شارك حشد كبير من أهالي مدينة الناصرة في احتفال ذكرى "الهجرة النبوية" الذي أقامته "هيئة العمل الدعوي" بالتعاون مع لجنة "حي السوق" في السوق القديم مقابل الجامع الأبيض، مساء أمس الثلاثاء.
تولى عرافة الاحتفال الشاب توفيق عيدي (طالب شريعة إسلامية) الذي رحب بالحضور قائلًا: "نقترب وإياكم نحو حدث هام في تاريخ الأمة الإسلامية جمعاء وهو ذكرى الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة المنورة".
افتتح الاحتفال بآيات من القرآن الكريم تلاها الشيخ محمد شحادة، وقدمت فرقة الإخلاص بقيادة المنشد سمير صوالحة فقرات من المدائح النبوية.
نائب رئيس بلدية الناصرة، سمير سعدي قال في كلمة ترحيبية: "نهنئ الأمة العربية والإسلامية بحلول ذكرى الهجرة النبوية التي نتعلم منها دائمًا دروسًا جديدة في الحياة. نحن في زمن كثرت فيه الفتنة والإجرام فما علينا في هذا الزمن إلا أن نُحصن أنفسنا بالرجوع الى الله والبيعة الجديدة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. نسأل الله العلي القدير أن تحل الذكرى القادمة ويكون المسجد الأقصى محررًا ويكون بيننا فضيلة الشيخ رائد صلاح وفضيلة الشيخ كمال خطيب ويكون كل الصادقين بيننا. نسأل الله النصرة القريبة وكل عام وأنتم بخير".
وباسم لجنة "حي السوق" تحدث المحامي معاذ عون الله وقال في كلمته: "اسمحوا لي أن أنتهز هذه الفرصة لأبارك لكم وأهنئ الأمة الإسلامية بمناسبة العام الجديد داعيا الله عز وجل أن يفتح لنا فيه أبواب الخير والبركة والرزق. دعوني أذكركم أحبتي أن النبي الصادق الأمين قد هاجر إلى المدينة المنورة وآخى بين المهاجرين والأنصار ودعا إلى التغاضي عن الفروقات ودعا إلى جمع كلمتنا وتوحيد رؤيتنا فقد قال صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى له عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى). فلنكن جميعا يدًا واحدة ولننشر السلام والاخوة والمحبة فيما بيننا ولنوحد كلمتنا".
ضيف الاحتفال الشيخ الدكتور عبد الله إدريس، إمام مسجد الهجرة في قرية مجد الكروم، استهل محاضرته بالشكر للقائمين على هذه الأمسية الإيمانية وقال: "في هذه الأمسية العظيمة والتي نحيي فيها الذكرى النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام لن يكون حديثنا معكم سردًا لأحداث الهجرة فالمعظم يعرفها، لكن سيرة النبي أُمرنا بدراستها لتكون تفكرًا لنا ودروسًا وعظات ولتكون لنا دستورًا لاتخاذ خطوات في هذه الحياة".
وتحدث الشيخ إدريس في المحاضرة عن رسالتين "نخوض فيهما طريقنا في هذا المجتمع من خلال هجرة الحبيب صلى الله عليه وسلم"، الأولى: "من يتتبع نصوص القرآن والسنة يجد أن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم قد مدح المهاجرين وبيّن فضل المهاجرين حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم تمنى أن يكون رجلا من الأنصار لولا الهجرة".
وقال: "لم نتشرف من أن نكون من المهاجرين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن الله لم يحرمنا أجر المهاجرين ونحن في هذه البلاد وفي هذا الزمان بل أعطانا الله وهيئ لنا أجورًا عظيمة جدًا وأعمالًا أو عملًا واحدًا به نبلغ أجر المهاجرين من صحابة رسول الله. فقد جاء في الحديث الشرف: (العبادة في الهرج كهجرة إليّ). الهرج أي وقت انتشار الفتن واختلاط الحق بالباطل من يثبت على دينه بزمان الفتن ويتمسك بدينه في وقت اختلاط الحق بالباطل كان كمن هاجر إلى الله في سبيل الله".
أما الرسالة الثانية التي ذكرها الشيخ عبد الله إدريس فهي "من أعظم الدروس الهجرة النبوية وهو درس واقعي نحتاج في هذا الزمان على الصعيد الاجتماعي والسياسي يوم أن كان النبي في الغار (ما ظنك باثنين الله ثالثهما) من أيقن أن الله سينصره ولو تجمعت عليه قبائل العرب كلها هذا اليقين علمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم هو اليقين بالله الذي نحتاجه في هذا الزمان والذي هو علاج لكل أمراضنا".
في ختام الاحتفال، كرمت هيئة العمل الدعوي بالناصرة الشيخ عبد الله إدريس بمناسبة نيله درجة الدكتوراة في تخصص الفقه وأصوله بالشريعة الإسلامية. كما وكرمت الاستاذ بهاء الدين سليمان، مسؤول نادي البلدة القديمة بسوق الناصرة لإسهامه الكبير في التعاون وانجاح احتفال ذكرى "الهجرة النبوية".

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]