في السنوات الأخيرة ومع التطور التكنولوجي السريع باتت الهواتف المحمولة ومشتقاتها الالكترونية في كل بيت وكل يد، ويستخدم العديد من الأهالي هذه الوسائل لإلهاء أطفال أو كوسيلة للترفيه أو لتعليمهم.

فيما تترتب العديد من الأضرار المباشرة وطويلة الأمد على الكبار والصغار، وبشكل خاص الأطفال دون السنتين.

وفي حوار مع مراسل موقع بكرا قال د زاهر عكرية أخصائي نفسي، سمع، نطق وأمراض الكلام، " يُعايش الطفل دون السنتين مرحلة حثيثة ومتسارعة من النمو الدماغي، فيها تتضاعف ثلاثًا مقدراته الدماغية،النمو الأولي للدماغ يعتمد في مُعظمه على محيط الطفل الانساني الفاعل والمتفاعل مباشرة معه، استبدال هذا المحيط بالشاشات قد يؤدي الى اصابة الطفل بخلل في تطوير مقدراته الادارية كالتخطيط، التنظيم، المبادرة، اتخاذ القرارات، المنطق، اضافة الى ضرر محتمل في المقدرات الاصغائية والتأخر التنويري، وزيادة في مستوى الاندفاعية لديه وتردى في قدرته على ضبط الذات والتحكم فيها".

ضرر

وتابع "الأبحاث الأخيرة تشير الى أن انكشاف طفل دون السنتين على الشاشة لمدد طويلة يؤدي الى ضرر مستديم في القشرة الدماغية والى تراجع كبير في وظائف الذاكرة وادراك الاشياء".

وأضاف ومن هذه الأضرار اللغوية والنفسية الفزيولوجية، والأضرار اللغوية تتشكل تبطيء تنمية حركة الفكر والتخيل عند الطفل حيث يُعرض له صور جاهزة وفي أكمل ترتيب لها على الشاشات مما يبطئ النمو عنده، زيادة على أن المشابك العصبية المتوافرة في الدماغ تبنى بواسطة المعايشة اللفظية وتكرار المثير الواقعي، السنتان الاولى والثانية هي الاساس في اكتساب اللغة وللمحيط والدور الأهم في تحقيق المكتسب اللغوي.

وأشار إلى أن الشاشات تضعف نمائية نظرية العقل اي تقلل من فهم الآمر وقبوله على اختلافه، اللعب المشترك هو الحل لتطور هذه القدرة الهامة في ادراك احاسيس الآخر، رغباته وعواطفه، اللغة الامومية (لغة الأم وشركاء التواصل الفعلي) تساهم في بناء قدرة الطفل على بناء علاقة عاطفية مع محيطه، لان المحيط هو من يجسر ويؤصل هذه المشاعر ويترجمها لغويا بما يتلاءم ومقدرة الصغير الادراكية، يجب ان نذكر ان الطفل حتى عمر سنتين يتذكر اكثر الاحداث الواقعية التي تنتج عن اللعب المشترك، قراءة القصص ومحاكاتها، هذه الافعال تحتاج عادة الى البحث عن حلول، وتطوير مهارات تفكيرية بابعاد مختلفة، الفعاليات التشاركية تسهم في زيادة مخزون الطفل اللغوي وقدرته على القراءة.

الجانب النفسي 

وعن الأضرار النفسية الفسيولوجبة قال "الانكشاف على الشاشة في هذا الجيل يشكل عبًأ كبيرًا على المنظومات الحس حركية مما يخلف اضرارا كصعوبة النوم، القلق المزمن، قلق الانفصال، الذهان وعدم الحيوية، اشعاع الشاشة يؤثر سلبا على التفاعلات في كيمياء الدماغ الامر الذي قد ينتج احتمال الاصابة بالاكتئاب المزمن، وحتى فقدان التقبل والتماهي مع الآخر، تضاف الى ذلك مشاكل سلوكية وانسحاب اجتماعي وحتى المس بعلاقاته مع ذويه ومن يحيط به، عدا عن خطر اعتماد استرتيجية العنف والانعزال الاجتماعي يزداد اكثر عند فئة المتعرضين للمشاهدة المفرطة للشاشات. ذكاء هؤلاء الاجتماعي العاطفي يكون عرضة اكبر للاصابة المدمرة التى قد تزمن معه حتى البلوغ.

بسبب هذا وغيره ينصح بعدم تعريض الطفل للشاشات بتاتا حتى بلوغه السنتين أو اختيار المضامين المرئية، المشاهدة مع الطفل مع اتباع نهج الحوار الخاص بالمضامين المطروحة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]