بقلم : سري القدوة
الشعب الفلسطيني يعاني ما يعانيه وله ظروفه الخاصة وما زال يناضل من اجل الحرية والتحرير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة ولا يمكن ربط النضال الفلسطيني الشرعي بمتغيرات دولية من شأنها حرف البوصلة الفلسطينية عن هدفها الاساسي وتزيد المشهد الفلسطيني تعقيدا، ودائما كان الفلسطيني يدرك ان احلامه الوطنية ستتحقق حيث وقف الشعب الفلسطيني صفا واحدا مدافعا عن حقوقه التاريخية وقراره الفلسطيني المستقل ومصلحته الوطنية العليا وثوابته الوطنية ولن تذهب هذه التضحيات هباء .
الشعب الفلسطيني متمسك بالثوابت وماض في طريق الحرية حتى تحقيق الاهداف الوطنية المتكاملة، وإذا كنا اليوم نمر بأصعب مراحل الكفاح الوطني ونواجه أخطر التحديات والمؤامرات الهادفة الى النيل من الشرعية الفلسطينية الوطنية والدستورية والنضالية بفعل مخططات اليمين الإسرائيلي المتطرف وتلك المؤامرات الهادفة لمصادرة الاراضي الفلسطينية وسرقتها وتدمير البنية السياسية لمقومات النضال الوطني الفلسطيني .
تدرك جماهير الشعب الفلسطيني بمختلف توجهاته السياسية تماما خطورة ما يجرى من متغيرات سياسية، وان المطلوب من جميع الفصائل السياسية بمختلف توجهاتها الوطنية منها او الاسلامية عدم التدخل في الشؤون الخاصة والداخلية لمختلف دول العالم لخصوصية وطبيعة العلاقات الفلسطينية وللحفاظ على البرنامج الكفاحي الوطني وعدالة ورمزية الهوية والقضية الفلسطينية وخاصة في ظل تقاطع المصالح لبعض الفئات السياسية المختلفة والتي اذا ما نتج عنها مواقف غير محسوبة ستعود بالضرر الكبير على النضال والكفاح التحرري الفلسطيني من اجل نيل الحرية والاستقلال وتقرير المصير .
وهنا لا بد من التأكيد على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وضرورة الالتزام في الموقف الوطني والسياسي الفلسطيني كون ما يجرى من متغيرات دولية هو شان داخلي وان اي تدخل فى الشؤون الخاصة بمجريات تلك المتغيرات لا يخدم المصلحة العليا للشعب الفلسطيني والمرحلة الراهنة تتطلب ضرورة تجنيد كل المواقف الداعمة لمزيد من وحدة الموقف العربي وتجنيد كل الامكانيات المساندة للحق الفلسطيني والعمل المشترك ومواجهة الانقسام والعمل على إنهاء تداعياته وسرعة انجاز وتشكيل حكومة وحدة وطنية وأهمية ترتيب الواقع الفلسطيني والتأكيد على ان منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني .
منظمة التحرير الفلسطينية هي العنوان الواضح والثابت للنضال التحرري وقد اتخذت قرارات هامة لمواجهة كل المؤامرات التي تحاك للنيل من الشعب الفلسطيني ووقفت بكل الميادين تدافع عن الحقوق الفلسطينية ولا تربط مصير النضال التحرري بمصالح وأجندات خارجية، وبالتالي حافظت على الارث الكفاحي والتاريخي الفلسطيني وتمسكت بثوابت منظمة التحرير بدءاً من حق اللاجئين بالعودة وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس .
الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن حقوقه وهو طليعة النضال وماض بكل صبر وإصرار على تحقيق اهدافه الوطنية المتكاملة بالعمل الوطني وبالقرار الفلسطيني المستقل، ولن يفقد البوصلة ولن يسمح لاي كان العبث بمقدرات الشعب الفلسطيني، وإن تلك المؤامرات والعروض الواهية لا تلبي طموحه النضالي والوطني وحاجيات الشعب الفلسطيني ولا تخدم واقعه النضالي وهي مرفوضة تماما، وما يجرى من مؤامرات يتم صناعتها خلف الابواب المغلقة ما هي الا جزء لا يتجزأ من مؤامرات التصفية للقضية الفلسطينية وخاصة مع مواصلة حكومة الاحتلال وهروبها بكل الطرق من استحقاقات عملية السلام لتعلن وتؤكد مجددا أن الاستيطان والمستوطنات من ثوابتها الاساسية التي لا تقبل التفاوض حولها وتعمل على فرض نظام الأبرتهايد وسياسة الامر الواقع الاسرائيلية .
[email protected]
أضف تعليق