كتب: محمد الجوكر
يبقى للدورة الأولمبية بريق خاص لدى الدول المشاركة في طوكيو، حيث التحدي بين الدول الكبيرة في الحصول على الميداليات، وأتمنى ألا يكون العرب متفرجين على الأبطال في ظل العدد الحالي من ميدالياتنا العربية التي سجلناها في الدورات السابقة، والذي يعد نقطة سوداء في تاريخ الرياضة العربية المتدهورة مقارنة بالدول التي تفكر في مقدمة الترتيب في الجدول العام للميداليات.
و«طوكيو 2020» حدث استثنائي، حيث تأجلت لأول مرة قرابة سنة، بسبب وباء كورونا، ولكن يبقى التحدي الياباني للوباء كبيراً برغم تفشيه بين المشاركين، بجانب خسارة اللجنة المنظمة، المليارات بسبب التأجيل وحرمان الجماهير من الحضور، ولذلك أصرت اليابان على إقامة الألعاب الأولمبية وسط ظروف بالغة الحساسية.
ودخلت المشاركة في أولمبياد طوكيو منعطفاً كبيراً، فاليابان تسعى لإبعاد الشباب عن التهميش والعنف ومخاطر التقنيات الجديدة في التكنولوجيا، بالإضافة للمساهمة في تربيتهم وبث روح المحبة والتعايش في نفوسهم بجانب التغلب على كل الصعاب، وأبرزها جائحة «كورونا» التي علينا التكيف معها والتعامل بحذر وفق الإجراءات الاحترازية، و«طوكيو 2020» تختلف عن كل الدورات السابقة لأنها مرت بصعوبات بالغة منها عدد من الانسحابات وظروف اضطرارية بإصابة عدد من اللاعبين بالوباء.
واتخذت اليابان وكعادتها كدولة راقية ومنظمة، الإجراءات المطلوبة في التعامل مع المشاركين بشكل دقيق ومنظم للغاية، صحياً وأمنياً، وهو ما يعكس مدى ما تتمتع به كدولة حضارية في تعاملها مع الأحداث والبطولات، خصوصاً إذا كانت هي أم الدورات، فالأولمبياد ليس فقط فوزاً ونتائج، إنما حضارة الشعوب تقدمها الدول عبر ممثليها، وهي الواجهة الحقيقية للدول التي أعدت نفسها للصعود على منصات التتويج، وهذا يعكس مدى أهمية الرياضة وفق المنهج العلمي الصحيح بعيداً عن الارتجالية ورياضة المناسبات، وهناك فارق كبير بين الدول التي تخطط للرياضة والتي تخطط للسفر والسياحة، وتلك التي تؤمن بالرياضة كصناعة، وبين البعض الذي يؤمنون بأن رياضة هي رياضة «الاستعراضات والخطط والاستراتيجيات»، ونؤكد أن طوكيو تنتصر بإصرارها على إقامة الأولمبياد، واليابان تقدم اليوم دروساً مجانية علينا أن نتعلم ونستفيد منها لكي نصحو من غفلتنا ونتقدم خطوة إلى الأمام.
[email protected]
أضف تعليق