في ذكرى المولد النبوي الشريف .. اعتذار من الرسول!

قاد الرسول، محمد ابن عبد الله الهاشمي، صلى الله عليه وآله وسلم، أعظم ثورة في التاريخ، وكانت بداية تسجيل التاريخ عند هجرته وأصحابه إلى يثرب، وبدء نشر الرسالة بالشكل المناسب، لينجح بتحريل العرب من قبائل متناحرة إلو أمة قوية.

مع حلول ذكرى المولد النبوي الشريف، أين أمة الرسول من ثورته ومفاهيمها؟ثار الرسول على #القبلية التي كانت مشرشة في عرب الجاهلية، وجاء بالآية الكريمة من عند ربّه "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، فما هو حالنا اليوم؟ تمزقنا القبلية والفئوية والطائفية أكثر من أي أمة أخرى، والمصيبة أننا عدنا لهذه العادات بعد وفاة الرسول بأقل من 50 عامًا، مع إقامة دولة بني أمية.

ثار الرسول على #الجهل، وكانت أول الرسائل التي جاء بها "إقرأ"، واليوم في عصر التطور والعولمة، نسبة الأمية في أمة الرسول العربية المسلمة تفوق الـ40% ، ضعف معدل الأمية في العالم، هذا قبل الحروبات الأخيرة وما تسببته من دمار مستقبلي لأجيال قادمة تشردت وتحطمت أحلامها.
ثار الرسول على #الغش والكذب والسرقة، وهو الذي كان يسمى بالصادق الأمين، واليوم يستشري الفساد في الأمة وتتربع دولنا العربية على رأس لائحة دول الفساد في العالم .

ثار الرسول على #الكراهية والتخوين والغاء الآخر، ونحن اليوم تقريبًا الأمة الوحيدة التي فيها من يلغي ويذبح من يختلفون معه فكريًا ودينيًا.
ثار الرسول الرسول على #قريش والجاهلية، لكنه بنفس الوقت حافظ على بعض عاداتهم الكريمة كالنخوة والكرم واحترام أشهر الحرم وغيرها، واليوم وبعد 14 قرنًا من مبعث الرسول، لا تحمل الأمة أي من صفات الرسول، ولا تحمل حتى صفات الجاهلية الجيدة.

في أمة تستخدم بمعظمها الدين للمظاهر فقط، ويتاجر كبار شيوخها بالدين وفق أهواء أسيادهم. في أمة عادت إلى كل العادات التي ثار ضدها الرسول، وبشكل أسوأ مما كان حتى. هل ما زلنا فعلًا على دين محمد؟ وكم اعتذار يستحق منا هذا الرسول الكريم الذي جاء ليتمم مكارم الأخلاق، وقد باتت أمته تفتقد لمعظم الأخلاق اليوم، إن لم يكن كلها؟

ثار الرسول على عادات قريش بالمتاجرة بقُدسية مكة المكرمة بالنسبة للعرب عبدة الأصنام، وتحقيق مآربهم الحياتية عبر هذه التجارة بالدين، واليوم، صارت تجارة الدين لدى المسلمين منهجا، فترى رجال دين، شيوخ، تجار دين، يستخدمون اما سلطتهم الدينية او ألسنتهم وحفظهم لبعض الايات والأحاديث والقصص والفتاوى، لخدمة مآرب سياسية وحياتية في أبشع صور استغلال الدين والمتاجرة به في العصر الحديث.

في هذه الذكرى، لا أعرف اذا كان علينا أن نتبادل التهاني ونقول كل عام وأنتم بخير، أو أن نقدم اعتذاراتنا للرسول على ما نفعله برسالته.
#آسفون.

#آسفون.