الحياة رواية جميلة علينا قراءتها حتى النهاية دون أن نتوقف عند سطر أو مقطع حزين لآن النهاية ليس بالضرورة أن تكون غير متفائلة، وأجمل ما فيها صديق يقرأك دون حروف، يفهمك دون كلام، ولا تحتاج إلى الألفاظ والعبارات، يحبك دون مقابل، وإذا صمتَ ولم يتكلم فلا ينقطع قلبك عن الإصغاء إلى صوت قلبه.
أين نجد مثل هذا الصديق، في هذا الزمن، زمن الخيانة والغدر ونكران الجميل؟! زمن أصبح فيه غدر القريب قبل الغريب، فسلام على الدنيا إذا لم يكن فيها صديق صدوق منصف وأخ يخاف عليك، ولم يعد وطنا وسندا ليجعلك غريبًا في وطنك، متجاهلا المقولة: "فتنة الإخوان عرس الشيطان".
من الضروري أن نصنع حلما من الحياة، وأن نصنع واقعا من الحلم. فلا تكن شمعة تضيء للآخرين وتحرق نفسها، لا ولا تنتظر من أي إنسان أن يحفر الأرض ليسقي بذورك التي زرعتها، فأنت وفقط أنت القادر على أن تزرعها بداخلك وتسقيها بماء روحك، وأنت من سيقطف ثمارها، فحين تقسو عليك الدنيا والحياة، احذر أن تكون مثلها وتقسو على من حولك! فمن المفضل أن تكون صادقا لكن من الضروري أن تكون على حق، فكلنا كالصخر لنا جانب مظلم والله خلق الإنسان ضعيفا، كلمة تفرحه وأخرى تحزنه، وشوكة صغيرة تدميه وهدية صغيرة قد ترضيه، واعلم "أنّ الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها" فإياك أن تتجرأ لتقول: إن الدنيا تعطيك ظهرها! فربما أنت من يجلس بالعكس.
للخلاصة أقول: القناعة دليل الأمانة، والأمانة دليل الشكر، والشكر دليل الزيادة، والزيادة دليل بقاء واستمرار النعمة، والحياة دليل الخير، والنبات الصالح ينمو بالرعاية والعناية، أما الأشواك، وما أكثرها! فلا تنمو إلا بالإهمال.
[email protected]
أضف تعليق