بقلم: طارق محمود بصول.
بسم الله الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً احد، والصلاة والسلام على سيدنا محمد.
منذ بداية فصل الصيف شهدت البلاد عدد كبير من ضحايا حوادث الغرق، وخلال الأسبوع المنصرم، ازدادت هذه الوتيرة وأصبح ناقوس الغرق يقلق مضاجع الجميع، فخلال أسبوع اكثر من 5 وفيات نتيجة غرق ببحر الأبيض المتوسط، وتحولت رحلتهم الاستجمامية الى بيت عزاء يُخيم على اهل الضحايا، نسأل الله لهم الرحمة. في هذه المقالة سوف نخوض حول السبب الطبيعي لحوادث الغرق وكيفية التعامُل معها، التشديد على السبب الطبيعي كون هنالك ممن لقوا حتفهم نتيجة سقوطهم من سفينة او قارب.
نتيجة تيارات الرياح التي تصل من البحر نحو اليابسة تتكون الأمواج، ارتفاع أمواج البحر وقوة جريانها يتعلق بقوة الرياح، فكلما كانت الرياح اقوى تصاعدت قوة الأمواج وسرعتها والعكس صحيح. عند وصول الأمواج الى شاطئ البحر تتعطل وتنكسر وتتوقف عن الجريان، حينها تتجمع لتعود اياباً نحو جوف البحر، قوة المياه العائدة مرة أخرى نحو البحر تمسى الأمواج الساحبة/ التيارات المتدفقة، من اجل توحيد المصطلحات سوف نكتفي باستعمال كلمة الأمواج الساحبة لسبيين؛ الأول المصطلح مُنتشر بين صفوف بني البشر، الثاني جغرافياً، اصح استعمال ساحبه وليس متدفقه، كون الأمواج تعود بشكل هادئ وليس مُتدفق.
قوة الأمواج الساحبة ومدى خطورتها تتعلق بثلاثة عوامل: الأول قوة الرياح القادمة من اليابسة، كلما كانت الرياح القادمة من اليابسة نحو البحر اقوى، عندها جرف المياه نحو جوف البحر يكون اقوى والعكس صحيح، العامل الثاني، يتعلق بكمية المياه التي تجمعت على الشاطئ نتيجة وصول الأمواج، كلما كانت كمية المياه التي تجمعت اكثر فان قوة تيار المائي للأمواج الساحبة عند عودتها نحو البحر يكون اقوى، العامل الثالث والأخير يتعلق بانخفاض البحر عن اليابسة، كلما كان البحر منخفض اكثر عن الشاطئ فان قوة تيار المائي (الأمواج الساحبة) تكون اقوى.
يكفي وجود عامل من العوامل التي ذُكرت أعلاه لتّكون الأمواج الساحبة، هذه الأمواج عبارة عن تيار مائي هادئ يعود الى البحر، كما ذكرنا أعلاه نتيجة تحطم الأمواج، بالرغم من تسميتها أمواج الا انها تعود بشكل هادئ، سرعتها تتعدى 2 ونص متر في الثانية، هذه الأمواج تُحاول سحب (جرف) كل ما يقف امامها. بشكل عام الأشخاص الذين يلهون بالمياه يرغبون بالدخول الى هذا الأمواج اعتقاداً منهم انها هادئة ومناسبة للسباحة، الا ان الامر مُغاير، فقد تُخدع هذه الأمواج الأشخاص الذين يصولون بنفوذها وتسحبهم معها الى جوف البحر، عندها يبدأوا بمواجهة ومقاومة هذه التيارات/ الأمواج من خلال السباحة عكسها، الامر الذي يزيد من طاقة الجسم ويفقد كمية كبيرة من الاوكسجين ويزيد بالإرهاق والتعب، عندها يفقدون القوة والقدرة باستمرار المقاومة ويتحولون لفريسه سهلة بفم هذه الامواج التي تسحبهُم معها نحو جوف البحر المُعتم من حيث الإضاءة والقدر، من حيث الإضاءة كلما تعمقنا بجوف البحر يُصعب عملية البحث عن الأشخاص الذين غرقوا، من حيث القدر من الصعب معرفة قدرة المنقذين بإسعاف وإنقاذ ممكن سحبتهم هذه الأمواج.
من هنا علينا توخي الحذر عند تعاملنا مع البحر والامواج الساحبة، ممن لا يجدون السباحة عليهم الاكتفاء بمسافة قريبة من الشاطئ لكي لا يقعون فريسة بين انياب الأمواج الساحبة، ثانياً كل من يجد السباحة ووقع بفخ الأمواج الساحبة عليه القيام بالخطوات التالية:
أ- الحفاظ على الهدوء والاسترخاء وعدم مواجهة هذه الامواج، فقد تنحصر هذه الأمواج بعد مدة قليلة من الزمن لا تتعدى ال-10 ثوان، حينها يصبح خطر الأمواج من ورائنا.
ب- السعي بشكل موازي للشاطئ، ليس عكس الامواج الساحبة.
ت- بعد ذلك السباحة نحو الشاطئ بشكل هادئ حتى وصول بر الأمان.
الحمد لله الذي بذكره تتم الصالحات.
[email protected]
أضف تعليق