يصادف يوم الحادي والعشرين من اغسطس الذكرى الـ52 لحرق المسجد الأقصى على يد المتطرف اليهودي دنيس مايكل، والتي تأتي في ظل استمرار الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية بحق الأقصى وتدنيسه من خلال رعاية زيارات المستوطنين ومع حلول هذه الذكري القاسية على نفوسنا جميعا تبقي القدس هي القضية المركزية وإن الأقصى وكافة الأماكن المقدسة في القدس المحتلة ما زالت مستهدفة من الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين حيث الاقتحامات مستمرة وبشكل يومي.
حكومة الاحتلال رغم كل قرارات الشرعية الدولية بخصوص مدينة القدس المحتلة التي طالبتها بعدم المساس بقدسية الأماكن الدينية وعلى وجه الخصوص المسجد الأقصى باعتباره موقعًا إسلاميًا مقدساً مخصصاً للعبادة إلا أنها ما زالت تضرب تلك القرارات بعرض الحائط وتدير الظهر لكل المخاطر التي يمكن أن تنشب نتيجة سياساتها المتهورة غير المسؤولة.
حكومة الاحتلال الاسرائيلي مطالبة بإلغاء جميع التدابير التي من شأنها تغيير وضع القدس والالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 2334 لسنة 2016، الذي اكد صراحة عدم شرعية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 بما فيها القدس الشرقية وعدم الاعتراف بأي تغييرات تجريها دولة الاحتلال على حدود الرابع من حزيران 1967 وفي الوقت نفسه فان المجتمع الدولي مطالب بحماية قرارات الشرعية الدولية ومنها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 271 لسنة 1969 الذي أدان فيه دولة الاحتلال وتسترها على حرق المسجد الأقصى واعتبر أي تدمير أو تدنيس للأماكن المقدسة هو تهديد للأمن والسلام الدوليين.
ولعبت المملكة الاردنية الهاشمية خلال مائة عام على حماية المسجد الاقصى المبارك ورعاية المقدسات الإسلامية وهذا ما يؤكده دوما الملك عبدالله الثاني وحرص المملكة على حماية المقدسات الإسلامية وإعادة بناء وصيانة المتهدم والمتضرر منها من خلال سلسلة من عمليات الأعمار للمسجد الأقصى والأماكن المقدسة الأخرى في القدس.
ووفقا للجنة اعمار المسجد الاقصى وما يعرف بالإعمارات الهاشمية للمسجد الأقصى والأماكن المقدسة الأخرى في القدس والتي تمت على خمسة مراحل كانت الأولى في عهد الشريف الحسين بن علي خلال الفترة الممتدة من 1924- 1928 والثانية خلال الفترة الممتدة من (1952-1964) في عهد الملك الراحل الحسين بن طلال الذي أوعز بإنشاء لجنة إعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة بموجب القانون رقم 22 لسنة 1954 وامتدت المرحلتين الثالثة والرابعة من الإعمار حتى عهد الملك الحسين خلال الفترة الممتدة ما بين (1992-1994) والفترة من (1996-1998)، أما المرحلة الخامسة فكانت في عهد الملك عبدالله الثاني والتي بدأت في العام 1999، حيث شملت عمليات الاعمار مراحل موسعه في نطاق الخدمات للمصلين وتوفير ابار المياه والسبل والقباب والمصاطب والمحاريب كما شمل الإعمار قبة الصخرة المشرفة وإعادة تكسيتها بالألومنيوم الأصفر.
عمليات الإعمار وحماية المقدسات الاسلامية والمسيحية ورعايتها تتواصل بحكم الرعاية الهاشمية التي تعد فخرا للأمة العربية والإسلامية حيث اشادت بها اغلب دول العالم وشكلت محورا مهما لحماية المسجد الاقصى والدفاع عن وجوده التاريخي وتبقي قضية القدس هي قضية الامة العربية والإسلامية والأحرار في العالم فالقدس خط أحمر ولن نقبل المساس بها والمسجد الأقصى المبارك هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ولن نحيد عنه ونحيي أهلنا في القدس المرابطين في الأقصى على صمودهم في وجه المخططات الإسرائيلية التعسفية الظالمة الهادفة إلى فرض التغيير الزماني والمكاني عليه.
[email protected]
أضف تعليق