أعلنت جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، وميديكلينيك الشرق الأوسط، نجاح أولى عمليات تبرع بالكلى في الدولة بواسطة الروبوت لمريضين في ميديكلينيك مستشفى المدينة بدبي، في إنجاز جديد يعزز مكانة دبي في مجال الابتكار الطبي واكتشاف حلول مبتكرة لمواجهة التحديات الصحية في المستقبل باستخدام أحدث التقنيات.
وأوضحت أنه تم إجراء العمليتين الجراحيتين لاستئصال الكلى السليمة من متبرعين أحياء، واستمرت كل عملية نحو ثلاث ساعات، باستخدام أحدث منظومات «دافنشي» الجراحية التي تعتمد على أذرع روبوتية صغيرة تحاكي براعة يد الجراح الطبيعية.
وأكد المدير العام لهيئة الصحة في دبي، عوض صغير الكتبي، أن ما تم يُعد إنجازاً مهماً يضاف لرصيد إنجازات دولة الإمارات والنجاحات التي تحققها دبي في القطاع الصحي، الذي يشهد تطوراً لافتاً على مستوى سياساته وبروتوكولاته وأنظمة الرعاية الطبية بمختلف تخصصاتها.
وقال الكتبي إن القطاع الصحي في دبي والإمارات يماثل أكبر القطاعات الصحية تقدماً في العالم، وذلك مع توافر النخب الطبية والكوادر البشرية المتميزة، وأحدث التقنيات والحلول الذكية، إلى جانب توافر الخطط والرؤى المستقبلية والبرامج التطويرية، التي من شأنها زيادة قدراتنا التنافسية في هذا القطاع الحيوي.
وأضاف أنه «ليس غريباً في ظل التقدم الطبي الذي تشهده الإمارات أن يتم إنجاز مثل هذه العمليات الجراحية الدقيقة، التي أجريت باستخدام أفضل التقنيات»، معتبراً ذلك تحولاً مهماً من شأنه تأكيد ريادة المنظومة الصحية في الدولة وتعزيز حركة السياحة العلاجية إليها من مختلف أنحاء المنطقة والعالم.
وأفاد أستاذ مساعد في الجراحة في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، استشاري المسالك البولية وجرّاح زراعة الأعضاء عضو فريق زراعة الأعضاء في ميديكلينك، الدكتور فرهاد جناحي، بأن فريقاً من الجراحين أشرف على الذراع الروبوتية باستخدام وحدة تحكم مكّنتهم من استئصال كلية المتبرع عبر جروح صغيرة.
وأوضح أن الكلى تقع في الجزء الخلفي من تجويف البطن خلف الأمعاء، وهي مساحة صغيرة يصعب الوصول إليها، وتوفر أجهزة الذراع الروبوتية نطاق حركة أكبر نظراً لصغر حجم ذراع الروبوت بالمقارنة مع معصم الإنسان وتمتاز بحركة فعالة ودقيقة، ما يُعدّ أمراً مفيداً عند التعامل مع المناطق التشريحية العميقة، وتتميز بالسلامة والأمان، حيث تساعد الجروح الصغيرة مع التدخل الدقيق في تقليل الألم وإحداث الندب والتقليل من فرص إصابة الأمعاء، واختصار فترة المكوث في المستشفى وتسريع العودة إلى الحياة الطبيعية.
وأُجريت الجراحة لمريضين مقيمين في دبي، أحدهما يبلغ من العمر 42 عاماً، كان يخضع لغسيل الكلى بسبب قصور كلوي في مراحله المتقدمة، وتلقّى الكلية من شقيقه الأصغر الذي يعيش في دبي، والمريض الآخر يبلغ من العمر 32 عاماً، وتلقّى الكلية من ابن عمه الذي قدم إلى دبي للتبرع بكليته.
يُشار إلى أن تكاليف واحدة من العمليتين تم تغطيتها من خلال الحملة الرمضانية «تبرعكم حياة»، التي أطلقتها «الإمارات اليوم» بالتعاون مع دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، وجامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، في شهر رمضان الماضي لدعم مرضى الفشل الكلوي. ونجحت الحملة في جمع أكثر من 22 مليون درهم إماراتي لتغطية تكاليف عمليات الزراعة لـ38 مريضاً.
النهوض بمستوى الصحة
أفاد مدير جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، الدكتور عامر أحمد شريف، بأن رسالة الجامعة النهوض بمستوى الصحة في دبي ودولة الإمارات وخارجها من خلال الممارسات المبتكرة والرائدة.
وتابع: «نشعر بسعادة غامرة لمساهمتنا في منح هؤلاء الشباب حياةً جديدةً ونتمنى لهم التوفيق وتمام الصحة والعافية. هذه العمليات الجراحية تخفف بشكل كبير من معاناة المرضى وتحسن نوعية حياتهم، وهو ما ينسجم مع رؤية الجامعة في أن تصبح محوراً عالمياً لخدمة الإنسانية».
وقال الرئيس التنفيذي لشركة ميديكلينيك الشرق الأوسط، ديفيد هادلي، إن العمليتين الجراحيتين تشكلان علامة فارقة في عملية التطوير المستمر لبرنامج زراعة الكلى في دبي، ومن خلال دعم حكومة دبي وجامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، قطع البرنامج شوطاً كبيراً منذ إجراء أول عملية زراعة كلى في ميديكلينيك عام 2016.
[email protected]
أضف تعليق