بقلم : سري القدوة
استمرار حكومة الاحتلال العسكري الاسرائيلي في سياسة الاستيطان والقتل والاعتقالات ومحاولة تغيير طابع الأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية في القدس والخليل لن تحقق له أطماعه التوسعية ولن تجلب له الأمن والاستقرار، وأن السبيل الوحيد للأمن والسلام للجميع هو فقط بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطين المحتلة العضو المراقب في الأمم المتحدة وفقاً لقرارها رقم 19/67 لعام 2012 والالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 وبقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، والتي أكدت جميعها على إنهاء الاحتلال وضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته والإسراع بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية عبر عقد مؤتمر دولي تحت مظلة الأمم المتحدة ومشاركة الرباعية الدولية وتوسيع هذه المشاركة عربيا ودوليا من قبل أطراف أخرى ووضع حد للغطرسة الإسرائيلية التي تتصرف وكأنها فوق القانون والمواثيق الدولية.
وفي ظل استمرار العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني لا يمكن ان يكون لنا قائمة او اعتبار بدون تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام ولا بد من العمل بسرعة لتعميق الحوار الوطني بين فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وتعزيز وحدتها وفق العمل الديمقراطي واحترام الرأي والرأي الآخر والالتزام بالحريات العامة وفقا للنظام والقانون والالتزام بالبرنامج الوطني الذي أقرته دورات المجلس الوطني المتعاقبة على طريق إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وحماية المشروع الوطني من محاولات التصفية التي بدأت تأخذ أشكالا مختلفة وبث روح الفرقة والإحباط والتضليل عبر الحرب النفسية والإعلامية الممنهجة ونشر الإشاعات الكاذبة وتشويه الحقائق .
كما نستغرب تجاهل اجراء انتخابات الهيئات المحلية في المحافظات الجنوبية التي تأجلت بسبب قرار إجراء الانتخابات التشريعية والتي تقرر تأجيلها لحين انتزاع إجرائها في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي مقدمتها القدس دون أية عراقيل من جانب الاحتلال الإسرائيلي ولا بد من إجراء الانتخابات للنقابات والمنظمات الشعبية في كافة المحافظات الشمالية والجنوبية واستكمالها على حد سواء حتى تكون أكثر قدرة على تحمل مسؤولياتها تجاه حماية المشروع الوطني وإنجازه ومساهمتها في التكامل التنموي المجتمعي .
وفي ظل غياب الوحدة الوطنية بات موضوع اعادة اعمار قطاع غزة يتراوح مكانه ولا احد يدرك خطورة ما يجري من جراء ترك هذا الملف وازدياد معاناة ابناء الشعب الفلسطيني وخاصة مع حلول فصل الشتاء وحاجتهم الماسة الى اعمار منازلهم التى دمرتها الحروب المتسارعة فلا بد من تحمل المسؤولية من قبل الجميع مع استمرار الجهود من أجل البدء بإعادة إعمار قطاع غزة وفك الحصار الظالم المفروض على أهلنا بالتعاون والتنسيق مع الأشقاء في جمهورية مصر العربية والدول المانحة لإنهاء معاناة أهلنا وخاصة الذين دمرت منازلهم جراء العدوان الإسرائيلي الأخير .
لقد حان الوقت لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة وان تأخذ دورها وإعطاء معنى للمبادئ والقرارات الهامة المتعلقة بالشعب الفلسطيني وتقرير مصيره من خلال دعم تحقيق المحكمة الجنائية الدولية في الجرائم الاسرائيلية كخطوة حاسمة نحو تحقيق العدالة للضحايا وإنصاف الأبرياء ولا بد من الدبلوماسية الفلسطينية والعربية العمل على حث دول العالم على الاعتراف بالحقوق الفلسطينية واستثمار الجهود الدولية لوقف كل اشكال الاحتلال والممارسات الاسرائيلية القمعية بداخل الاراضي الفلسطينية المحتلة وتوقف الاحتلال عن سياسة الاعتقال وهدم المنازل والتوسع الاستيطاني وعن حجز جثامين الشهداء الأبطال لأن احتجازهم يعتبر مخالفا للقوانين والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان .
[email protected]
أضف تعليق