قالت تقارير برية إن إقدام الجيش الإسرائيلي على اعتقال أو قتل منفذي العمليات ضد الجنود أو المستوطنين في القدس أو الضفة الغربية لا يُشكَل رادعًا لهم، وسرعان ما يعود غيرهم لتنفيذها مجددًا.


وأضاف تقرير موقع "هيئة الأخبار اليهودية" أن كلاً من حركتي حماس والجهاد الإسلامي تعملان على تصعيد الوضع ونقاط المواجهة في الضفة الغربية والقدس.
وأشارت الهيئة إلى أن ذلك التصعيد المتنامي في الضفة والقدس تمثل أحدث تذكير بمدى "التهدئة المخادعة" التي تسود في قطاع غزة حقًا.
وذكرت أن الهدوء في غزة لا يأتي من تغيير جذري في موقف حماس الأساسي أو أيديولوجيتها تجاه "إسرائيل"، بل من تقييم رصين من قبل حماس على أساس احتياجات الساعة وتحسين الوضع في غزة.
وقالت إن حماس تلعب بشكل مزدوج؛ سواءً من خلال الحفاظ على الهدوء ومواصلة المحادثات غير المباشرة مع "إسرائيل" بشأن إتمام صفقة تبادل تُفرج بموجبها "إسرائيل" عن العديد من المعتقلين الفلسطينيين وتتلقى في المقابل "جثتي جنديين قُتلا أثناء القتال وآخران محتجزان.
وأضاف التقرير أن حماس تعمل على التنظيم المباشر لخلايا هجومية واسعة النطاق وتمجيد سلسلة الهجمات الأخيرة بالسكاكين والأسلحة النارية على الإسرائيليين، فيما تحتضن منفذي العمليات وتوزع الحلوى عند تنفيذها وغالبًا ما يسارعون إلى تحمل المسؤولية عن الهجمات".
وذكرت أن ممارسات حماس تلك تدل على أن لديها مساحة أكبر للمناورة عبر مواصلتها مع الجهاد الإسلامي استغلال الوضع لإشعال النار في الضفة الغربية والقدس.
وأشارت إلى أن قيادة حماس وعبر تلك الاستراتيجية "تلعب في النار"، وهو ما قد يُفقد "إسرائيل" صبرها أو تتخذ خطوات مغايرة مستقبلاً.
ولفتت المؤسسة الإخبارية إلى أنه ربما تكون الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الإسرائيلية "يائير لبيد" إلى القاهرة قد استغلت من قبل "إسرائيل" لإرسال مثل هذه الرسالة؛ حيث أن مصر من جهتها تواصل دور الوساطة بين "إسرائيل" وحماس من أجل تمكين صفقة تبادل الأسرى وترتيب الأوضاع في غزة نحو التهدئة وتحقيقا لهذه الغاية، وصل وفد من المخابرات العامة المصرية إلى غزة يوم الأحد من أجل تعزيز هذه الجهود.
ووفقًا للهيئة، تأتي الجهود المصرية على خلفية مناورة للجيش الإسرائيلي في جنوب "إسرائيل" لمحاكاة سيناريوهات التصعيد مع حماس في غزة، فيما حماس من جهتها تخطط لممارسة موازية على أراضيها، حيث يطبق الطرفان الدروس العملياتية المستفادة خلال الحرب الأخيرة في مايو عبر التدريبات العسكرية.
وتعهدت مصر بتقديم 500 مليون دولار لغزة؛ لكن هذه الأموال لم يتم تحويلها بعد، مما خلق توترات مع حماس، وفقًا للهيئة الإخبارية.
وتقول إنه منذ نهاية العدوان في مايو، أمضت حماس شهورًا في إعادة ترميم وتقوية كتائب القسام، وتعزيز واقع الحركة عبر بناء البنية التحتية للعمليات الهجومية في الضفة الغربية والقدس.
وتزعم أن تلك الفترة التي أعقبت انتهاء الحرب؛ شهدت تجهيز صواريخ على نطاق واسع والإظهار أن بإمكانها استخدام إطلاق الصواريخ لتعزيز موقعها "كحارس" للمسجد الأقصى في القدس ولتعزيز موقعها في لبنان ومناطق أخرى.
وأشارت إلى أن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صلاح العاروري يرأس المقر المخصص لإطلاق العمليات من الضفة الغربية، ويعمل من لبنان ومن تركيا للإشراف على تلك الهجمات في الضفة الغربية".
وحذرت من أن "حماس تعمل وفق تقييم مخطط لها؛ لكنها في بعض الأحيان تشدّ الحبل أكثر من اللازم وهذا يمكن أن يؤدي إلى تصعيد غير منضبط".

واختتمت بالقول إن حماس احتفلت في ديسمبر بالذكرى الرابعة والثلاثين لتأسيسها، مشيرةً إلى أن إحياءها هذا العام أُقيم على خلفية الوضع الأمني المتصاعد في القدس والضفة الغربية.
ومع ذلك، وبحسب تقدير الهيئة، فإن التنسيق الأمني المستمر القائم بين الجيش والشاباك من ناحية، والأجهزة الأمنية الفلسطينية من ناحية أخرى يُسهم في منع استمرار الهجمات.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]