قد تشعرك ليلة سقوط آخر ورقة من رزنامة السنة أنك في سباق ماراثوني مع نفسك ومع الزمن ممزوج بلحظات من المشاعر منها السارة ومنها المؤلمة، وكلنا نعيش في هذه الحياة أشبه بمحطات القطار عند وصوله إلى المحطة، مودعا المحطة السابقة، وسيأتي دور كل منا لينزل من القطار إلى المحطة التي تنتظره.
مع بداية العام الجديد نبدأ صفحات جديدة تكتب لنا سنة جديدة وتزيد معها السنوات والصفحات لندونها في كتاب حياتنا بعضها تكون عريضة المعنى وعذبة الفحوى وأخرى تمحي من الذاكرة والكتاب، نقلب الصفحات وقد تكون صفحة بيضاء لم يكتب فيها شيء وأخرى ملئت بالكتابات، وهناك صفحات ذبلت وتبخرت سريعا، وأخرى تذكرنا بحبيب غاب وآخر غادر، لا يمكن أن ننساها وتبقى عالقة في ذاكرتنا.
وما جاء في الورقة الأخيرة في إحدى الرزنامات: "إن تكن تبحث عن مسكن الروح فأنت روح وإن تكن تفتش عن قطعة خبز فأنت الخبز، وإن تستطِع إدراك هذه الفكرة الدقيقة فسوف تفهم أن كل ما تبحث عنه هو أنت.
وجاء في أخرى: "سأل معلمه: لقد تكرر سقوطي ماذا أفعل؟ أجابه: تنهض. وإلى متى؟
طالما أنت حي، فالوحيد الذي لا ينهض هو الميت".
وأخرى "عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال: "كان رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يدعو قائلًا: اللهمَّ أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر".
هيا بنا نغرس ولادة الأمل كلما أحرقها أنين اليأس، ونبعث العزائم كلما أطبقت الشدائد والفتن؛ لأنها مهما عظمت لن تدوم، ولأن رحمة الباري أعظم، ولنكن على ثقة وأمل أن الأيام الآتية ستكون أفضل لا يفصلها عنا إلّا طريق واحد ووحيد: الصبر، ثم الصبر.
أسأل الله تعالى أن يختم لنا هذا العام بخير وأن نعيش العام القادم بخير وأمن في الأوطان وصحة في الأبدان، وتعانق المحبة والألفة أيامنا، وتتحقق العدالة المفقودة على أرض الواقع قولًا وفعلًا.
[email protected]
أضف تعليق