حمّل المجتمع العربي في اسرائيل، جهاز الشرطة، المسؤولية الكاملة بخصوص تفشّي العنف والجريمة في ام الفحم والبلدان العربية بأسرها.

وجاء ذلك بعد جريمة القتل التي وقعت في ام الفحم، اليوم، وراح ضحيتها محمد حمزة برغل.

وودعت ام الفحم خلال هذا العام، 9 من ابناءها بسبب آفة العنف والجريمة.

وقال مؤسس مركز "أمان لمجتمع امن"- الشيخ كامل ريان لبكرا: الجريمة التاسعة في ام الفحم منذ بداية العام امر مؤلم ومؤسف ومحزن جدا يتطلب النظر من جديد في جميع الحلول التي اقترحت لغاية الان.

وتابع: لا املك ما اضيف عما تحدثت به سابقا الا وهو لا بد من اعادة تنظيم المجتمع من جديد على نطاق الشوارع والاحياء وان نعود لانفسنا من جديد لاعادة ترميم منظومة القيم التي نشأنا عليها.

واختتم حديثه: المنظومة في مراحل تفكك مذهله ومخيفة لان كل مظاهر القتل والعنف والاحتراف ما هي الا نتائج لكسر كبير حل في المجتمع الا وهو حب النفس والذات والشخصانية والابتعاد عن ان القيم الجماعية والاجتماعية التي ساهمت في الحفاظ على النسيج المجتمعي الذي كنا نستظل به ويحمينا من كل البوائق والشرور التي تم تسريبها وتصديرها لمجتمعنا الذي كان أمناً يوما ما.

مقلق جدا 

وبدوره، قال د. ثابت أبو راس لبكرا: استمرار حالات العنف والاجرام في مدينة ام الفحم مقلق جدا ، مع حادثة القتل الاخيرة والتاسعة في هذه المدينة اصبحت ام الفحم تقف على راس البلدات الاكثر اجراما في اسرائيل. هذا الامر لا يليق بهذه المدينة ذات الوجه الوطني والصرح السياسي والتي علمت جماهيرنا الكفاح ضد سياسات التميز في البلاد.

وتابع: نستطيع الاستمرار باتهام الدوله وسياساتها التميزيه وكذلك الشرطة وتقصيرها، لكن لا شك ان المجتمع الفحماوي معافى وبالرغم من هذه الجرائم وقادر على مكافحتها من خلال مبادرات محلية.

وأنهى حديثه: 40% من ضحايا الاجرام في مجتمعنا هم ضحايا خلافات ونزاعات عائلية وبالامكان العمل على حلها.هذا لا يمنعنا من الضغط اكثر على الشرطة بالقيام بواجبها بجمع السلاح ومكافحة الجريمة في مجتمعنا.

جلد مجتمع 

ومن جانبها، قالت الناشطة زهرية عزب لبكرا: اصبحت الأمور صعبة وأصعب من أي كلام او أي مضمون، لا أريد ان اجلد مجتمعا ينزف ولا ان احاسب حكومات لا نعني لها شيئًا سوى اننا عبئًا يشكل خطر على وجودها فجف الحبر وسقطت الاقلام.

ومن ناحيته، قال امير الطائفة الاحمدية في البلاد - الشيخ محمد شريف عودة لبكرا: تماماً كما كانت القبائل العربية قبل الإسلام تتقاتل لأتفه الأسباب. لماذا صرنا نستخفُّ بالدماء كما لو أننا نذبح دجاجة لا إنسانا، أين أصبحنا اليوم من أخلاق وصفات المسلم التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: ((الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ)). البخاري: كتاب الايمان.

لماذا أخذت الصفاتُ الإنسانية النبيلة، كالمؤاساة والتراحم والإنصاف والتواضع، تتلاشى في مجتمعاتنا يومًا بعد يوم، بحيث أوشكت أن تندثر فيها نهائيًّا. ولماذا صارت أخلاقنا متردية إلى درك سحيق من الأحقاد والكراهية؟.

وتابع: الحق أننا اليوم نفتقد كثيرا من قوة الروح الاجتماعية والتربوية والدينية الصحيحة حتى نكبح جماح أنانيتنا ونخمد ثوائر نفوسنا الملتهبة وقبل هذا كله نحن بحاجة إلى مصلح رباني يشخّص أسقامنا حتى نستعيد عافيتنا في الأسرة وفي المدرسة وفي الحياة العامة. ولعل من أبرز أسباب هذه القسوة والهمجية والغلظة مثل هذه القصص الخرافية والنظريات الباطلة التي أصّلها بعض الفقهاء حول قتل تارك الصلاة وغيرها من شعائر الدين ، وكذلك الفهم الخاطيء لبعض الأحاديث النبوية مثل حديث " أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ يعني نقاتل الناس عن بكرة أبيهم إكراها وجبرا على الدين ، وكذلك مواعظ الحض على الجهاد (بمفهومه العدواني الخاطئ) وقصص وروايات أخرى تُصَبّ في مسامع شبابنا وتُرسَّخ في قلوبهم منذ طفولتهم؛ الأمر الذي يجرفهم شيئًا فشيئًا إلى الجفاف الخُلقي والقسوة والعدوانية، حتى إن قلوبهم لم تعد تشعر ببشاعة هذه الأعمال المنكرة.

وأوضح: إننا اليوم أحوج ما نكون إلى ترسيخ خلق المواساة في نفوسنا ونفوس أبنائنا و إلى الكف عن العنف اللفظي بين بعضنا البعض حتى ولو كنا على الحق ، كما يفعل ويتصرف السياسيون اليوم ، مثل تخوين الاخر وكانه يحمل الحق المطلق وأن لا نرد الحماقة بالحماقة ولا نرد السيئة بالسيئة ونبتعد كل البعد عن النقاشات والجدالات العقيمة التي تقسّي القلب.

وأردف: إن خطابنا السياسي والاجتماعي والديني لابد وأن يتحلّى بالأناة والحكمة وليس بإذكاء الثوائر والنّعرات أيا كان نوعها ومبررها. وعلينا أن نتعلم أن لا نسأل حقوقنا فقط بل نفكر بواجبنا اتجاه أسرنا ومجتمعنا وأمتنا وديننا. فقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:[ إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا للهِ إلاَّ أَبْدَلَكَ اللهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ]

وعن سبل الحد من العنف والجريمة، قال: ونبتعد عن جملة من المعاملات التي تقسي القلب تجاه الآخرين مثل التعامل الربوي فالمرابي يصبح وحشاً منهوما من أجل المكسب المالي ، ويصير مجنونا كالذي يتخبطه الشيطان من المس ، وقد كان التعامل بالربا ومازال وراء كل المصائب من خصومات وإفلاس وعنف وقتل وخسائر.إخواني الكرام ..لا شيء يضيء هذا السبيل الآمن الذي يحقق السلام الاجتماعي سوى طهارة النفس وسمو الروح، فإنْ طَهُرتْ النفس أضاء القلب وبدد نوره ظلام الكراهية، وسالك هذا السبيل لو أصابه الشرّ لم يكن جزوعاً ولو أصابه الخير كان معطاءا ولم يكن منوعا ، فهو دوما في حفظ الله تعالى يأوي إلى ركن ركين من المهالك والشرور. فليعلم شبابنا وأبناؤنا أن القوة الحقيقية هي قوة ضبط النفس وعدم الانسياق خلف ثوائرها ورغباتها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]