روى المواطن الخمسيني فؤاد كممجي، مساء أمس ، تفاصيل المكالمة الأولى والأخيرة التي تلقاها من نجله أيهم منذ انتزاعه حريته مع خمسة أسرى من سجن "جلبوع".
وكانت هذه المكالمة الهاتفية قبل لحظات من إعادة اعتقال قوات الاحتلال له بعملية خاصة فجر الأحد في مدينة جنين.
وقال كممجي : "عندما سمعنا خبر اقتحام جنين، شعرنا بتوتر وقلق، لأن حملات التمشيط لم تتوقف طوال اليوم في محيط بلدتنا كفرذان وبرقين ويعبد، وحتى قبل الاقتحام الاخير كانت قوات الاحتلال مازالت تقوم بالتفتيش واطلاق القنابل الضوئية".
وأضاف : "رن هاتفي من رقم مجهول، وفوجئت بالمتصل، يقول: أنا أيهم ابنك، أنا الآن محاصر يابا بمنزل في مدينة جنين، والاحتلال يهدد بقصف المنزل وتدميره ويوجد معنا اطفال ونساء ومدنيين، ولأن حياتي ليست اغلى من حياتهم، سأقوم بتسليم نفسي حماية لهم وحفاظا على حياتهم".
وتابع : "قلت له الله يحميك ويرعاك ويسهل عليك، وانقطع الاتصال وبعدها علمت من وسائل الاعلام باعتقال ايهم ومناضل، واقتيادهما لجهة مجهولة".
وسط حالة من الصدمة والذهول بعد الأخبار المتضاربة، يقول الوالد كممجي : "فوجئت جداً جدا من اتصال أيهم لانني كنت مطمئنا ولدي مشاعر بأنه وصل لبر الأمان، لكن واضح أن عيون الاحتلال بقيت ترصده وتلاحقه حتى نصبت له هذا الكمين".
وذكر أنه لم يتلق أي اتصال من أحد حول وضع ومصير أيهم، داعيا الجهات المعنية لمتابعة قضيته خاصة بعدما تعرض له رفاقه اللذين اعتقلوا قبله للتعذيب والتنكيل والقمع، لكنه عبر في نفس الوقت عن اعتزازه بابنه الذي ضحى واختار ان يحمي ابناء شعبه حتى لو كان الثمن كما قال "حريته… وكلي ثقة ان رحلة اعتقاله لن تطول وهؤلاء المناضلين اللذين يظهرون البطولة يستحقون الحرية".
وأفاد والد أيهم بأنه لم ير أو يسمع صوت ابنه الأسير منذ آخر زيارة له في 17/8/2021 في سجن جلبوع ، لكنه يشعر بالاعتزاز والسعادة لتنسمه عبير الحرية حتى ولو كانت لفترة قصيرة.
وقال : "عاش ايهم 13 يوماً من الحرية وهو لوحده اعزل يتحدى الاحتلال ويسطر الصمود والبطولة رغم التعزيزات والضغوطات والتكنولوجيا وحملات الدهم والتفتيش".
واستطرد قائلا : "ما نفذه مع ابطال نفق الحرية اسطورة، فمن يدرك معنى قيمة واهمية أن يقدم على أسير على المغامرة بحياته والتحرر من القضبان والوصول لجنين رغم كل الحواجز وكافة الوسائل والتكنولوجيا حتى عجزوا عن الوصول إليه طوال هذه الفترة".
وشكر كممجي العائلة التي احتضنت أيهم والاحرار وكل من ساعد ابنه ووقف إلى جانبه، رافضا مانشر عبر وسائل التواصل من اتهامات بحق أهالي جنين.
وقال : "ننحني احتراما وتقديرا لكل حر وشريف وقف الى جانب ابنائنا، أما الاصوات النشاز فأدعوها للحضور لهذه المدينة والمنطقة والبيت الذي احتضنهم ليتعلموا منهم الوطنية على أصولها".
وبدى كممجي، في حالة ثقة ويقين بأن حرية أيهم قريبة، وقال : "الحمد الله انه تمكن من التحرر وعاش على مدار أسبوعين حياة الحرية، وان شاء الله سيكرمني رب العالمين بالعمر حتى أتمكن من عناقه منتصرا واحتضانه حرا والفرح بزفافه ورؤية أولاده".
وأكمل : "مقاومة العزة وعدت أن يكون على قائمة صفقة التبادل وهي لن تخذلنا ونعتبرها الأمل الوحيد لنا بعد عودة ايهم للسجن مع الاسرى الخمسة".
[email protected]
أضف تعليق