بقلم : سري القدوة
ما يشهده المسجد الأقصى المبارك من استباحة خطيرة وغير مسبوقة من قبل المتطرفين المستوطنين وتنظيم اقتحامهم وتنفيذ اعمال استفزازية وأداء طقوس تلمودية بحماية شرطة الاحتلال وبغطاء ساسي من حكومة التحالف العنصري الاسرائيلي يشكل خطورة بالغة في ظل استمرار العبث والتخريب واللعب بالنار كونه لا يمكن القبول او التسليم لهؤلاء المارقين العبث بتلك الحضارة الراسخة والتي شهدتها الاجيال المتعاقبة في جو من التوحد والإخوة المسحية الاسلامية والتي تجسدت عبر التاريخ في القدس وكانت شوارع وأزقة القدس وكنيسة القيامة شواهد حية على هذا التاريخ وتلك الحضارة الراسخة جذورها في اعماق الارض الفلسطينية .
هذه الانتهاكات وما تحمله من مؤشرات تعد تأكيدا خطيرا على وجود مخطط لدى المؤسسة الاسرائيلية لمواصلة انتهاك الوضع الديني والقانوني والتاريخي القائم في المسجد الأقصى وفرض واقع جديد يمكن المستوطنين من ممارسة طقوسهم الدينية في المسجد بشكل رسمي وعلني مسخرين القضاء الاسرائيلي لخدمتهم حيث اصدرت محكمة إسرائيلية قرارا أيدت فيه قرارا سابقا صدر في عام 1978 لا يعتبر الصلاة الصامتة لليهود في المسجد الأقصى جريمة .
ويشكل هذا القرار الذي يمنح المتطرفين حقا في أداء الصلوات في باحات المسجد الأقصى خطورة بالغة على الوضع القانوني للمسجد الاقصى والوصايا الهاشمية الاردنية ويعد القرار باطل ومنعدم الأثر القانوني حسب القانون الدولي الذي لا يعترف بسلطة القضاء الإسرائيلي على الأراضي المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية كونه يشكل خرقا فاضحا لقرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقدس ومنها قرارات مجلس الأمن التي تؤكد جميعها على ضرورة الحفاظ على وضع المدينة المُقدسة.
ويعتبر هذا القرار انتهاكا خطيراً للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك وقرارات منظمة اليونسكو وأن المسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف بكامل مساحته وباحاته البالغة 144 دونماً هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة كافة شؤون الحرم وتنظيم الدخول والخروج منه.
على العالم اجمع ان يدرك الحقائق ومتابعة ما يجري في فلسطين واتخاذ المواقف التي من شئنها تعزيز صمود الشعب الفلسطيني على ارضه المقدسة من خلال وحدة التاريخ والهدف والمشترك وخاصة بين المسلمين والمسحيين الذين يشكلون العمق الوطني والمساند الاكبر للشعب الفلسطيني لوضع حد لهذه الممارسات المنافية للقيم الاخلاقية والدينية وان ما يجري على أرض فلسطين وخاصة في القدس المسجد الأقصى المبارك وفي (كنيسة) القيامة لا يمكن استمرار الصمت عليه فهذه المعركة هي معركة الاحرار في العالم وهي تعبير عن وحدة الاخوة الفلسطينية المسيحية والتي يجب ان تنطلق اكبر حملة دولية للدفاع عن الحقوق التاريخية وعن القيم الدينية الاسلامية والمسحية والتعبير عن رفضها اقحام الاحتلال وتسييس المسجد الاقصى ضمن المخطط التهويدي للقدس .
الانتهاكات والتعديات الإسرائيلية على ابناء الشعب الفلسطيني وخاصة في القدس مرفوضة قانونيا ودوليا ولا بد من المجتمع الدولي التدخل لوضع حد لهذه السياسة الخطيرة التي تستهدف المسجد الاقصى وتهويده والتي ستقود العالم الي حرب دينية ستشعل المنطقة بأسرها وبشكل يصعب معه التنبؤ بنتائجها ويعد نهج حكومة الاحتلال عدوان صارخ على المسجد الأقصى المبارك وإعلان واضح لحرب تتجاوز الحقوق السياسية وما يجري هو حرب تستهدف الدين والمقدسات وتهويد المسجد الأقصى والذي يعد عبث بكل القيم الاخلاقية والحقوق الفلسطينية .
[email protected]
أضف تعليق