رفض المجتمع الحيفاوي، جريمة القتل التي حصلت مؤخرا وحصدت روح حسام عثمان (24 عاما).
وقال أنيس ارملي من "شباب التغيير" في حيفا لبكرا: لمنع العنف يجب، يالاضافة الى وظيفة الشرطة، علينا كمجتمع: اقامة مراكز ونوادي شبيبية تعليمية وتربوية لتعزيز التعليم والثقافة وملء اوقات فراغ الشبيبة، تقديم المحاضرات لرفع الوعي خاصةً بمجال العنف، تعليم لامنهجي في مراكز الشبيبة، تقديم دورات وورشات عمل للتأهيل المهني للاندماج في سوق العمل.
واختتم حديثه: علينا توفير اماكن وفرص عمل.
مؤلم جدًا
وقال المحامي جورج شحادة لبكرا: مؤلم جدا ما يحصل في حيفا والمجتمع العربي بشكل عام من انتشار للجريمة والإجرام والانحراف السلوكي، ولست في هذا السطور القليل بصدد وضع خطة لمكافحة الجريمة أو لتفصيل الأساليب للحد من الجريمة في المجتمع، ولكن بات واضحا أن أداء الحكومة والشرطة المخولة لمكافحة الجريمة وتعاملهم مع هذه الأفة ومعاملة المجرمين، يفتقر للجدية فاساليبها بالية ولا تشكل رادع للناس وخصوصا شريحة الشباب وحدِهم من ارتكاب الجرائم إن كان بصورة مؤقتة أو دائمة بل بات مفضوحا وكأن لسان حالهم يقول ما دمنا نتحدث عن "العرب" ف"فخار يطبش بعضه" ! .
وتابع: هناك مختصون في عالم الجريمه والإجرام يدعون أن الجريمة جانباً محتوماً في المجتمعات غير المتكافئة وتوزيع الثروة والاختلافات الأخرى بين الناس ، فإذا كان هذا الكلام صحيحا وبإعتقادي هو كذلك فحتما هذا يقودنا إلى المسؤول الأول والأخير عن تفشي الجريمة والإجرام ألا وهي سياسات الحكومات المتعاقبة وسياسات التمييز اتجاه المجتمع العربي. ومن هنا كي نستطيع الحد من أفات العنف والجريمة والإجرام لا بد اولا وضع حد لسياسات التمييز وممارسات الحكومات ومخططاتها اتجاه المجتمع العربي في هذه البلاد.
واختتم حديثه: رغم ذلك، فإن المعركة ليست محسومة بعد لصالح مخططات السلطة، وهذا يؤكد أنّ على الجماهير العربية تفعيل ضغط شعبي واعتقد هذا سيكون له مردود إذا تواصل وتعزز، وذلك ليس اعتمادا على نوايا الشرطة أو الدولة وإنما لفرض واقع لا تستطيع فيه الأخيرة التهرب من الانصياع لإرادة الناس ضحايا هذه السياسات ولا من حالة الغليان القائمة والمهددة بالانفجار .
مأساة حقيقية
ومن ناحيته، قال القيادي في الحزب الشيوعي في حيفا - عصام زين الدين لبكرا: للاسف في المدة الأخيرة نحن شهود على مأساة حقيقية في حيفا شلال دم يجري في مدينتنا الحبيبة. في الشهر الاخير سقط ٣ شباب انس سليماني ومحمد فايز حمو والضحية الاخيرة حسام عثمان ونحن شهود على ازدياد ظواهر العنف وإطلاق النار وحل الخلافات باساليب بعيدة عن أخلاقنا وتربيتنا ويكثر استعمال السلاح الناري لفك النزاعات .
وزاد: إن سبب تفشي العنف بهذا الشكل تتحمل مسؤوليته السلطة ورجال حفظ الأمن حيث يقفون مكتوفي الأيادي ان لم نقل مشاركين بهذه الجرائم حيث انه لا تحرك ساكنا لملاحقة المجرمين الا عرض عضلاتها بصورة استعراضية وكلنا يعرف انهم لو أرادوا وضح حد لهذه الجرائم لقامت خلال فترة صغيرة بلم السلاح وملاحقة عائلات الاجرام الدخيلة على مجتمعنا وبلدنا .كنا قبل شهرين قد راينا همجية سلطات الأمن بملاحقة شبابنا واستعمال أساليب عنف واعتقال تعسفي لشبابنا ورميهم بزنازين الظلام .
اقوياء على أبناء شعبنا ومتسترين على عائلات الاجرام هل هذه صدفة ؟.
واختتم حديثه: لتتوحد الاطر الوطنية والاهلية ورجال الدين والتعليم وممثلينا في الكنيست والبلدية ولجان الأحياء وكل من يهمه مستقبل ابنائنا للدعوة لمؤتمر إنقاذ لحيفا ومجمعنا العربي الحيفاوي المشهود له بوطنيته ووعيه.
مجتمع جاهلي
وبدوره، قال امير الجماعة الاحمدية في البلاد - الشيخ محمد شريف عودة لبكرا: { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا } (النساء 94)جرائم القتل والغدر في المجتمعات العربية حقًا لقد صدقت يا رسول الله حين قلت بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء.
وتابع: نعم لقد أصبحنا مجتمعًا جاهليا نشرعن العنف والقتل كما كانت القبائل العربية قبل الإسلام تتقاتل لأتفه الأسباب واليوم يقتل بعضنا بعضا كما لو أننا نذبح دجاجة، كل ذلك بسبب أن سوءِ الخُلق وسوء الظن وقسوة القلب والجفاء، لآخذةٌ في الانتشار في معظم المجتمعات العربية؛ بينما أخذت الصفاتُ الإنسانية النبيلة، كالمؤاساة والتراحم والإنصاف والتواضع، تتلاشى فيهم يومًا بعد يوم، بحيث أوشكت أن تغادرهم نهائيًّا. وبسبب هذه القسوة والانحراف الخُلقي، نجد كثيرًا من العرب والمسلمين وكأنهم لا يختلفون عن السباع إلا قليلاً.
ففي حين نرى أحدًا من أتباعِ البوذية يتجنبُ حتى قَتْلَ بعوضة أو برغوث، نجد معظم المسلمين مع الأسف الشديد لا يخشون، عند سفكِ دمٍ بغير حق أو إزهاقِ نفسٍ بريئةٍ، أَخْذَ ذلك العزيزِ المقتدر الذي اعتبر نفسَ الإنسان أغلى بكثير من سائر حيوانات الأرض.
وتساءل: فما هو سبب هذه القسوة والهمجية والغلظة يا تُرى؟! إنما السبب هو أن مثل هذه القصص الخرافية والنظريات الخاطئة حول قتل تارك الصلاة جحودًا لها وإنكارا لفرضيتها يقتل شرعًا مادة الصف الثامن في المدارس العربية في بلادنا وكذلك الاستدلال بالحديث بشكل خاطئ " أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ كتاب الدين للصف السادس ..يعني نقاتل الناس "عن جنب وطرف" وكذلك مواعظ الجهاد (بمفهومه الخاطئ) وقصص وروايات أخرى التي تُصَبّ في مسامعهم وتُرسَّخ في قلوبهم منذ طفولتهم؛ الأمر الذي يجرفهم شيئًا فشيئًا إلى الانهيار الخُلقي، حتى إن قلوبهم لم تعد تشعر ببشاعة هذه الأعمال المنكرة؛ بل إن الذي يقتل شخصًا بريئًا على حين غفلة منه، دافعًا أهلَه وعيالَه إلى هوّة الويل والهلاك، يحسب أنه قد أتى عملاً عظيمًا يُثاب عليه، بل يظن أنه قد أحرز مفخرة عظيمة لقومه وراينا ليلة أمس الاحتفالات بسبب الانتقام بالقتل في تل السبع!
وأوضح: وبما أن المواعظ الرادعة عن هذه السيئات لا تُلقى في بلادنا، وإن حصل منها شيء فإنما يكون من باب المصادفة، فلذا نجد أفكار عامّة الناس مائلةً إلى هذه الأعمال المثيرة للفتن ميلاً شديدًا.
وأردف: نصائحي هي كما يلي:ترسيخ صفة المواساة في نفوسنا ونفوس أبنائنا، الكف عن العنف الكلامي حتى ولو اعتبرنا أنفسنا صادقين ومعنا الحق وحتى ولو ظٌلِمنا، تغير خطابنا السياسي والاجتماعي والديني ولابد أن يتحلى بالأناة والهدوء وليس بالشعارات الرنانة، أن لا نسأل عن حقنا فقط بل نفكر بواجبنا اتجاه اسرنا واخواننا وجيراننا ومجتمعنا وامتنا وديننا. فقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا للهِ إلاَّ أَبْدَلَكَ اللهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ وعلينا ان لا نرد الحماقة بالحماقة ولا نرد السيئة بالسيئة ونبتعد كل البعد عن النقاشات والجدالات العقيمة ونذوت في انفسنا تعليم الله تعالى لنا في القرآن الكريم {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (35) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } (فصلت 35-36).
وقال: نتعامل مع أعدائنا بالعدل والإنصاف لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } (المائدة 9).
واختتم حديثه: الابتعاد عن التعامل الربوي لان المرابي يصبح وحشا إن التعامل الربوي هو الذي كان ومازال وراء كل المصائب من خصومات وإفلاس وعنف وقتل وخسائر. لمرابي يصبح مجنونًا. والجنون يسبب إنحرافاً في أعمال الإنسان، ويُفقده إعمال الفكر والتدبر {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} (البقرة 276) ونذوت في انفسنا تعليم الله تعالى لنا في القرآن الكريم {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (35) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } (فصلت 35-36).
[email protected]
أضف تعليق