عارضت اللجنة الاستشارية لإدارة الغذاء والدواء الأميركية "FDA"، مساء الجمعة، بأغلبية ساحقة، اقتراح إعطاء جرعة ثالثة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) لعامة السكان من الذين تتجاوز أعمارهم 16 عامًا، في ضربة للرئيس الأميركيّ، جو بايدن، الذي كان قد أعلن، إطلاق حملة تطعيم في 20 أيلول/ سبتمبر الجاري لجميع السكان.
وصوّتت الأغلبية على الرفض على أساس عدم وجود بيانات كافية، لكنها أوصت بالإجماع بجرعة معزِّزة لمن تبلغ أعمارهم 65 عامًا فأكثر، وللمعرضين أن يُصابوا بحالات خطيرة.
وصوّت 16 من الخبراء، ضدّ مقترح إعطاء جرعة ثالثة لجميع السكان، بينما صوت اثنان فقط لصالحه. ومن بين حجج الخبراء، أنه لا تزال هناك معلومات غير كافية حول هذا الموضوع، وبخاصة في ما يتعلّق بتطعيم الفئات العمرية الصغيرة.
وفي مناقشة استمرت نحو ثماني ساعات، أثار الخبراء شكوكًا حول الحاجة إلى الجرعة المعزّزة لجميع الفئات العمرية، موضحين أنه لا تتوفّر بعد معلومات كافية تشير إلى أن الجرعة الثالثة، ستكون آمنة بالنسبة لمتلقيها، وبخاصة بالنسبة للمراهقين.
واستندت المنقاشة حول إعطاء جرعة ثالثة مُعززة، إلى تجربتيْن سريريتيْن، وبيانات من حملة التطعيم التي تُجرى في إسرائيل.
وذكر الدكتور مايكل كوريلا، أحد الخبراء الذين شاركوا في المناقشة: "ليس من الواضح ما إذا كان كل فرد من السكان يحتاج إلى جرعة معززة، باستثناء بعض الفئات المعرضة لخطر الإصابة بحالات خطيرة".
وبحسب ما أوردت القناة الإسرائيلية 12، فقد قدم باحثون إسرائيليون ووزارة الصحة الإسرائيلية، خلال المناقشة، بيانات، موضحين من خلالها أنه "حدث انخفاض كامل في الحماية ضد فيروس كورونا في جميع الأعمار، بعد بضعة أشهر من تلقي الجرعة الثانية من اللقاح".
وأشارت القناة إلى أنّ ممثلي الوزارة ألقوا محاضرة بالتعاون مع معهد "فايتسمان" ومعهد "غارتنر" والتخنيون، والجامعة العبرية، مضيفة: "قدمت المحاضرة معطيات حول التدهور في الحماية من جرعتين من اللقاح، بعد ستة أشهر (من تلقّيهما)، وكذلك معطيات حول فائدة الجرعة الثالثة في إسرائيل".
وذكرت أنه تمّ عرض "بحث أجري على السكان الملَقّحين في إسرائيل على مدى عدة أشهر، فحصت مستوى الحماية المناعية ضد الأمراض الخطيرة والعدوى بين جميع الأعمار".
وأشارت إلى أن البحث "وجد بشكل واضح، أنه مع مرور الوقت من تناول الجرعة الثانية، حدث تراجع في مقياسيْن (لم توضحهما)".
وأوضحت أن "البيانات المقدَّمة (خلال المناقشة) تظهر أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالجرعة الثانية (في إسرائيل) كانوا أقلّ عُرضة للإصابة بالعدوى والمراضة الشديدة، مقارنةَ بمن تمّ تطعيمهم في بداية حملة التطعيم".
من جانبها، قالت مسؤولة خدمات الصحّة العامة في وزارة الصحّة الإسرائيليّة، د. شارون إلروعي - برايس: "نحن في الأساس متقدمون بثلاثة أشهر على البلدان الأخرى عندما يتعلق الأمر بالاتجاه التراجُعي (بالنجاعة)".
وأضافت: "لذا فإن حملة التطعيم الفعالة جعلت من إسرائيل الدولة الرائدة. وعند مقارنتها بالدول الأخرى، هناك فجوة زمنية. مع زيادة بمقدار عشرة أضعاف في الأجسام المضادة (في أجساد المصابين بالفيروس في إسرائيل)، وهو ما نراه تقريبًا".
وتابعت إلروعي - برايس: "لقد عدنا إلى نجاعة بلغت 95% (في ما يخصّ نجاعة الجرعات المعززة بحماية متلقّيها). في الماضي، إذا رأينا فاعلية بنسبة 80% تقريبًا ضد الأمراض الخطيرة، فالآن نرى أن (النجاعة تصل إلى 97% وأكثر".
ووجدت الدراسة، بحسب القناة، أن المطعّمين "القُدامى"، تزيد لديهم احتمالية الإصابة الخطيرة بـ5 أضعاف، مقارنة بالمُطعّمين "الجُدُد".
هل ستتأثر حملة التطعيم في إسرائيل بالقرار؟
وذكر الموقع الإلكترونيّ لصحيفة "يديعوت أحرونوت" (واينت)، أنّه "لا يزال من غير الواضح ما إذا سيكون له تأثير على قرار الحكومة (الإسرائيلية) بسحب ’الشارة الخضراء’ لأولئك الذين تم تطعيمهم منذ أكثر من ستة أشهر بالجرعة الثانية".
وأضافت الصحيفة أنه "من غير المستبعد أن يتم طرح القضية للمناقشة القضائية".
وذكرت أنه "على أي حال... على الرغم من نتائج الدراسة حول فعالية الجرعة المعززة، لا شك في أن القرار في الولايات المتحدة بعدم التوصية بجرعة ثالثة؛ لن يسهل على الوزارة (الإسرائيلية) جهود إقناع" من لم يتلقّوا بعد هذه الجرعة.
وأوضحت الصحيفة أن مسؤولا رفيع المستوى في وزارة الصحة الإسرائيلية، لم تسمّه، قد قال: "ليس لديّ شك في أنه (قرار لجنة خبراء إدارة الغذاء والدواء الأميركية)، سيؤثر على نسبة الأشخاص الذين لم يتلقوا الجرعة الثالثة، ومن المحتمل أن يعترض الكثيرون الآن".
بدورها، أشارت وزارة الصحة الإسرائيلية في بيان، إلى أنه قد تقرّر في البداية في إسرائيل، إعطاء الجرعات المعززة لكبار السنّ فقط، وللفئات المعرضة للخطر (وهذا ما نصّ عليه قرار الخبراء الأميركيين).
[email protected]
أضف تعليق