بقلم : سري القدوة
ياسر عرفات يشكل حضارة شعب ومعانى كفاح وعنوان للدولة الفلسطينية وتتناقل فكرته وتجربته ومراحل كفاحه بين الاجيال فهو الميراث الوطني الذي يوحد الشعب الفلسطيني ويجسد فكرة الانتصار الحتمي في احد اهم محطات التاريخ الفلسطيني ليكتب صفحات الانتصار لتكون خالدة للأجيال القادمة عبر التاريخ، فهو لم يكن مجرد انسان بل كان حضوره بمثابة التفكير الذي جمع بين الزمان والتكوين الفلسطيني في لحظات حتمت على الشعب الفلسطيني اعلان ميلاد الثورة الفلسطينية المعاصرة ليتنقل بين محطات الكفاح الطويلة والشاقة وصولا الى ارض الوطن ولتكون كلماته الاخيرة نبراسا وطنيا خلال النداء الذي اطلقه وهو محاصر في المقاطعة عندما قال يريدوني قتيلا وانأ اقول لهم شهيدا شهيدا وليسجل ملحمة الانتصار ويحلق في سماء فلسطين مودعا شعبه ويرقد بسلام وليكون موحدا للشعب الفلسطيني في اهم مراحل ومفاصل التكوين الوطني .
الزعيم ياسر عرفات رمزا للثورة الفلسطينية المعاصرة وحركة التحرر العربية والعالمية، خاض نضالا شرسا في فلسطين وعاش من اجل شعبه وقضايا الحرية والاستقلال مقاوما للاحتلال، وماضيا بالثورة حتى النصر والعودة والتحرير وتنقل بين الدبلوماسية والعمل السياسي والكفاح، تاركا تاريخا لا يمكن لأحد أن يسجله بصفحات أو بكلمات فهو اكبر من كل المواقف والعبارات لأنه صنع التاريخ وكتب بدمه تاريخ شعبه عبر ملحمة أسطورية عملاقة وحكاية شعب لم ولن تنتهي .
ذكرى استشهاد الزعيم ياسر عرفات رمز الوطنية والحرية الفلسطينية تشكل بالنسبة لشعب فلسطين مسيرة النضال الطويل التي قادها مفجر الثورة من الكفاح ضد اعتى قوى غاشمة وأشرس احتلال مما حوله الى رمز عالمي للثورة والدفاع عن الحقوق المغتصبة ولا نملك الا ان نوجه رسالة في ذكراه بأننا ماضون على العهد وسائرون على الدرب ومتمسكون بالثوابت ومحافظون على الارث الكفاحي والوطني للزعيم الخالد ياسر عرفات، وان ذكرى رحيله تحمل في طياتها معاني كبيرة في نفوس الأحرار وامتنا العربية والإسلامية لأنها مصدر إلهام لشحذ الهمم بما تحمله من سجل حافل بالعطاء الوطني ومنهجا للأجيال ومنارة تضيء دروب الحرية التي لا تعرف المستحيل، فالشهيد القائد الرمز ياسر عرفات رحل بجسده لكنه باق وخالد في وجدان الشعب الفلسطيني الذي لن ينساه أبد الدهر وعلى دربه ماضون من اجل اقامة الدولة الفلسطينية .
ياسر عرفات الفكرة والإنسان والثورة، صانع الحلم الفلسطيني والأمل والحياة والحب والدفىء والمنفي والعودة وغصن الزيتون والبندقية والطلقة الأولي وأزيز الرصاص في بيروت وملامح الثورة في غزة وبقايا الحلم القادم بالضفة إنه الياسر ميلاد ثورة الفاتح من يناير التاريخ الذي كتب تاريخ فلسطين بأحرف من نور، انه الفكرة والواقع واللغة والكلمات والإحساس بالنصر القادم رغم مذاق المرارة التي نشعر فيها الآن، عندما تتلمسه واقعا وتفكر في عمق التكوين الازلي تجد معاني الياسر تكتمل أمامك لتقول نحن شعب لا يعرف الهزيمة وسننطلق من جديد، وان الياسر لم يرحل وباقي فينا ويعيش معنا وعلى دربه باقون .
في ذكرى رحيل الشهيد ياسر عرفات يتجدد العهد على مواصلة التضحية والنضال حتى النصر وأننا نلتقى مجددا للتذكير بسيرته الخالدة سيرة الثائر العظيم الذي شارك في كل مراحل الثورة الفلسطينية ورسم تاريخ فلسطين المشرق لتحمل وصيته الاجيال وتتوارثها من اجل الاستمرار بالكفاح لنيل الحرية وتقرير المصير فهو الذي كان يقول في كل مرة "حتما سننتصر طال الزمن او قصر".
[email protected]
أضف تعليق