستقلال الوطني الفلسطيني وعلى طريق التحرر من الاحتلال ودعم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة .
واصلت سلطات الاحتلال عدوانها الشامل في محاولتها الاستيلاء على منازل حي الشيخ جراح واستمرت حكومة التحالف العنصري في دعم الاستيطان وسياسة تهويد القدس وقد تواصلت اقتحامات المستوطنين للمسجد الاقصى ولم تتوقف وتصاعدت حتى بلغ عدد المقتحمين أكثر من 34 ألفا، بينما تصاعدت عمليات تجريف المنازل التي طالت العشرات، وسط أوامر هدم لمئات أخرى وعمليات اعتقال وإبعاد للمقدسيين عن الأقصى في إطار محاولة السيطرة زمانيا ومكانيا على المسجد، ولم يتوقف إرهاب المستوطنين في القدس بل تصاعد في عمق الضفة .
ولا يمكن استمرار صمت وانحياز المجتمع الدولي لسلطات الاحتلال وتغيب حقيقي وفعلي لعملية السلام التي ما زالت مجمدة تماما وتراوح مكانها دون تحقيق اي تقدم في عملية التسوية السياسية وتغيب حقيقي للمشروع الوطني الفلسطيني الهادف لقيام الدولة الفلسطينية حيث ومع حلول العام الجديد 2022 يتطلع الشعب الفلسطيني الي دعم حقوقه واستقلاله الوطني .
[email protected]
أضف تعليق