نعم، قد تتلعثم الكلمات عندما يكون الحديث عن عملاق الأدب والشعر، وله بصمات واضحة وأكيدة في إثراء الحركة الأدبية والثقافية، إنسان بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، تفوح ثنايا حروفه شذا، عطرا، ورونقًا، وروح إنسانية سامية يعبد ويعشق مداعبة كل حرف وكلمة.
قيل: أنا لم أولد ولا أحيا لأكتب، بل أكتب لأزداد حياة وحيوية والمعادلة هنا تختلف، فهو يهوى الكتابة لأن حياة واحدة لا تكفيه والكتابة هي حياته الثانية.
والكلام يدور عن الكاتب والشاعر الكرملي، الشّامخ الغني عن التعريف الزّميل فهيم أبو ركن، الذي أصدر كتابه الثاني عشر "سادن الروح"، وقد استهل الكاتب نتاجه الجديد بعنوان "إضاءة على "شعروسية"، وفيه يقول:
"المبدع دائما يبحث عن الجديد في الفكرة في المضمون والتعبير وفي الأسلوب وفي الشكل أيضا، والمفكر يبحث عن المعاني الجديدة عن الأفكار العميقة، وحين يلتقي الإبداع بالفكر ينتج عمل جديد جدير مغاير" .
وعندما تشرق شمس الصدق والإخلاص في داخلنا يظهر الجانب الإنساني في إنتاجنا وأعمالنا، وهذا هو الحال في هذا العمل الإبداعي والراقي الحديث، وقد دمج، من ناحية الشكل والرؤيا الفكرية والرؤية البنيوية، بين ثلاثة أساليب؛
الشعر المنثور المعتمد على الموسيقى الداخلية وعلى المحسنات البديعية مثل الطباق السجع والجناس بأنواعها المختلفة والمتنوعة.
الرواية بتقنياتها السردية المختلفة وخيوط حبكتها وتسلسل أحداثها - المسرحية بحركاتها الدرامية بحوارياتها وعنصر التسويق المشترك مع عناصر الرواية، وهو يعبر من خلالها عن آرائه في أمور فكرية وحياتية شائكة.
بهذا المقام، أسمح لنفسي، وبكل ثقة وبحق، أن أقول الكرملي أبو ركن اسم على مسمى "فهيم وركن"، كاتب وشاعر عملاق على أعلى وأرقى المستويات.
تتسم كتاباته العذبة بالجمالية التعبيرية النادرة، مكللة بإيقاع عذب جذاب ورونق وقدرة على ابتكار مشهد تصويري وحوار فكري عميق إذ يغوص في عوالم الذات الإنسانية المبنية على الحكمة والتجربة، ومخاطبته مجتمعه بكل مركباته وتسليط الضوء على مشاكله أحلامه وطموحاته التي تعجز الأقلام عن وصفها تقييمها وفك شيفرتها، وقد أكد ما تقدم الناقد والباحث صالح أحمد كناعنة، إذ يقول:
"أمام هذا الزخم الفكري يضعنا كاتبنا المخضرم في مسرحية شعرية صيغت بدقة وإبداع
تعبيري ورقي فكري في أسلوب جدلي آسر استحضر فيه روح سقراط، الفيلسوف المعلم ليجعله "قناعا" و "واجهة" تاريخية فكرية يسكب من خلالها فكره وينشر رسالته في جو روحاني فلسفي جدلي راق بديع ومميز ".
أما الدكتور منير توما، فيقول:
"يعتبر هذا العمل الأدبي عملا أدبيا فريدا من نوعه من حيث كونه إبداعا مستحدثا كمزيج من الشعر والرواية والمسرحية، أسلوبا وتقنية وهو بالتالي ينم عن فكرة يلعب فيها التناقض دورا لافتا بكون هذا العمل اليچوريا "أمثولة كنانية"
وللخلاصة أصر على ما لقبت كاتبنا الشامخ أنه أشبه ببركان صامت يخفي في جوفه المفاجئات والكنوز الدفينة والقيمة في كل فترة زمنية ينفجر هذا البركان الصامت ليكشف لنا هذه الأسرار والكنوز وها نحن نلمسها ونعيشها.
لك مني صدق أحاسيسي تقديري ومودتي التي لا حد وحدود لها، وكلنا أمل أن تتحفنا بمزيد من نتاجك الراقي والسامي.
[email protected]
أضف تعليق