المسجد الاقصى يتعرض لاقتحامات المستوطنين التي تتم تحت رعاية كاملة من حكومة التطرف الاسرائيلي ويمارسون سياسة تهويد باحات المسجد مما يتعارض مع الاتفاقيات الدولية ويشكل استفزازا لمشاعر العرب والمسلمين في جميع انحاء العالم حيث اقتحم 186 مستوطنا، باحات المسجد الأقصى المبارك، عبر مجموعات كبيرة وبمشاركة طلاب معاهد توراتية، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوسا تلمودية خاصة في المنطقة الشرقية من الحرم القدسي بحراسة مشددة من قوات الاحتلال ويمارس هؤلاء المتطرفين تحريضهم ضد المسجد الاقصى من خلال استخدام التحريض المباشر حيث تتم توجيه دعوات تحريضية بشكل صريح عبر مواقع التواصل تدعو إلى إزالة مسجد قبة الصخرة وبناء الهيكل المزعوم مكانه .
وتأتي هذه الاقتحامات في خامس أيام عيد الأنوار" العبري أو "الحانوكاه" الذي يرمز إلى إعادة تدشين ما يسمى المذبح في "الهيكل" المزعوم ونفذ المستوطنين الاقتحام من باب المغاربة بحراسة مشددة من قوات الاحتلال .
وكانت ما تسمى "جماعات الهيكل"، دعت لتكثيف الاقتحامات المركزية والجماعية للأقصى، برفقة كبار الحاخامات وتنظيم محاضرات واقتحامات احتفالية، وصلوات ومحاولات لإدخال شمعدان "الحانوكاه" ولتسهيل اقتحامات المستوطنين، فرضت قوات الاحتلال إجراءات عسكرية مشددة وتضييقات، في مدينة القدس عموما ومحيطُ البلدة القديمة والمسجد الأقصى على وجه الخصوص وقامت قوات الاحتلال بإغلاق باب المغاربة بعد اقتحام المستوطنين .
ويمارس الاحتلال حملات اعتقال كبيرة خلال الفترة الماضية في الأحياء المحيطة بالمسجد الأقصى، إذ وصل عدد المعتقلين إلى أكثر من 1500 مقدسي، وكذلك احتجز الاحتلال هويات من تواجدن من النساء، وربما يصل الأمر بعد ذلك إلى إصدار أوامر بإبعاد أعداد من المرابطين والمرابطات في الأقصى، لتأمين اقتحام المتطرفين والمستوطنين ويسعى الاحتلال لتحقيق تلك الأهداف من خلال استخدام الاساليب والوسائل القمعية وعدوانه الغاشم عبر إدخال أعداد كبيرة من المتطرفين واقتحام المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال، ومساعدتهم على استفزاز المرابطين وأداء صلوات تلمودية، بالإضافة إلى نزع السيادة من الأوقاف الإسلامية في القدس وفرض السيطرة على كل ما في داخل المسجد الأقصى ضمن سياسة تهويد باحات المسجد الاقصى والمؤسسات التابعة له .
ويهدف الاحتلال إلى الاستفراد بالقدس والمقدسات الإسلامية ومحاولة نزع بعض مكاسب المقاومة الوطنية في القدس التي تحققت مؤخرا ويريد الاحتلال كذلك أن تعود الأمور إلى نقطة البداية واستمرار الاعتداء على المقدسات وإدخال المتطرفين داخل المسجد الأقصى تمهيدا لتهويد المسجد الاقصى وتدمير اي مقومات للصمود الفلسطيني .
وفى ظل استمرار تلك السياسة القائمة على ممارسة التهويد لا بد من وقفة عربية لإعادة السيادة للأوقاف الإسلامية مع اهمية تجسيد الوصايا الاردنية الهاشمية وتعزيز دورها المتكامل في حماية المسجد الاقصى ودعم الصمود الفلسطيني خصوصا فيما يخص الأقصى حتى لا يحقق الاحتلال أهدافه في إعادة الأمور إلى نقطة الصفر مرة أخرى وفرض واقع يهدف الي تهويد القدس .
ويشكل دعم حكومة الاحتلال لهذه السياسة التهويدية البداية الحقيقية للعدوان الصارخ والخطير لفرض السيطرة الاسرائيلية وخطوة على طريق التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى من اجل تهويده والسيطرة الكلية عليه مما يشكل موقفا بإعلان حرب على الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية، وتعد هذه الاقتحامات انتهاكا خطيرا للوضع التاريخي والقانوني في المسجد الأقصى وبالرغم من كل هذه المؤامرات سيبقي الشعب الفلسطيني المرابط موحدا من اجل مواجهة محاولات المساس بالأقصى بكل قوة وثبات .
[email protected]
أضف تعليق