أكد عدد من طلبة الداخل الفلسطيني، الذين يدرسون في جامعة القدس في أبو ديس، على شعورهم بالخوف والخطر.
وجاء ذلك بعد الحادثة التي حصلت من اعتداء على سيارات للطلاب من قبل مسلحين من السواحرة المجاورة للجامعة.
وناشد الطلاب، المسؤولين بحمايتهم من الانفلات الامني هناك.
وقال طالب الطب البشري - جمال شاكر بلعوم لبكرا: نحن طلبة جامعة القدس نُبدي إستياءنا من الاعتداء الذي قام به مجموعة من المقنعين ونعترض أشدّ اعتراض على طريقتهم الغير مقبولة للتعبير عن رأيهم وإيصال مطالبهم للجامعة، فلا حق يُشرعن هذه الطريقة وسبيل المطالبة في أيّ حق، ايًا كان. فهذه الطريقة المرفوضة أدّت الى قلق الطلاب وشعورهم بالخطر خلال كونهم في حرم الجامعة فنتيجة هذه الأعمال إضطر بعض الطلاب للإنسحاب و"النفاذ بمصيرهم المجهول" من الجامعة في ذاك الوقت وعدم إكمال محاضراتهم خوفا على أنفسهم.
وتابع: بلّ وتوجه أيضًا بعض الطلاب للتأكيد بعدم حضورهم الى الجامعة بالأيّام القادمة بعد ان مرّوا بمثل هذا الحدث المريب.
وأردف بلعوم: وهنا تأتي الأسئلة: لماذا يجب على الطلاب ان يتواجدوا في محيط جامعتهم وسط شعور بالقلق والخوف؟ هل يجب أن يطالبوا لمن يحميهم وسط مرورهم مشوارهم التعليمي؟ هل تواجد مسلّحين مجهولين مقبول أصلًا؟
وأوضح: الإجابة على هذه الاسئلة تكمن في التشديد الأمني والعمل بشكل جذري على عدم تكرار مثل هذه المشاهد مستقبلًا.
واختتم حديثه: وعلى هذا الاساس؛ فإننا، طلاب جامعة القدس، نتجّه بأنفس متأملة ونناشد جميع الدوائر المخوّلة المسؤولة لوضع حدّ لهذا التضعضع والانفلات الأمني الذي تواجهه مؤسسة تعليمية بالمكانة والمسؤولية الموضوعة على عاتقها ونطالب بتحقيق أقل الحقوق الإنسانيّة الطبيعيّة ألّا وهو الحفاظ على سلامة الطلاب وأمانهم.
لا زلت أشعر بأمان
وبدورها، قالت طالبة جامعية في السنة الاولى (رفضت الكشف عن اسمها حفاظا على حياتها) لبكرا: كنت وما زلت اشعر بأمان داخل جامعتي، أحضر محاضراتي استمتع بمختلف أروقة الجامعة مع اصدقائي ودكاترتي، أتلقى المعلومات اللازمة بأفضل الطرق وأستمتع في كل يوم امضيه داخلها، لكن ما حدث البارحة من عنف وانتهاك لخصوصية وأمن الجامعة وللطلبة وممتلكاتها لم أعهده منذ دخولي إلى الجامعة وانضمامي اليها.
وتابعت: أعتقد أنه ما حدث البارحة لم يؤثر علينا كطلبة الداخل فقط إنما أثر على كل طالب كان متواجدًا داخل حرم الجامعة وسمع دوي الرصاص. يؤسفني انتهاك ممتلكات جامعتي اضافة الى ممتلكات الطلبة، عدم الأمان الذي لم نشهده سابقا أدى الى الاضراب من قبلنا كطلاب وتعليق الدوام مع عدم التواجد في حرم الجامعة وتأجيل الامتحانات إلى حين عودة الأمان والأمن الذي شهدناهما داخل حرم جامعتنا.
وأنهت حديثها: نحن كطلاب جامعة القدس وكطلاب الداخل نستنكر الحدث الذي جرى ونطالب ادارة الجامعة والجهات المختصة منع أي تطاول أو انتهاك من المرجح أن يحدث مستقبلًا ونطالب إنهاء هذه الحالة واعادة الأمان للمجتمع الجامعي.
الشعور بالخطر
وقالت طالبة طب الاسنان - نمارق اغباريّة لبكرا: ان تكون في محاضرتك او في ارجاء الجامعة وتسمع صوت الرصاص يترنم حولك هل ستشعر في الخطر؟ لا اعلم ما معنى هذا السؤال في هذا الوضع ولكن في اغلب الاحيان بالفعل لا نشعر بالخطر لأننا يوميًا نذهب بالجامعة مشيًا او في المواصلات ولا نشعر بأي نابع للخطر ولكن ذلك اليوم لم يكن نعيمًا وأمان.
وتابعت: الانفلات الأمني كان واضحًا في ابو ديس منذ تخلي السلطة عن التدخل الأمني فيها وعدم تدخل اسرائيل في شؤونها ولا تعدها منطقة ذات شؤون فنحن نرى انه لا يوجد شرطة او جهات امنية في شوراعها او في انحاء الجامعة لا نرى سوى اجهزة الامن التابعة للجامعة التي اقصى مجهودها هو ادخال السيارات للموظفين في الجامعة.
وزادت: بالطبع نحتاج جهات امنية رسمية قادرة على اعطاء حيز امن للطلابالمطالب تتعدد ولكن في وقتنا الحالي هو كطالب فلسطيني دون التقسيم أننا يحق لنا الخروج من بيوتنا سالمين ونتجول ونمشي على اقدامنا او في المواصلات الي الجامعة او حتى في بلدة ابو ديس وأرجائها ونحن شاعرين في الأمان ونرجع الى بيوتنا سالمين وفي نهاية الاسبوع عندما نرجع الى بلداننا في الداخل المتحل اشعر انه لا فرق بين بيتي هنا وبيتي في ابو ديس.
وأنهت كلامها: والجدير بالذكر ان اهل ابو ديس الذين تعاملنا معهن منذ سنة واكثر وهم اهل للكرم ومستعدين ان يساعدوا الطلاب لاخر رمق فمن تجربة في هذه البلدة اننا نحب اهلها ولكن اكيد كل مجتمع لا يخلوا من الجزء السيء.
بيان الجامعة
وقالت جامعة القدس في بيان وزعته على وسائل الاعلام:تستنكر أسرة جامعة القدس بأشد العبارات الاعتداء الذي وقع على مداخلها من قبل مجموعة من المقنعين، وطال بالتكسير واطلاق النار عدد من السيارات التي تعود ملكيتها لعاملين وطلبة وضيوف للجامعة، إضافة الى حالة الذعر الذي تسبب به هذا المشهد من الفلتان الأمني الذي لم يعتده اي مجتمع جامعي ولم تعتده المنطقة التي لطالما تميزت بترابطها وتكاملها مع الجامعة.
وجاء في البيان: في هذا الإطار، فإن مجلس جامعة القدس يناشد فخامة الرئيس حفظه الله، المدافع الأول عن القدس بكافة مكوناتها، بالإيعاز لجهات الاختصاص كافة، على رأسها الحكومة ووزارة الداخلية، والأجهزة الأمنية، لوضع حد لهذا التطاول والانتهاك الذي تتعرض له المؤسسة الوطنية الأكبر في العاصمة القدس، كما وتناشد محافظة القدس وكافة القوى والفعاليات الرسمية والشعبية في القدس عامة وفي المجتمع المحلي خاصة، إنهاء هذه الحالة، واعادة الأمان للمجتمع الجامعي والمحلي.
وأشارت الجامعة الى ان: وفي هذا الصدد، تعلن جامعة القدس عن تعليق الدوام فيها مع عدم التواجد في كافة مرافق الجامعة، ويشمل التعليق المحاضرات والمختبرات والامتحانات، وذلك الى ان يتم استعادة الأمان في محيط الجامعة، وحمايتها من الانتهاك الذي تتعرض له، ومحاسبة الضالعين في هذه التعديات.
[email protected]
أضف تعليق